أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى رئيس مجلس الوزراء في مملكة البحرين، أن التعاون الأمني الدولي يشهد أهمية متناميــة لمواجهـــــة كل التحديات، الأمر الذي يتطلب معه توحيد الجهود بما يسهم في تعزيز مسار التنمية التي تحقق آمال وتطلعات الشعوب.
ونوه ولي عهد البحرين خلال استقباله أمس وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن والوفد المرافق، بما تضطلع به الولايات المتحدة من دور كبير في ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، مؤكدا دعم المنامة لهذه الجهود.
وذكرت وكالة أنباء البحرين الرسمية «بنا» في بيان امس أنه تم خلال اللقاء استعراض المحاور التي تطرق إليها منتدى «حوار المنامة» في دورته السابعة عشرة، وأهميتها في تقريب وجهات النظر حول المستجدات في المنطقة وتوحيد الجهود لمواجهة التحديات بما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار إقليميا وعالميا.
كما تم استعراض مسار العلاقات الثنائية المتميزة بين مملكة البحرين والولايات المتحدة وسبل تعزيزها وبخاصة في المجالات العسكرية والدفاعية بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين.
وفي سياق متصل، أكد ولي عهد البحرين أن مجلس التعاون الخليجي صمام أمان للمنطقة، وان الأمن هو أساس التنمية ولأجله سيتم الاستمرار في ترسيخ الجهود لمواصلة العمل المشترك في المنطقة بما يحقق الأهداف المنشودة.
وذكرت وكالة (بنا) أن ذلك جاء خلال لقاء ولي عهد البحرين كلا من: الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليجي د.نايف الحجرف، ورئيس الاستخبارات السعودية الأسبق الأمير تركي الفيصل، ووزير الدولة في الإمارات العربية المتحدة خليفة شاهين، ورئيس جهاز الأمن الوطني بالإنابة في الكويت الشيخ صباح شملان الصباح، وذلك في إطار أعمال منتدى «حوار المنامة 2021».
وفي السياق، طمأن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الحلفاء في الشرق الأوسط بأن إدارة الرئيس جو بايدن ملتزمة بأمن المنطقة، مشددا على أن الولايات المتحدة قادرة على نشر «قوة ساحقة» في الشرق الأوسط، مؤكدا أن واشنطن «ستنظر في كل الخيارات الضرورية» في حال فشل الديبلوماسية في وقف البرنامج النووي الإيراني.
جاءت تصريحات أوستن امس ردا على أسئلة خلال منتدى «حوار المنامة» حول استعداد واشنطن للجوء إلى خيار عسكري في المنطقة إذا لزم الأمر، حيث نفى معلومات تفيد بأن الولايات المتحدة أصبحت مترددة في استخدام القوة.
وقال أوستن: «نحن ملتزمون الدفاع عن أنفسنا ومصالحنا وهذا يشمل شركاءنا أيضا. لنكن واضحين: التزام أميركا بالأمن في الشرق الأوسط قوي ومؤكد.كما أننا ملتزمون عدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي».
وبين أنه «ستتم زيادة القوات الأميركية في الشرق الأوسط إذا اقتضت الحاجة ذلك.. والتزامنا بالحلفاء في الشرق الأوسط ثابت ولم يتغير.. سنعمل على حماية قواتنا في المنطقة ضد هجمات إيران ووكلائها.. دعم إيران للإرهاب من المخاطر العابرة للحدود والتي يجب مواجهتها»، مشيرا إلى أن «هناك الكثير من القلق بسبب نشاطات إيران المزعزعة لاستقرار المنطقة.. إلا أن الديبلوماسية الخيار الأول لحل أزمة الملف النووي الإيراني وإذا لم ترغب طهران في الديبلوماسية فهناك سبل أخرى»، مشددا علن أن «إيران السبب الأول لعدم الاستقرار في المنطقة وحتى خارجها وعلى إيران المساعدة في تقليل العنف والنزاعات في المنطقة وعلى إيران ألا تتخيل أنها ستقوض علاقاتنا في المنطقة».
وشدد وزير الدفاع الأميركي على ان الولايات المتحدة ملتزمة بمواجهة إيران، حتى في الوقت الذي تعمل فيه واشنطن على إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، وقال: «مازلنا ملتزمين بالتوصل لنتيجة ديبلوماسية للمسألة النووية. لكن إذا لم تكن إيران مستعدة للمشاركة بجدية فسننظر في جميع الخيارات الضرورية للحفاظ على أمن الولايات المتحدة».
وأكد أن الولايات المتحدة ستشارك بـ «نية طيبة» في المفاوضات غير المباشرة لإحياء الاتفاق النووي، التي تبدأ في 29 الجاري في فيينا، مستدركا: «لكن أفعال إيران في الشهور الماضية لم تكن مشجعة، خاصة بسبب التوسع في برنامجها النووي».
من جهته، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن هناك اعترافا دوليا بالحاجة الملحة لتطوير وتحديث أطر العمل الدولي والإقليمي متعددة الأطراف.
وشدد شكري خلال مشاركته في أعمال الدورة السابعة عشر لمنتدى «حوار المنامة»، على أن هناك حاجة إلى تبني أولويات وموضوعات جديدة على الأجندة الدولية، بجانب الأولويات والملفات القائمة، تستجيب للتحديات الناشئة وغير التقليدية، كالصراعات على الموارد الطبيعية المحدودة، مثل الأنهار عابرة الحدود، وموضوعات الهجرة والبطالة، وضرورة إفساح مساحة أكبر للعدالة بين الأجيال في اتخاذ القرارات الدولية.