- المُسلم مطالب بالحفاظ على الأرض ومسؤول عن طهارتها وعدم تدنيسها وهو مسؤول خاصة عن وطنه الذي ينبغي أن يدفع عنه كل عدوان
- المواطن محكوم بالتزامات يتقيد بها في وطنه تكفل راحة الناس ومنها عدم ارتكاب الأخطاء في صيد البر والبحر كقتل الطير المنطلق
- التعرض لصغار السمك ورميه في البحر بعد أن ينفق سلوك معيب وتلويث البيئة والتضييق على المنازل وعدم احترام قوانين المرور.. خرق للالتزام
- حب الوطن واجب وحمايته لازمة ولا يجوز التهاون في ذلك مطلقاً وحوزة البلاد ليست محل مجاملات والتفريط بالحدود مرفوض
- القرآن ذكر كوكبنا في أكثر من 230 موضعاً ونهى عن الإفساد فيه وأكل حقوق الناس وظلمهم
بقلم: د.يعقوب يوسف الغنيم
للأرض التي احتضنت البشرية منذ أبينا آدم عليه السلام كل الاهتمام. إذ يلزمنا الحديث عنها كلما سنحت الفرصة، لأن ما ينبغي أن يعرف عنها وعن سكانها من الناس والأنعام والطيور والأسماك وما شابه ذلك من أمور لا يمكن إجمالها في مقال أو في كتاب، لأن ذلك أمر يطول.
ويكفينا أن الله سبحانه وتعالى قد ذكر هذا الكوكب في أكثر من مائتين وثلاثين موضعا من كتابه الكريم: القرآن، وكان ذلك ضمن آيات بينت خلق الأرض، ومنافعها للناس، وكل ما يتعلق بما تتعرض له من قحط أو نماء حين ينزل عليها المطر فتهتز بالحياة بعد الجفاف الشبيه بالموت. ولعل مما ينبغي لنا أن نذكره هنا بعض الآيات المشيرة إلى ذلك، ومنها قوله عز وجل:
1 - في الآية رقم 19 من سورة الحجر:
(والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون (19)).
2 - ووردت الآية رقم 190 من سورة آل عمران وهي:
(إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب (190))
3 - ونهى عن الإفساد في الأرض، فقال سبحانه وتعالى في الآية رقم 183 من سورة الشعراء: (ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين (183)).
4 - وفي الآيات الكريمة (10و11و12) من سورة الرحمن قوله تعالى: (والأرض وضعها للأنام (10) فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام (11) والحب ذو العصف والريحان (12)).
ففي رقم (1) بيّن لنا عز وجل كيف مد الأرض، وألقى فيها الجبال الرواسي لضمان استقرارها، وجعل كل شيء فيها متوازنا مما يكفل الحياة في جميع جوانبها، وجميع سماتها بما في ذلك النبات الذي فيه غذاء الإنسان وغيره.
وفي رقم (2) إشارة إلى أن خلق السموات والأرض ليس أمرا عاديا، واختلاف الليل والنهار كذلك، فكل تلك آيات خلقها الله لكي يعتبر الخلق ويؤمنوا عندما يرون ما خلق وابدع فيما خلق.
وفي الرقم (3) نهيٌ عن أكل حقوق الناس، وعن ظلمهم، وعن الإفساد في الأرض، وذلك حتى تستقر حياة البشر فوقها، ويعيش الجميع في اطمئنان.
وهنا نستدل - أيضا - على وجوب المحافظة على الأرض بصيانتها المستمرة، ومداومة كف كل ما يخل بشؤون الحياة على ظهرها، ويعمل على إفسادها.
أما الآيات الواردة في سورة الرحمن ذوات الأرقام 10 و11 و12، فهي تدلنا على أن الله سبحانه وتعالى خلق الأرض لكي يعيش عليها خلقه، وهيأ الوسائل الكفيلة براحتهم، واستمرار معيشتهم فيها، ومن ذلك ما جعله لهم من زراعات تضمن لهم الفواكه والحبوب والتمور والرياحين. وهذه نعمة ينبغي أن تذكر، وأن يحمد الله سبحانه عليها دائما.
***
ولقد تحدث القدماء من علماء المسلمين عن الأرض، وبخاصة منهم من بحث في شؤون البلدان، أو اهتم بالرحلات حولها، ولا ندعي أن ما ورد فيما كتب أمر مسلم به، لأن ظروف هؤلاء العلماء تختلف عن الظروف المتاحة لأمثالهم في الوقت الحاضر، ولكننا لابد وأن نشير إلى شيء مما ذكروه تنويها بهم، وبجهودهم، وللدلالة على أنهم كانوا يهتمون بالبحث في شؤون الحياة كلها، ومن ذلك اهتمامهم بما يتعلق بالأرض.
ومما نستطيع أن نورده في هذا المجال ما كتبه سراج الدين عمر بن الوردي المتوفى سنة 861هـ (1457م)، في كتابه «خريدة العجائب، وفريدة الغرائب»، وهو كتاب مطبوع في أكثر من طبعة، ويضم كثيرا من الغرائب التي جاء الحديث عنها نقلا عن الرحالة أو نقلا عمن سبقه إلى الكتابة في هذه الموضوعات ذات المنحى الجغرافي، ومما قاله في وصف هيئة الأرض ما يلي:
«قد اختلف العلماء في هيئة الأرض وشكلها: فذكر بعضهم أنها مبسوطة مستوية السطح في أربع جهات: المشرق والمغرب والجنوب والشمال.
وزعم آخرون أنها كهيئة المائدة. ومنهم من زعم أنها كهيئة الطبل. وذكر بعضهم أنها تشبه نصف الكرة كهيئة القبة وأن السماء مركبة على أطرافها.
والذي عليه الجمهور أن الأرض مستديرة كالكرة وأن السماء محيطة بها من كل جانب كإحاطة البيضة بالمحة، فالصفرة بمنزلة الأرض، وبياضها بمنزلة الماء وجلدها بمنزلة السماء، غير أن خلقها ليست فيه استطالة كاستطالة البيضة بل هي مستديرة كاستدارة الكرة المستديرة المستوية الخرط، حتى قال مهندسوهم: لو حفر في الوهم وجه الأرض لأدى إلى الوجه الآخر، ولو نقب مثلا بأرض الأندلس لنفذ الثقب بأرض الصين».
وفي هذا النص شاهد على ما ذكرناه عند تقديمنا له، لأن من يطلع عليه يرى مدى الاختلاف في آراء العلماء حول صفة الأرض، ويرى أن ابن الوردي يذكر كل رأي عن هذه الآراء قائلا: زعم فلان، وزعم آخر، مما يدل على أنه لا يتبنى أيا من هذه الآراء التي ذكرها.
ولكننا نقلنا أقواله باعتبارها مما ورد في شأن الأرض قديما، وذلك للدلالة على انشغال العلماء المسلمين بذلك منذ زمن بعيد يحدوهم إلى ذلك أمر الله سبحانه وتعالى بتأملها من حيث خلقها، وما ذرأ عليها من بشر وحيوانات، وما كساها به من الزروع المنتجة للثمار، فهم في عملهم يستجيبون لدعوته عز وجل حين أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بأن يُجّشه أمته إلى التأمل المستمر، وذلك في قوله الكريم (سورة العنكبوت، الآية رقم 20):
(قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير)
وإذا رجعنا إلى الوراء وجدنا أحد علماء المسلمين الذين فرغوا أنفسهم للمباحث المتعلقة بالبلدان، وألفوا في ذلك.
وهو عماد الدين إسماعيل بن محمد بن عمر المعروف بأبي الفداء المتوفى في سنة 732هـ (1331م) وكان رجل دولة، وعالما يكفي أن يذكر له كتابه تقويم البلدان، وكتابه الآخر: المختصر في أخبار البشر، وهو كتاب في التاريخ.
وقد كانت له شهرة كبيرة حتى في البلدان الأوروبية، ومن أجل ما وصل إليه من معرفة فقد نقش اسمه في قاعة المحاضرات الخاصة بالجمعية الجغرافية الفرنسية في باريس.
ولقد قورن في العالم الإسلامي بالخليفة العباسي المأمون، ذلك لأن أبا الفداء كان عالما وحاكما معا كما كان المأمون، وقد قال ابن الوردي في ذلك: «لقد رأيت جماعة من ذوي الفضل يزعمون أنه ليس في الملوك بعد المأمون أفضل منه».
ولهذا العالم الذي تحدثنا عنه آنفا كتاب مهم في الجغرافيا عنوانه: «تقويم البلدان»، وقد سبقت الإشارة إليه، ولأهمية هذا الكتاب فقد عني به الأوروبيون قبل أن يعني به المحدثون من أبناء الأمة العربية. هذا الكتاب مطبوع في باريس سنة 1840م، وطبعته أخيرا دار صادر في بيروت مصورا عن الأصل، وكان قد اعتنى بتحقيقه اثنان من المستشرقين مع تعليقات يسيرة.
وقد تحدث أبو الفداء عن الأرض بصفة عامة وعن أقسامها، وعن البحار والبلدان بكل إفاضة، ولكن ما يهمنا هنا أن نعرض ما ذكره عن الأرض، فقد قال: «في معرفة أجزاء الأرض: خط الاستواء، وهو الدائرة العظيمة المتوهمة التي تمر بنقطتي الاعتدالين الربيعي والخريفي، وتفصل الأرض بنصفين أحدهما شمالي والآخر جنوبي»، ثم يمضي في هذا السبيل ذاكرا كل ما يتصل بأقسام الأرض مما لا سبيل إلى ذكر هنا خشية الإطالة والإملال.
***
ونستطيع أن نجد كثيرا من المعلومات عن الأرض من حيث صفاتها ونشأتها، وما تحتوي عليه، وكل هذا مرصود في الكتب العلمية، والموسوعات التي تتناول كل ما يحتاج إليه القارئ من معلومات، وفي الإنترنت.
ولكن كل ذلك قد يكون محل نظر، لأن ما ورد في كتاب الله عز وجل يغني عنه، غير أن الإشارة السريعة إلى ما كتب فيما ذكرناه من وسائل النشر المختلفة بهذا الخصوص لابد منها.
وهذا هو كتاب: «الموسوعة العربية الميسرة» الذي صدرت طبعته الأولى في سنة 1960م، يضم بين دفتيه بعضا مما ألمحنا إليه، فقد جاء فيه عن الأرض في المجلد الأول ص167 وص168 حديث موجز ولكنه مفيد وكاف، وفيه تقريب للمعلومات الحديثة المتداولة عن كوكبنا الذي نعيش فوقه. ومن أجل استكمال الفائدة فهذا نص ما جاء في هذه الموسوعة:
الأرض خامس كوكب من المجموعة الشمسية من حيث الحجم، والكوكب الوحيد فيها الذي يعرف بأنه يحمل الحياة. وهي ثالثة الكواكب من حيث ترتيبها من الشمس ويوجد بينها وبين الشمس كوكبا عطارد والزهرة. ومتوسط بعد الأرض من الشمس حوالي 149637000 كم. تدور الأرض حول محورها الذي يتعامد على مستوى خط الاستواء ويمر خلال مركزها منتهيا في الشمال والجنوب عند قطبيها الجغرافيين، وتبلغ فترة الدورة الكاملة يوما.
ودوران الأرض حول محورها هو الذي يسبب تعاقب الليل والنهار، وهي تدور كذلك حول الشمس في فلك بيضي الشكل متممة دورة كاملة في 4/1 365 يوم. ويسبب هذا بالإضافة إلى ميل المحور على مستوى 2/1 23 درجة اختلاف الفصول، إذ إن الأرض تكون بذلك أقرب إلى الشمس في بعض الفصول منها في البعض الآخر. ويبلغ الفرق بين أقرب مواضعها وأبعدها من الشمس حوالي 4827000 كم.
والأرض مفلطحة قليلا عند قطبيها ويبلغ طول قطرها الاستوائي حوالي 12752 كم ويقل قطرها القطبي عن ذلك 41 كم. تحتل الكتل البرية مساحة قدرها 148847113 كم2، أما المياه فتغطي 361255378 كم2، وتبعا لنظرية توازن القشرة فإن القطع المختلفة من القشرة في حالة توازن فوق الطبقات الداخلية للأرض.
وتستمد المعلومات عن باطن الأرض من دراسة سلوك موجات الزلازل ومن اعتبارات خاصة بشكل الأرض، ومن المقارنات بمادة الشهب.
ويظهر أن الأرض أكثف عند اللب منها عند السطح، فمتوسط كثافة الصخور عند السطح 2.7، بينما متوسط كثافة الأرض كلها قد ظهر بالحساب أنه 5.52. ومركز الأرض يتكون من قشرة خارجية يعتقد أنها سائلة واللب الداخلي مادة صلبة. وقد قدر عمر الأرض بطرق مختلفة ويعتقد أنه بين 4000 و5000 مليون سنة».
هذا، وتحتضن الأرض البشر أحياء وأمواتا، ففيها معاشهم وإليها معادهم، وفي ذلك يقول أبو العلاء المعري:
صاح هذي قبورنا تملأ الرحب
فأين القبور من عهد عاد
خفف الوطء ما أظن أديم الـ
أرض إلا من هذه الأجساد
وقبيح بنا وإن قدم العهد
هوان الآباء والأجداد
وقد صدق أبو العلاء.
***
وبعد، فإن المسلم مطالب بالحفاظ على الأرض، مسؤول عن طهارتها وعدم تدنيسها. وهو مسؤول خاصة عن الأرض التي يعيش فيها، فهي وطنه الذي ينبغي أن يدفع عنه كل عدوان، ومن أجل ذلك فإن من السنة المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلزم القادر من المسلمين الثغور التي يخشى اختراقها من قبل الأعداء، وفي ذلك جاء الحديث الشريف الذي ينص على ما يلي: «رباط ليلة في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه»، وقد سمي هذا العمل رباطا لأن المرابطين يربطون خيولهم فيه، فلا ينتقلون منه لحماية ما وراءهم من بلاد وأهل، وقد أطلق هذا اللفظ عليهم حتى ولو لم تكن معهم خيول يربطونها إذ صار اسم الرباط يطلق على حراسة الثغور.
وفي هذا الحديث ما يدل على وجوب الحفاظ على الأرض التي يعيش عليها المسلم، كما يدل على أن هذا العمل من أعمال التطوع الديني المطلوب، ففيه حفظ ديار الإسلام، وحفظ المسلمين.
ولقد أثار الفقه الإسلامي بعض النقاط المرتبطة بالعناية بالأرض، فجاء في فصل من فصول «باب الصلح» من كتاب «دليل الطالب إلى نيل المآرب» قوله:
ويحرم على الشخص أن يجري ماء في أرض غيره، أو سطحه بلا إذنه، ويصح الصلح على ذلك بعوض. ومن له حق ماء يجري على سطح جاره لم يجز لجاره تعلية سطحه ليمنع جري الماء.
وحرم على الجار أن يحدث بملكه ما يضر بجاره: كحمام أو كنيف أو رحى أو تنور وله منعه من ذلك ويحرم التصرف في جدار جار أو مشترك بفتح روزنة أو طاق أو ضرب وتد ونحوه إلا بإذنه وكذا وضع خشب إلا أن لا يمكن تسقيف إلا به ويجبر الجار إن أبى وله أن يسند قماشة ويجلس في ظل حائط غيره وينظر في ضوء سراجه من غير إذنه وحرم أن يتصرف في طريق نافذ بما يضر المار كإخراج دكان ودكة وجناح وساباط وميزاب ويضمن ما تلف به ويحرم التصرف بذلك في ملك غيره أو هوائه أو درب غير نافذ إلا بإذن أهله ويجبر الشريك على العمارة مع شريكه في الملك والوقف وإن هدم الشريك البناء وكان لخوف سقوطه فلا شيء عليه وإلا لزمه إعادته وإن أهمل شريك بناء حائط بستان اتفقا عليه فما تلف من ثمرته بسبب إهماله ضمن حصة شريكه.
(الدكة والدكان معروفان، وكذلك الجناح، أما الميزاب فهو ما نسميه في لهجتنا (المرزام) الذي ينصب به ماء المطر من سطح المنزل إلى أسفله. والساباط: سقيفة بين حائطين بينهما ممر، وهو الذي نسميه: المسقف).
ونفهم مما جاء في هذا النص الفقهي الواضح أن هناك التزامات ينبغي أن يتقيد بها كل مواطن في وطنه. وهي كلها أمور تكفل مراعاتها راحة المواطنين وسعادتهم، وتؤدي إلى تآلفهم وهدوئهم. ومن هذه الالتزامات:
عدم ارتكاب الأخطاء في صيد البر والبحر، فقد وجدنا أناسا لا يجدون تسليتهم إلا في إطلاق النار على الطير المنطلق، فهم يقتلونه وهو في الجو فيسقط ميتا سلبوا منه الحياة التي وهبها الله له دون فائدة ترجع عليهم غير إشباع نفوس غير سوية.
ووجدنا في البحر أناسا يبالغون في صيد الأسماك ويتعرضون في صيدهم إلى صغار السمك، يقومون برميه في البحر بعد أن ينفق دون أن تترك لنموه فرصة مما تسبب في نقص الثروة السمكية في البلاد.
قيام البعض بتلويث البيئة بكل الوسائل وذلك برمي الأوساخ دون مراعاة للنظافة أو للشروط الصحية المطلوبة.
التضييق على الناس في منازلهم بسد الطرقات الفاصلة بين بيتين، وعدم احترام حقوق الجار وذلك برمي مياه الغسيل في الطريق أمام بيته مما يؤذيه ويؤذي بقية المارة.
عدم احترام قواعد المرور من قبل بعض سواق السيارات، وذلك فيه إزعاج للناس وخطر على أرواحهم.
قطع الأشجار البرية، أو التي غرسها الغير.
الجلوس في الطرقات بصورة تؤذي المارة.
إحداث ضجيج يفزع الجيران، ويؤثر على المارة وكل هذا يضاف إلى ما ذكر مؤلف كتاب «دليل الطالب» الذي سبقت الإشارة إليه.
وأخيرا فإن وطننا جزء من هذه الأرض التي ورد عنها الحديث هنا، وقد تبين لنا أنها مما امتن الله سبحانه وتعالى به علينا من نعمائه، ومن أجل ذلك، ولأن كل مواطن مرتبط بوطنه الذي نشأ فيه، فإن حب الوطن واجب، وحمايته لازمة، ولا يجوز التهاون في ذلك بأي صورة من الصور.
فإنه ليس من الحزم التراخي في الاهتمام بحماية بلدنا في حالة من حالات المجاملة مع الغير، لأن حوزة الوطن ليست - أبدا - محل مجاملات، وأي تصريح فيه تفريط بحدودنا فهو مرفوض لأنه إهدار لحق وطننا.
وفيه دفع للغير إلى مزيد من الأطماع فيه.
يستطيع أي إنسان أن يعبر عن تقديره لمن يشاء. ولكن ذلك لا ينبغي أن يتعدى إلى الاستهانة بحدود البلاد، لأن الحدود جزء من كرامة الوطن وأهله.