- الكويت تولي اهتماماً كبيراً بالاستدامة البيئية ونستذكر تضافر الجهود لإطفاء آبار النفط عام 1991
- العقاب: أراضينا وبيئاتنا تكبدت الكثير من المعاناة جراء وطأة النزاعات العسكرية والحروب
دارين العلي
شدد مساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية بالوكالة المستشار عبدالعزيز الجارالله على الاهتمام الكبير الذي توليه الكويت للاستدامة البيئية التي تتمتع بأولوية قصوى على مختلف المستويات الدولية والإقليمية والوطنية.
كلام الجارالله جاء خلال تمثيله وزير الخارجية ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ د.أحمد الناصر في الاحتفال الذي نظمته جمعية حماية البيئة بمناسبة اليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والنزاعات العسكرية في معرض الغاز والنفط التابع لشركة النفط في الأحمدي بحضور عدد من سفراء الدول الصديقة التي ساهمت في إطفاء آبار النفط وسفراء دول مجلس التعاون وبعض الدول العربية.
وقال الجارالله ان الكويت وضعت استراتيجيتها البيئية «الكويت الخضراء» ضمن «رؤية 2035» من خلال توسيع المساحات الخضراء والاعتماد على الألواح الشمسية لتوليد الطاقة في سياق تنويع مصادر الطاقة، فضلا عن تحفيز المشاريع والأفكار الإبداعية وسن التشريعات المعنية بالبيئة واستحداث قوانين حماية البيئة وترشيد استهلاك الموارد الطبيعية وخفض نسب التلوث وحماية التنوع البيولوجي التي من شأنها أن تحافظ على البيئة وتضع الكويت ضمن الدول الصديقة للبيئة، لافتا إلى ان المجتمع الدولي يحتفل في السادس من نوفمبر باليوم العالمي لمنع استغلال البيئة في الحروب والنزاعات المسلحة بموجب قرار الجمعية العامة رقم 56/4 المقدم من الكويت عام 2001 إيمانا منها بأهمية البيئة كإرث ومصير مشترك واجب المحافظة عليه لصالح مستقبل أجيالنا القادمة.
وأوضح ان الكويت تحرص على تسليط الضوء على العواقب الوخيمة للنزاعات المسلحة على البيئة نظرا للتجربة المريرة التي عانت منها بعد حرق الآبار التي أشعلتها قوات النظام العراقي السابق المنسحبة من الأراضي الكويتية عام 1991 مما تسبب بواحدة من أسوأ الكوارث البيئية التي هي من صنع الإنسان في القرن العشرين، مشيرا إلى ان اعتماد هذا القرار وبإجماع دولي خطوة هامة اتخذتها دول العالم في الاعتراف في البيئة كإحدى ضحايا الحروب والنزاعات المسلحة، وان الاحتفال بهذا اليوم العالمي من كل عام ما هو إلا تذكير سنوي بمسؤولية المجتمع الدولي نحو حماية البيئة لما تمثله من ركيزة أساسية للسلام والأمن والتنمية المستدامة.
واستذكر تضافر الجهود الدولية عام 1991 في السيطرة على إطفاء الآبار المشتعلة وبمشاركة 27 فريقا دوليا مختصا من الدول الصديقة والتمكن من السيطرة على تلك الحرائق خلال 240 يوما كان آخرها بتاريخ 6 نوفمبر 1991 ليتم بذلك إيقاف المصدر الأول للتلوث، على الرغم مما ذكرته التقارير الأولية المختصة بأن عملية إطفاء تلك الآبار قد تمتد لعدة سنوات، ولعل هذه التجربة خير مثال على فاعلية وجود إرادة صادقة وتضامن سياسي جاد وعمل دولي مشترك لاتخاذ إجراءات عاجلة لإحياء وإعادة تأهيل الأنظمة البيئية المتضررة.
وأضاف: ان دور الكويت في هذا الشأن لم يقف على المستوى الوطني بل ساهمت من خلال الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في دعم العديد من الدول في مناطق مختلفة بالعالم لمكافحة التداعيات البيئية من خلال مشاريع طموحة تسعى الى تحقيق التنمية المستدامة بمختلف أبعادها والحفاظ على الموارد الطبيعية، فقد أضحت المسائل ذات الطابع البيئي ولاسيما تغير المناخ تعتلي سلم أولويات الدول والمنظمات باعتبارها أكبر التحديات في عصرنا هذا، مؤكدا على دعم الكويت لمساعي الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات للتصدي للتحديات البيئية وتثمين دورها المحوري للوفاء بمسؤولياتها.
بدورها، قالت رئيس مجلس إدارة الجمعية الكويتية لحماية البيئة ورئيس اللجة العليا المنظمة د.وجدان العقاب: يجب الالتفات إلى أهمية التعريف بهذا اليوم، ويقع على الكويت مهمة تعريف العالم بالمعاني العميقة له، ومن الأجدى أن يلتفت العالم إلى تداعيات تدمير البيئة بواسطة المعارك والحروب والتي يتم التعامل معها كما لو كانت أضرارا جانبية، في حين أنها في الحقيقة تتغلغل عميقا في حياة من أصابتهم إلى أعماق تاريخهم ومستقبلهم.
وتابعت العقاب: إدارة الأزمات والكوارث علم حديث وغض لا يتعدى العقدين من الزمن، فإن كان لشركات النفط دليل اجرائي للتعامل مع بئر محترقة أو حقل بعدة آبار، أو بقعة نفط تسربت بالخطأ إلا أننا نعلم ونجزم بأنه لم يتضمن أي دليل اجرائي في العالم أي خطة مسبقة لكيفية التعامل مع أحداث حرائق الكويت عام 1991، فأي تجربة كانت حينها وان كانت نسبة نجاحها ضئيلة أو فاشلة بأعين مطبقها آنذاك، فإنها تعتبر اليوم كنزا معلوماتيا يجب توثيقه.
ولفتت إلى أن أراضينا وبيئاتنا تكبدت من معاناة ووطأة النزاعات العسكرية والحروب عليها الكثير ودفعت ثمن تلك التعديات السافرة على البيئة، سواء كانت التعديات في أراضينا مباشرة أو عابرة للحدود، فتلك هي نتائج استخدام البيئة كأداة من أدوات الحرب للضغط على الأطراف المتصارعة، وجريمة أثبتت على مر العصور تعديها على حقوق الأجيال التي تلي أطراف النزاع، ودعوة عالمية لحفظ البيئة والموارد الطبيعية.
من جانبه، أكد ممثل الأمم المتحدة المقيم لدى الكويت د.طارق الشيخ ان الأمم المتحدة أولت اهتماما بإدخال العمل المتعلق بالبيئة في الخطط الشاملة في منع نشوب النزاعات وصون السلام، مبينا أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام دائم اذا دمرت الموارد الطبيعية التي تدعم سبل العيش، وفي 27 مايو 2016 اعتمدت الجمعية العمومية للأمم المتحدة للبيئة قرارا اعترفت فيه بدور النظم البيئية السليمة والمواد المدارة بشكل مستدام في الحد من خطر النزاعات المسلحة.
وبين الشيخ أن النزاعات ترتبط ارتباطا وثيقا بالبيئة وكانت ما نسبته 40% على الأقل في النزاعات الدائرة بين الدول حول العالم لها أبعاد عامة من حيث الموارد الطبيعية وفي الوقت الراهن يهدد ارتفاع درجات الحرارة الناتج عن تغير المناخ بتزايد شدة الضغوط والتوترات البيئية وفي كثير من الأحيان تسقط البيئة ضحية بين ضحايا الحرب.
من ناحيته، تحدث نائب الرئيس التنفيذي للمديرية التجارية والخدمات المشتركة في شركة النفط م.عبدالوهاب المذن عن احياء ذكرى اليوم الدولي لمنع استغلال البيئة في الحروب والنزاعات المسلحة كونه يستند إلى قرار الأمم المتحدة رقم 56/4، الذي صدر في عام 2001 ويحتفل به كل عام في 6 نوفمبر، حيث تم في مثل هذا اليوم إطفاء آخر بئر نفط محترقة، بعد أشهر من انسحاب القوات الغازية من الكويت.
وأضاف المذن: يصادف هذا التاريخ نهاية أكبر كارثة بيئية في الكويت، ونتيجة لذلك حددت الأمم المتحدة هذا التاريخ بشكل دائم باعتباره يوما يمثل الأمل للأجيال القادمة على كوكبنا نظرا لحجم الحرائق، مبينا أن الخبراء قدروا أن الأمر سيستغرق عدة سنوات حتى يتم إطفاء جميع آبار النفط المحترقة ومع ذلك من خلال مشاركة 27 فريقا دوليا، جاءوا لمساعدة الكويت في وقت الحاجة، تمت السيطرة على جميع الحرائق في غضون 240 يوما.
وسلط الضوء على العمل المهم الذي تقوم به شركة نفط الكويت فيما يتعلق ببرنامج الإصلاح البيئي الكويتي، وهو أكبر برنامج معالجة بيئي من نوعه في العالم بالتعاون مع شركائنا من الأمم المتحدة، ومعهد الكويت للأبحاث العلمية، ونقطة الاتصال الوطنية الكويتية مبينا أن المشروع حاليا في طور إصلاح الأضرار البيئية التي سببتها حرائق النفط وانسكاباته.