بيروت- عمر حبنجر
الحكومة اللبنانية تمشي الهوينى، والدولار الأميركي يقفز بسرعة الأرنب، متجاوزا أمس حدود الـ 23 الف ليرة، جارفا في طريقه أسعار المحروقات والخبز وكافة صنوف الغذائيات والأدوية، وباقي مستلزمات الحياة اليومية.
رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يتحدث عن النأي بالنفس، ويطلق المبادرات المدعومة من البنك الدولي والاتحاد الأوروبي، فضلا عن صون الانتماء العربي للبنان، والاستقلالية للقضاء اللبناني، فيما بات واضحا عجز رئيس الجمهورية ميشال عون عن المونة على حليفه حزب الله، برفع الحظر عن جلسات مجلس الوزراء، والتخلص من وزير الأزمة مع دول الخليج العربي، وزير الاعلام جورج قرداحي، وهو الذي غطى حروب حزب الله في بلاد العرب طوال خمس سنوات من ولايته، على ما يقول الوزير القواتي السابق ريشار قيومجيان.
وأضاف قيومجيان لبرنامج «صار الوقت» من قناة ام تي في، أن اتفاق مار مخايل بين حزب الله والتيار الوطني الحر دمر لبنان.
وينعكس كل هذا سلبا على واقع العلاقات المأزومة بين لبنان واشقائه في الخليج، حيث لايزال باب الحلول مقفلا بغياب المواقف المساعدة، فحزب الله لايزال يرفض إقالة قرداحي، أو حتى عقد جلسة للحكومة قبل سحب ملف التحقيق بتفجير المرفأ من القاضي العدلي طارق بيطار، فيما يتمسك رئيس الحكومة ومعه رئيس الجمهورية بإبقاء هذا الملف بين يدي القاضي الذي أثارت تحقيقاته حفيظة الحزب ومعه حركة أمل التي يطالب بيطار بتوقيف اثنين من نوابها هما: علي حسن خليل وغازي زعيتر.
وبعد تصريحات الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في يوم الشهيد ورفضه إقالة قرداحي، غرد السفير السعودي في لبنان وليد البخاري عبر تويتر، قائلا: «الحق كل لا يتجزأ، فهناك فرق شاسع بين نفي الواقع وبين محاولة تبريره والافتئات عليه».
بدوره، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أعلن أنه ليس رجل احد، في لبنان، ولن يأخذه أحد كأمر مسلم به، لافتا إلى أن بعض مواقفه تتلاقى مع مواقف الحزب، وهذا يناسب الحزب، ولكن عندما تتعارض مع مصالحه فأنت في مرماه، مؤكدا أنه لن ينضم إلى جبهة سياسية ضده.
وفي حديث لصحيفة «لوريان لو جور» الناطقة بالفرنسية، اعتبر أنه من غير المقبول استفزاز الدول الخليجية، لافتا إلى أن السياسات التي تتعارض مع المصلحة الوطنية قد تمادت بعيدا.
وعن الانتخابات المقبلة وتحالفاته أعلن أنه سيتحالف مع القوات اللبنانية في الجبل، بوجه التيار الحر الذي «لا قاسم مشتركا معه»، واستمرار التحالف مع سعد الحريري وتيار المستقبل، فالعلاقة تاريخية ولا رجوع عنها، وهو وعائلته يحتلون مكانة خاصة في قلبي.
وقال عضو «كتلة المستقبل» النائب محمد الحجار في تصريح لـ «ليبانون ديبايت»، إن «نصرالله حاول بكل الطرق تبرئة نفسه من المشكلة التي وقع فيها لبنان».
وأضاف: «قد تكون تصريحات وزير الإعلام «القشة التي قصمت ظهر البعير»، لكن الأمور تراكمية ووصلت الى حد لم يعد ممكنا السكوت عنها. وهذا الأمر تتحمل مسؤوليته الدولة اللبنانية».
واستهجن الحجار «كيف أن نصرالله ضد استقالة قرداحي ومع استمرار هذا النزف الحاصل في الجسم اللبناني».
بدوره الوزير السابق محمد شقير حمل رئيس الجمهورية مسؤولية الأزمة مع الدول الخليجية، لأنه كان عليه ان يستدعي قرداحي ويطلب منه الاستقالة كونه المسؤول الأول عن علاقات لبنان الخارجية.
من جهته، وزير الإعلام جورج قرداحي قال بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة: «انا لست متمسكا بمنصب وزاري ولست في وارد ان اتحدى احدا من موقعي لا رئيس الحكومة ولا المملكة العربية السعودية».
في غضون ذلك، عاد ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية الى الواجهة مع عودة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين المرتقبة، حاملا أجوبة إسرائيلية على الطروحات اللبنانية. وقد لفت في تصريحات له الى ان التوصل الى حل النزاع على الحدود، على أساس زمني نسبيا سيفتح أيضا الجانب الاستثماري من الشركات العالمية في لبنان، لكنه أشار الى الحاجة الى إصلاحات سياسية واقتصادية.
ودعا عبر قناة «سي ان بي سي» الأميركية الى الحصول على قرار لبناني بشأن الحدود البحرية ومعرفة كيف سيتم تطوير هذه الموارد، مشجعا لبنان على الاستفادة من الغاز الطبيعي قبل ان ينخفض الطلب عليه.
وأكد هوكشتاين على حاجة لبنان الى حكومات الخليج لتكون داعمة سياسيا وماليا للبنان على المدى الطويل.