وكأن 10 سنوات من الحرب وتهجير أكثر من نصفهم لم تكف السوريين، ليواجه الملايين منهم وفي مختلف أنحاء البلاد الممزقة أزمة جديدة خطيرة ناجمة عن النقص الحاد في كميات المياه الصالحة، ما سيؤدي إلى انعدام الأمن الغذائي، وتراجع سبل العيش، ودفع المزيد للهجرة بحثا عن حياة أفضل.
وتوقع تقرير نشره موقع «صوت أميركا» أمس الأول، أن يضطر المزيد من السوريين إلى الهجرة بعد سنوات قضوها في ظل الحرب، بسبب الجفاف الحاصل، وتفشي البطالة وقلة المساعدات الإنسانية.وبحسب تقرير لمجلس الأمن في أكتوبر الماضي، يعاني السوريون في شمال وشمال شرق البلاد صعوبة الوصول إلى موارد مائية مناسبة. وعزا التقرير الأزمة إلى العوامل المناخية والى البشر أنفسهم.
أما الباحث في معهد «وودز» للبيئة بجامعة «ستانفورد» ومدير مبادرة «المياه العذبة» العالمية، ستيفن جوريليك، فقال إن خطورة الوضع في سورية تعزى بدرجة كبيرة إلى تأثير التغير المناخي في المنطقة.
ويدير جوريليك برنامجا يهدف إلى زيادة إمدادات المياه العذبة في البلدان المهددة بتغير المناخ، مثل الأردن، وأشار إلى أن نتائج عمله في الأردن قد تستخدم لتقييم ندرة المياه في دول الشرق الأوسط الأخرى، مثل سورية. وبين أن موجات الجفاف تحدث بانتظام في سورية، وغيرها من بلدان المنطقة المعروفة بمناخها شبه الجاف بشكل طبيعي، لكن الأمور تفاقمت بسبب التغيرات المناخية الأخيرة. وستشهد العديد من دول الشرق الأوسط توترات قد تمتد لفترات طويلة من الزمن نتيجة قلة المياه، وفق ما أكد جوريليك.
المتحدثة باسم المكتب الإقليمي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين للشرق الأوسط وشمال افريقيا، رولا أمين، أشارت من جانبها إلى أن محطات معالجة المياه والصرف الصحي الضرورية للحفاظ على إمدادات المياه الصالحة للاستهلاك البشري، معطلة في سورية بنسبة 50%.
وأوضحت ان الوضع الحالي يختلف بشكل جذري عن عام 2011، إذ كان ما يزيد على 90% من السكان يحصلون على المياه الصالحة للشرب. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن ما لا يقل عن 12.4 مليون سوري يعانون من انعدام الأمن الغذائي وسيزداد هذا الرقم، إلى جانب معدلات سوء التغذية، سوءا مع الجفاف. وقالت أمين بهذا الصدد: «لا مفر من أن تزداد الأزمة سوءا، ونتوقع أنها ستؤدي إلى نزوح، وستضعف قدرة السكان على الاستمرار في معيشتهم».