القاهرة - هناء السيد و(ا.ش.ا)
قام د.أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، ود.محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، بزيارة الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، لتهنئة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وسائر قيادات الكنائس المصرية، بالعام الميلادي الجديد.
وأعرب شيخ الازهر عن خالص تهانيه للإخوة المسيحيين، داعيا الله -عز وجل- أن يجعل هذا العام عام خير ومحبة وسعادة، وأن يرفع الله فيه الوباء والبلاء، مؤكدا أن الرسالات السماوية بينها مشتركات أخلاقية كثيرة، وأن من بين هذه المشتركات هي قيمة السلام، وقيمة الأخوة حيث يقول رسولنا الكريم: «اللهم ربنا ورب كل شيء، أنا شهيد أن العباد كلهم إخوة».
وأشار شيخ الأزهر إلى أن هذا التحاب والتواد الممثل في التهنئة بالمناسبات الدينية والاجتماعية ليس من قبيل المجاملة أو الشكليات كما يصوره البعض، ولكنه يأتي انطلاقا من فهمنا لفلسفة ديننا الحنيف، مؤكدا ضرورة التحام المؤمنين بالأديان والتفافهم حول قيمهم الأصيلة، للدفاع عن أزمة الإنسان المعاصر ومواجهة هذا الطوفان الذي يستهدف القضاء على القيم الإنسانية، وأن صوت المؤمنين بالأديان هو الصوت الباقي لإنقاذ الإنسان من المأساة التي تتربص بالعالم لتفكيك مفهوم الأسرة ومحاربة الدين وتجنيبه، وإفقاد المجتمع مناعته الاجتماعية للتصدي لمثل هذه الأزمات والكوارث.
من جانبه، رحب البابا تواضروس بالدكتور أحمد الطيب ووفد الأزهر الشريف، معربا عن سعادته بتجديد أواصر المحبة والصداقة بين المسلمين والمسيحيين والالتفاف حول النسيج الوطني المصري في هذه المناسبات السعيدة، الأمر الذي يعكس متانة هذه العلاقات وقوتها، مؤكدا أن الحفاظ على كيان الأسرة المصرية مسؤولية مشتركة بين المؤسسات الدينية والتعليمية والثقافية والإعلامية، لإعادة إحياء القيم المجتمعية لمواجهة القيم الشاذة التي تعصف بالأخلاق والقيم.
وتناول اللقاء الحديث عن أزمة تغير المناخ، والأزمات الإنسانية المعاصرة وكيفية مواجهتها والتصدي لها، ودور الدين في مواجهة التطرف والتشدد، ونشر الوسطية، وتعزيز قيم الأخوة والسلام، واستراتيجية العمل في بيت العائلة المصرية خلال الفترة القادمة.
بدوره، قال وزير الأوقاف إن مصر تعد نموذجا فريدا في الوحدة الوطنية، مضيفا «نسعى من خلال هذا النموذج لترسيخ السلام العالمي».
وأكد وزير الأوقاف - في تصريحات على هامش الزيارة - أن مصر تعد نموذجا متميزا في ترسيخ أسس العيش المشترك، والإيمان بالمواطنة المتكافئة في الحقوق والواجبات، مؤكدا أن مصر لنا جميعا وبنا جميعا.
من جهة اخرى أكد رئيس مجلس الوزراء المصري د.مصطفى مدبولي، ضرورة الالتزام بقيام الكنائس والمباني الخدمية التي تمت الموافقة على تقنين أوضاعها، بسرعة استيفاء اشتراطات الحماية المدنية، حفاظا على أرواح المواطنين، واستمرار التواصل مع رؤساء الطوائف للتأكيد على سرعة تنفيذ أعمال الحماية المدنية، خاصة في ظل التيسيرات التي تم إقرارها لتسهيل التزام الكنائس بالاشتراطات المطلوبة.
جاء ذلك خلال رئاسة د.مصطفى مدبولي، اجتماع اللجنة الرئيسية لتقنين أوضاع الكنائس والمباني التابعة لها، وصرح السفير نادر سعد، المتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء، بأن اللجنة استعرضت نتائج أعمال المراجعة، التي تمت منذ آخر اجتماع عقدته في 7 نوفمبر 2021، فيما يخص أوضاع الكنائس والمباني الخدمية التي طلبت تقنين أوضاعها. وبناء عليه، فقد وافقت اللجنة في اجتماعها امس على تقنين أوضاع 141 كنيسة ومبنى تابعا، وبذلك يبلغ عدد الكنائس والمباني التي تمت الموافقة على تقنين أوضاعها منذ بدء عمل اللجنة وحتى الآن 2162 كنيسة ومبنى تابعا.