- الأهالي كانوا حريصين على التجمع خارج العاصمة في تلهف لملاقاة الحجيج والسلام عليهم وينال البشير بعودتهم هديته
- صوت الكويت يصدح عبر الإذاعة لأول مرة في 1951 وفي يونيو 1960 بدأت بالانتشار وتنوع البرامج وزيادة ساعات البث
- حملة دعائية كبيرة لتوعية جميع السكان بأهمية وأهداف التعداد وضرورته لرسم السياسة الاقتصادية والاجتماعية للبلاد
- التاريخ سجل لأهل الكويت حرصهم على ارتداء البشت في جميع الظروف بل تعود بعضهم على ارتدائه حتى وهو يركب الدراجة ذاهباً إلى وجهته
- الإذاعة حالياً أصبحت عملاقاً كبيراً وتنوعت محطاتها في شتى الأنحاء عن طريق البرنامج العام وإذاعة القرآن الكريم والبرنامج الثاني وغيرها
- الشيخ أحمد الجابر أصدر أمراً في 15 يناير 1930 بمنع لبس البشت على جميع السكان وسميت تلك السنة «سنة البشوت»
- عملية الإحصاء بدأت في 14 فبراير 1957 وانتهت في 28 فبراير ونشرت بعض النتائج التفصيلية في يناير 1959
- الحج قديماً كان من أصعب أنواع السفر لقطع الفيافي والقفار على البعير طوال فترة تستغرق ما لا يقل عن شهرين
نعود هنا إلى التنويع في الموضوعات التي تحتوي الأوراق الكويتية عليها. ويبدو ان هذا التنويع سوف يستمر في فصول قادمة، وسيمضي بنا الزمن - إن شاء الله - حتى نقدم أكبر قدر من المعلومات التاريخية والاجتماعية المتعلقة بوطننا. وهنا نقدم ما يلي:
(1) - تعداد السكان في الكويت 1957.
(2) - الحج قديماً.
(3) - دار الإذاعة الكويتية.
(4) - البشت 1930.
(5) - مع اللهجة الكويتية.
ومن هنا نبدأ:
1 - تعداد السكان 1957
عرض على اللجنة التنفيذية العليا في الكويت اقتراح بالقيام بتعداد عام للسكان، فوافقت عليه في يوم الثالث عشر من شهر ابريل لسنة 1955، وهذا التعداد هو الأول من نوعه في البلاد، ولذلك فقد اقتضى الأمر من دائرة الشؤون الاجتماعية والعمل المكلفة - آنذاك - بهذا المشروع أن تقوم بحملة دعائية كبيرة تستهدف توعية كل سكان الكويت من أجل تنبيههم الى ما تنوي الحكومة القيام به للمرة الأولى في حياتهم. وأخذت هذه الحملة الدعائية فترة كبيرة كان منها المنشور الذي وزعته الدائرة المعنية في سنة 1957، وهو الذي تتحدث فيه التعداد: أهميته، أهدافه، واجبات المواطنين، وجاء فيه ان تعداد السكان ضروري لرسم السياسة الاقتصادية والاجتماعية للبلاد، لما يوفره من بيانات عن الأحوال الصحية والاجتماعية والاقتصادية لسكان الكويت، وجاء في المنشور - ايضا - ان التعداد يمكننا من تتبع التطورات التي يمر بها السكان، ومعرفة نتائج القوانين والأنظمة التي تصدرها الحكومة لرفاهية الشعب والتقدم بالبلاد، على ان الهدف الأساسي كما هو مطروح في الدعايات التي وزعت على المواطنين هو عمل تعداد للسكان لمعرفة عددهم والصفات الحقيقية التي تميزهم من غيرهم، من سكان البلدان الأخرى، ولكل ما سبق فقد صيغ مشروع تعداد السكان في الكويت لكي يحقق عددا من الأغراض منها: معرفة عدد السكان وتوزيعهم الجغرافي في داخل البلاد، وعدد السكان من حيث النوع، ومن حيث فئات السن المختلفة، والحالة العلمية، والحرف والمهن والصناعات، والديانات والجنسيات، فالتعداد شامل للكويتيين وغيرهم ممن يعيش على أرض الكويت، كما حدد المنشور واجبات المواطنين تجاه عملية التعداد وهي الإتيان ببيانات دقيقة للمسجلين، وأن يبادروا إلى إبلاغ الدائرة اذا لم يشملهم الإحصاء، وأن يشرحوا الأهداف الحقيقية للتعداد لزملائهم وجيرانهم، وأن يتقدموا الى دائرة الاستعمالات للسؤال عن أي بيانات تتعلق بالإحصاء.
بدأت عملية الإحصاء في اليوم الرابع عشر من شهر فبراير لسنة 1957، ولم تنته إلا في اليوم الثامن والعشرين من الشهر نفسه، وانتهت عمليات المراجعة والتبويب في منتصف شهر مارس من سنة 1957، ونشرت خلاصة ذلك العمل في كتيب أوضح خطوات العمل ونتائجه، ثم في شهر يناير لسنة 1959 تم نشر بعض النتائج التفصيلية التي تدل على توزيع السكان بحسب النوع والعمر والحالة العلمية والمهنية وغيرها. هذا وقد كانت لهذا الإحصاء فائدة عظمى للأعمال الحكومية إذ جاء تخطيطها على أساس سليم.
2 - الحج قديماً
موسم الحج في الكويت كان - ومازال - موسما تهتز له البلاد، وكان الحج قديما من أصعب أنواع السفر، فقد كان الحاج يقطع الفيافي والقفار على جمله طوال فترة الرحلة التي كانت تستغرق ما لا يقل عن شهرين من الزمان، وإذا كانت معه إحدى النساء من زوجة أو قريبة فإن مشقته تكون أكبر بسبب المسؤولية الملقاة على عاتقه، وما يتطلبه ذلك من رعاية المرأة وحفظها، وتسهيل أمور حجها. ويكون سفر الرجل على رحل البعير مباشرة بينما تكون المرأة على هودج فيوضع اثنان منهما على كل جانب ثم تجلس الحاجَّات فيهما طوال الرحلة ما عدا أوقات الراحة وذلك بمعدل حاجَّتين لكل جمل.
يستعد الحجاج للسفر بشراء كل الاحتياجات اللازمة له من إحرام وملابس خاصة وأحذية مناسبة، ويودع الحاج أهله وأصحابه الذين يدعون له بسفر ميسر وعود حميد وحج مقبول. وفي الكويت يكون الناس في تطلع لوصول الحجاج من حجهم في أواخر شهر المحرم أو أوائل شهر صفر فهم لا يأتون في وقت واحد محدد لأن ظروف الطريق تحكمهم وتحدد مسيرهم. ولما كان كل حاج مرتبطا بحملة من الحملات فإن صاحب الحملة يرسل شخصا على وجه السرعة ليبشر الأهالي بقرب وصول من معه من الحجاج، ويسمى هذا الشخص (البشير) الذي ما إن يصل الى البلاد حتى يحيط به الناس من كل جانب يسألونه ثم يعيدون سؤاله عمن لهم من الحجاج، ولا يطمئن بال أحدهم إلا بعد ان يذكر له طرفا من أخبار من حج من أهله أو من أصحابه، وكان الأهالي يخرجون الى خارج العاصمة في تلهف لملاقاة الحجاج والسلام عليهم، أما البشير فإنه ينال جزاء تبليغه وبشارته هدايا مناسبة تأتيه من كل جهة من الجهات التي بلّغها عن حجاجها. وعند دخول الحجاج الى العاصمة يحظون بلقاء حافل ويسعد الجميع بلقائهم، ويتلقون التهاني بقضاء هذه الفريضة والعودة بسلام. أما الأطفال فلهم دور خاص فهم في انتظار هدايا الحج التي تعودوا على الحصول عليها كل عام من حجاج الفريج حتى لو لم يحج أحد من أقاربهم، فتعم بذلك الفرحة في كل مكان. وللأطفال - أيضا - دور خاص يقومون به قبل بداية تحرك الحجاج في طريق السفر، فهم في هذا الوقت يدورون في جماعات من البنات على المنازل يرددن قولهم: «اطريف اطريف يا أهل البيت، عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم إلى آخرها» فتعطيهم كل ربة منزل شيئا مما عندها من المواد الغذائية، وفي آخر مطافهن يجتمعن في إحدى زوايا الفريج ويطبخن ما حصلن عليه من زاد، ثم يتفرقن في حبور.
3 - دار الإذاعة الكويتية
تردد صوت الكويت في آذان الكون عن طريق إذاعة الكويت للمرة الأولى في سنة 1951، وكانت محطة الإذاعة آنذاك بقوة نصف كيلوواط، وتتكون من غرفة واحدة تضم الاستديو الوحيد الذي تذاع منه كل المواد التي لم تكن تتجاوز في أغلبها الأغاني، والحفلات الغنائية التي تذاع على الهواء مباشرة، لعدم توافر التسجيل الذي كان يحتاج - في ذلك الوقت - الى مزيد من الاستعدادات التي لم تكن في متناول القائمين على الإذاعة الذين لم يتجاوز عددهم الاثنين، وكانت ساعات البث اليومية لا تزيد على ساعتين، ثم زادت هذه الساعات في سنة 1953 فأصبحت 3 ساعات. ومنذ شهر فبراير لسنة 1960 دخلت إذاعة الكويت طورا جديدا فبدأت البث على جهاز إرسال (موجة متوسطة) قوتها 5 كيلوواط، ثم ألحق به جهاز آخر مماثل له يعمل على الموجة القصيرة في شهر ابريل من العام نفسه، وفي شهر أغسطس الذي تلاه زيدت قوة هذين الجهازين الى 10 كيلوواط لكل منهما.
في شهر يونيو من سنة 1960 كانت الإذاعة على استعداد لكي تخطو خطواتها المرجوة بالانتشار وتنوع البرامج، فزادت ساعات البث لتصبح عشر ساعات ونصف الساعة، وزاد عدد الموظفين الذي كان في سنة 1958 ثمانية فقط، ليصبح عددهم في نهاية 1959 أربعة وستين موظفا، وزاد في سنة 1964 على الثلاثمائة موظف، ودار دولاب العمل، واستمر القائمون على الإذاعة ومن ورائهم المسؤولون في دائرة المطبوعات والنشر المشرفة عليها في تنمية هذا الجهاز، والدأب على تقدمه وانتشار بثه، فتم التوسع في تجهيز الإذاعة بوسائل الإرسال العالية النتائج. وتمت زيادة القوة العاملة وتدريب عدد كبير من الشباب لإتاحة الفرصة لهم حتى يتمكنوا من العمل في النطاق الإذاعي. وبدأت دائرة البرامج في إنتاج مزيد من البرامج المتنوعة في شتى النواحي الترفيهية والتثقيفية، واستمر هذا المنوال من العمل في تقدم مستمر.
وفي الوقت الحاضر نرى الإذاعة وقد أصبحت عملاقا كبيرا يرفع صوت الكويت في كل مكان عن طريق محطات الإرسال المتناثرة في شتى أنحاء الكويت، وعن طريق محطة البرنامج العام، وإذاعة القرآن الكريم، وإذاعة البرنامج الثاني، ومحطة الغناء العربي، ومحطة الغناء الأجنبي، وغيرها من فروع المحطات الإذاعية التي تستمر في بثها طول الـ 24 ساعة من كل يوم.
4 - البشت
من الألبسة التي يحرص الكويتيون على ارتدائها العباءة التي تسمى (البشت) وهو زي معروف يُلبس فوق الملابس العادية ويكون عادة مزينا بحليات من الابريسم وهو الحرير و(الزري) الذي هو نوع من الخيوط المذهبة الجميلة. والبشت لباس عربي قديم مهما تعددت تسمياته، وكان في ماضي الكويت وحاضرها مهما، حتى ان التاريخ ليسجل لأهل هذا الوطن حرصهم على ارتداء البشت في جميع الظروف، وحفظت لنا الصور القديمة مناظر تدل على ذلك، فهم يلبسونه في جولاتهم في الأسواق، وفي أماكن عملهم وحرصهم بعضهم على ارتدائه حتى وهو يركب الدراجة ذاهبا إلى الوجهة التي يريدها.
وفي فترة من الفترات كان الإقبال على لبس البشت شديدا، وكان الجميع يسارعون الى ذلك، الأمر الذي جلب لبعض المواطنين متاعب مالية نظرا للكلفة التي يتكلفها المستهلك عند الشراء. وقد ظهر في تلك الفترة ان البشت صار عبئا على الفقراء الذين لا يستطيعون شراءه ولا يستطيعون - في الوقت نفسه - الاستغناء عنه، لأنه لباس عام ومظهر من مظاهر المعيشة في الكويت. وقد أصبحت هذه الظاهرة تقلق عددا كبيرا من الأهالي، مما دفع الشيخ أحمد الجابر أمير الكويت الأسبق إلى إصدار قرار بتاريخ 15 يناير لسنة 1930 يمنع لبس البشت على جميع السكان، وقد اشتهر هذا الأمر في حينه، وسميت تلك السنة (سنة البشوت)، وكان الناس بين مؤيد ومعارض، ولكنهم امتثلوا للأمر الأميري ولم يشذ منهم أحد إلى أن انتهى الغرض من هذا القرار فعاد البشت معززا الى مقامه السابق، بعد ان أكسب ذلك المنع المواطنين جُرأة على الاستغناء عنه، فلم تعد له تلك العمومية ولكنه صار من الملابس الرسمية التي يتم ارتداؤها في المناسبات.
هذا، ولايزال الناس يرددون القصيدة التي قالها الشاعر إبراهيم الخالد الديحاني بهذه المناسبة، وذكر فيها ألمه لفراق البشت الذي يحميه من البرد ويدفع عنه حرارة الشمس، ويتألم لمنظر الناس وهم يسيرون في الأسواق وفي الأماكن العامة بدون هذا اللباس الذي تعودوا عليه، ولكنه يؤكد انه ما دامت هذه إرادة الشيخ فنحن نطيعه في كل ما يريد.
ومن تلك القصيدة هذه الأبيات:
من يوم قالوا ذبَّه البشت تنراد
وشفت العرب في ذبّهم مشتهينَه
عيا يجودني مع الناس مقعاد
متحَسِّف والعين منِّي حزينَه
عفت القراح وعيَّت النفس للزَّاد
ونَقَّلت هم - يا الربع - ما استهينَه
أتم طول الليل في ضد مرقاد
وامْن الملل صغت القوافي الحسينَه
هل كيف أذب البشت من غير معتاد
ما اشوفها ذربه ولا هي ابزينَه
وفي آخرها:
إن كان هذي هرجة الشيخ بوكاد
ولزّم وحط المسألة في يمينَه
ملزوم نتبع قولته حق واسناد
وما داس راسه شيخنا دايسينه
5 - مع اللهجة الكويتية
أ - س.ع.ر
يقال: أسعر النار أي أشعلها، وهي كذلك في اللهجة.
ب - ص.ق.ر
يقال صقرته الشمس بمعنى لوحته وأثَّرت به. وفي اللهجة يقال عن ساعة ازدياد الحرارة: صنقرة.
ج - س.و.ر
السور الحائط حول المدينة لحمايتها، وفي الكويت سور معروف.
د - ش.ب.ر
الشبر قياس حده من أعلى الإبهام الى أعلى البنصر، معروف لدينا.
هـ - ش.خ.ر
الشخير صوت يخرجه النائم من فمه، وهو في اللهجة كذلك. كما يقال: نظرت الى فلان فإذا هو: اشخري، أي نائم نوما عميقا.
و - ح.ص.ر
يقول ابن منظور: والحصير تصنع من بردي وأسلثم تفرش، والحصير معروف عندنا لفظا واستعمالا، ولكنه يصنع من سفيق ما يقتلع من النخل.
ز - ب.ش.ر
التبشير معروف في اللهجة وفي الفصحى، ويسمى الذي يأتي بالبُشرى: التبشير، ويعطى هدية تسمَّى: البشارة.
ح - ظ.ف.ر
الظفر في اللغة هو الفوز بالمطلوب، وفي اللهجة يقال لمن به قدرة على نيل مراده: ظفر، بفتح الظاء وكسر الفاء.
ط - ص.ب.ر
قال ابن منظور: «والصبار حمل شجرة شديد الحموضة، له عجم (نوى) أحمر عريض يجلب من الهند» وهذا هو ما عندنا وما يستعمل في إعداد الطعام واسمه هنا - ايضا -: الصبار.
وذكر أيضا صبارة الشتاء، وذكر انها البرد الشديد في أيامه، وفي الكويت إذا اشتد البرد في يوم قلنا: هذا اليوم صبرة.
ي - ق.ت.د
قال: «القتاد شجر شانك صلب» وهو معروف في الكويت ولكن القاف من اسمه تنطق جيما مكشكشة فيقال: چداد.
ك - ق.د.د
قال: «والقدُّ: قدر الشيء، واللفظ في اللهجة كذلك.
ل - ق.و.د
ذكر للفظ (قَوَدَ) عدة معان، ومنها المعنى المعروف عندنا وهو يقال عندما نرى اثنين قد قدما إلينا معا: يتقاودان.
م - ل.ب.د
يقال في الفصحى لبد في المكان، أقام به ولصق، وفي اللهجة نرى ان من ألعاب الأطفال ما يسمى: اللبيدة، وفيها يلبد اللاعب عن أصحابه.