قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الإيرانية امس إن إحجام الولايات المتحدة عن رفع كل العقوبات المفروضة على طهران هو التحدي الرئيسي أمام إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، بينما شككت قوى غربية في عزم إيران على إنقاذ الاتفاق.
ونقلت وكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء عن المسؤول الذي لم تذكر اسمه قوله «من الواضح الآن أن إحجام واشنطن عن رفع العقوبات تماما هو التحدي الرئيسي أمام تقدم المحادثات».
وأضاف «نعتقد أن من الممكن التوصل إلى اتفاق إذا تخلت الحكومة الأميركية عن حملتها لممارسة أقصى الضغوط وأبدت الأطراف الأوروبية بشكل جاد مرونة وإرادة سياسية في المحادثات» التي انتهت أحدث جولاتها مؤخرا في فيينا.
وتابع المسؤول الإيراني «على النقيض من تصريحات المسؤولين الأميركيين، أعتقد أنه إذا كان لدى الأطراف الأخرى حسن النية، وتوقفوا عن لعبة اللوم غير المجدية، فإن الاتفاق ممكن». وأشار الى انه «يتعين على الأطراف الأخرى تقديم رد مناسب أو تقديم مقترحات جديدة وأفكار واضحة كتابة... وبعد ذلك ستتاح السبل لإبرام اتفاق وتسوية الخلافات».
واستطرد بالقول: «كان من الواضح مسبقا أنه لم يكن من المقرر التوصل إلى النتيجة النهائية خلال هذه الجولة من المحادثات».
ولفت الى أن الجانب الآخر في المحادثات يدرك جيدا أن إيران ستسعى لضمان عدم تكرار «النكوث الذي حدث بعد توقيع الاتفاق عام 2015».
وفي سياق متصل، أكد غلام حسين إسماعيلي مدير مكتب الرئيس الإيراني أن طهران جادة تماما في مفاوضات فيينا، وأن هدفها النهائي من المفاوضات هو إلغاء العقوبات مع الحفاظ على كرامة البلاد، بحسب ما نقلت عنه امس وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا).
جاء ذلك غداة اتهام الولايات المتحدة لإيران بعرقلة مفاوضات انقاذ الاتفاق النووي بينما تواصل تطوير برنامجها، محذرة اياها من أنها «لا يمكنها أن تقبل» ذلك، ولكنها في الوقت نفسه لن تغلق باب الحوار.
ونقلت قناة (الحرة) الاخبارية عن مسؤول رفيع عائد من المفاوضات فيينا قوله امس الاول إن «ايران لم تظهر موقف بلد يفكر جديا في عودة سريعة الى اتفاق 2015 الذي كان يهدف إلى منع طهران من حيازة سلاح نووي.
واعتبر المسؤول الأميركي أنه في وقت أظهرت الولايات المتحدة «صبرا» خلال الأشهر الخمسة الأخيرة، فإن ايران واصلت تسريع وتيرة برنامجها النووي في شكل استفزازي، مضيفا أنه مع عودتها أخيرا إلى مفاوضات فيينا الإثنين الماضي قدمت طهران اقتراحات تشكل تراجعا عن كل التسويات التي اقترحتها من ابريل الى يونيو، وذلك بهدف الاستفادة من كل التسويات التي طرحها الآخرون وخصوصا الولايات المتحدة، والمطالبة بالمزيد.
وأكد المسؤول الأميركي أنه لا يمكن لبلاده أن تقبل بوضع تسرع فيه إيران وتيرة برنامجها النووي مع المماطلة في دبلوماسيتها النووية.
في الغضون، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إلى «تكبيد إيران ثمن انتهاكاتها» في المجال النووي، وقال في الاجتماع الأسبوعي لحكومته امس:«لقد انتهت جولة مفاوضات أولى بين إيران والدول العظمى دون تحقيق أي نتائج، لقد تراجع الإيرانيون عن كافة التفاهمات السابقة، كما اتخذوا موقفا متشددا وهمجيا للغاية». وأضاف: «أناشد كل الدول التي تتفاوض مع إيران في فيينا الالتزام بالخط الحازم، والتوضيح لإيران أنه من المستحيل تخصيب اليورانيوم والتفاوض في آن واحد».
على صعيد الداخل الايراني، تحطمت طائرة مسيرة في منطقة «كوهرانج» بمحافظــــة «شارمحـــال وبختياري» وسط إيران. ونقلت وكالة أنباء «إيرنا» الإيرانية، عن مصدر - لم تسمه - امس ان طائرة مسيرة تحطمت في قرية بالمنطقة.