- المرزوق: إذا زال عذر التداوي رجع الحكم إلى الحرمة في كشف العورة
- الغانم: الأصل في المعاملات الإباحة ما لم يرد الدليل المحرم
- السويلم: لا يجوز للمرأة كشف العورة سواء كان للمساج أو للعلاج
هل يجوز للمرأة عمل مساج إذا كانت في حاجة إليه؟ وهل للمساج الطبي شروط شرعية وطبية وما هي.. هذا ما نتعرف عليه من خلال هذا الاستطلاع؟
عن الضوابط الشرعية للمساج تقول د. إيمان المرزوق ـ قسم الفقه وأصوله بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية: ما تقدمه النوادي الصحية النسائية من خدمات عدة منها جلسات المساج، وهو تدليك الجسد باليد مع استخدام زيوت عطرية، وذلك بتحفيز نقاط ضغط موجودة في الجسد، بينت الدراسات الحديثة فوائده في تنشيط الدورة الدموية وعلاج كثير من أمراض البدن، وتحسين المزاج النفسي للمريض، منه ما هو ترفيهي استرضائي، ومنه ما هو علاجي، وإن الحاجة لها أثرها من إباحة التداوي بالمساج العلاجي ولهذه الحاجة ضوابط وشروط لكي يباح للمسلمة كشف عورتها في أثناء المساج العلاجي، والتداوي من الحاجات المبيحة لكشف العورة في المســاج ولفتـت د. ايمان الى الضوابط الشرعية للقيام بالمساج العلاجي أو الترفيهي الاسترخائي في النوادي النسائية الصحية حتى لا تخرج الأمور عن نطاقها الصحيح، وإذا كانت الضوابط الشرعية تبيح كشف العورة للتداوي، فإن هذه الحاجة أو الضرورة تقدر بقدرها، وإذا زال عذر التداوي رجع الحكم الى الحرمة في كشف العورة، ولابد ان تكون الاختصاصية او الممارسة للمساج أمينة، تتصف بالعدالة والثقة والبعد عن الشبهات، لذلك تفضل المسلمات، وأن تتوافر جميع الاحتياطات الامنية في هذه المعاهد لحفظ حرمة النساء، ويجب على ذوي الشأن في الدولة متابعة تنفيذ تلك التدابير وحمايتها ولا يمنع ذلك المسؤولية الشخصية لكل امرأة منتسبة الى هذه المعاهد ان تنصح اخواتها في أي مخالفة شرعية، وتحرص معهن على ستر العورة فيما ليس له حاجة للكشف، لأن المرأة مبناها على الستر والاحتشام.
له أحكام
ويرى الشيخ صالح الغانم ان الحديث عن المساج والتدليك يجب ان يوجه نحو ما يسمى بالمساج الترفيهي، اما المساج الطبي فله أحكامه الخاصة، حيث إنه ملحق بالممارسة الطبية القائمة على الترخيص في كشف العورة ومساسها عند الحاجة لذلك.
اما المساج الترفيهي فالأصل فيه انه معاملة من المعاملات التي تندرج تحت القاعدة الكلية: الأصل في المعاملات الإباحة ما لم يرد الدليل المحرم، وهذا الدليل المحرم هو انطواء هذا المساج أو التدليك على ضرر يلحق ببدن الشخص الذي يقدم له المساج خصوصا إن كان مصابا بالكسر او انه إن مارسه من لا يتقنه بأن يضغط بشدة على مرافق البدن فقد يصيب بعض اعضائه بالتلف، لهذا يكون محرما لما فيه من الإيذاء الجسدي، هذا من جهة ومن جهة أخرى إذا أدى إلى فتنة أو كان بابا لارتكاب ما حرمه الله من الفحشاء او الخلوة المحرمة، أو كشف ما أمر الله بستره من العورة، وهذا يرجع فيه إلى النصوص الشرعية التي تحدد ما يباح كشفه من جسد المرأة كقوله تعالى في سورة النور: (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها... الآية الكريمة الى قوله تعالى أو نسائهن)، وأفاد الغانم بأن الرجل كذلك إذا قام له شخص بعمل المساج لابد من الالتزام بالضوابط الشرعية من ستر العورة وسد باب الافتتان.
وطالب الداعية الغانم بمراقبة معاهد المساج من قبل البلدية ووزارة الداخلية، معتبرا ذلك مسؤولية تقع على عاتقهما.
شروط
وأكد الشيخ يوسف السويلم أن المساج الطبي جائز بشروط إذا كانت هناك حاجة إليه، ومن هذه الشروط: ستر العورة فلا يجوز التعري وإظهار العورة من الطرفين الذكر والأنثى للمدلكين، بل يظهر العضو المراد تدليكه فقط، فلا يجوز للمرأة كشف ما بين السرة والركبة سواء كان المساج للعلاج أو التدليك أو الترفيه، لأن ذلك ليس من الضرورة التي تبيح كشف العورة، وان تكون من تدلّك المرأة مسلمة أمينة، وان يكون المساج في البيت او مكان طبي ثقة مأمون.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من امرأة تضع ثيابها في غير بيت زوجها الا هتكت الستر بينها وبين ربها».