أصدرت محكمة بشمال فرنسا حكما بالسجن على 3 سوريين، وذلك لقيامهم بتسهيل عبور أكثر من 500 رحلة تهريب، جنوا خلالها أكثر من مليون جنيه استرليني.
وبعد أسابيع على كارثة غرق قارب قبالة كاليه الفرنسية، ما أدى لوفاة 27 لاجئا، خاطبت المدعي العام، أديلين دوباردون المهربين قائلة: «ما لدينا هنا هو استخفافكم بحياة الآخرين، وكأن البشر مجرد سلعة» بحسب ما نقل موقع تلفزيون سورية عن تقرير لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
وبناء على الحكم الصادر، سيمضي محمد فياض أربع سنوات خلف القضبان لكونه اللاعب الرئيسي في العمليات التي جرت على مدار ستة أسابيع، حيث ذكر مصدر قضائي فرنسي رفيع المستوى أن سلوك هذا الفتى البالغ من العمر 22 عاما يحمل السمات التي تميز من يحتل مرتبة عالية ضمن شبكة الاتجار بالبشر. أما شارام شورش فقد حكم عليه بالسجن لمدة سنتين وعلي هالدين لمدة 12 شهرا، في حين طالب الادعاء بعقوبات أقسى تصل إلى سبع سنوات، لأن هؤلاء الثلاثة ساعدوا مئات المهاجرين على التسلل إلى بريطانيا خلسة وبطريقة غير قانونية، حيث كانوا يحصلون على مبلغ ألفي يورو إلى ثلاثة آلاف يورو عن كل مهاجر، ما يعني أن ما جمعوه وصل إلى أكثر من مليون جنيه إسترليني حسب ما أفادت به الشرطة.
غير أن تلك الأموال كانت تصل لشخصيات أعلى منزلة ضمن شبكة التهريب، ولذلك لم تتمكن الشرطة من استعادتها، إذ تم إلقاء القبض على هؤلاء الشبان مصادفة في العاشر من اغسطس في كاليه بعدما طلب منهم التوقف بسيارتهم من أجل إجراء تفتيش روتيني على الهويات، فقام رجال الشرطة بتفتيش السيارة وعثروا على 16 سترة نجاة مبللة بالكامل إلى جانب دفتر سجلت فيه أسماء مائة مهاجر مع المبالغ التي تم تحصيلها من كل واحد منهم، وقد تم تحديد البعض بأنه طفل في تلك القوائم، وتشير سجلات المحكمة إلى أن أنجح عمليات العبور التي قاموا بها كانت يوم 19 يوليو وذلك عندما دفعوا بـ 83 راكبا للعبور في زورق واحد.
أخذ فياض يمسح دموعه أثناء استجوابه في المحكمة، عندما قالت له دوباردون: «لم تفكر ولو للحظة بالمهاجرين الذين يمكن أن يغرقوا في البحر، بل كل ما فكرت به هو نفسك فقط».
فرد: «لقد دفعت أجرة العبور أنا أيضا، وذلك لأني لست بمهرب، وأنا أطيع أوامر المهربين لأنهم يخيفونني».
أما محامي الدفاع، كمال عباس، فقد ذكر أن موكله هرب من المذبحة التي تجري في سورية في عام 2019، حيث سافر إلى 12 دولة قبل أن يصل إلى فرنسا في يناير 2021.