- السفير الأسترالي: قيود جائحة «كورونا» جدّدت تقدير الكويتيين لشواطئهم ولمصائد الأسماك
دارين العلي
قال سفير أستراليا لدى الكويت جوناثان جيلبرت إن القيود الاجتماعية وقيود السفر المتعلقة بفيروس كوفيد-19 المستجد قد ولدت تركيزا متزايدا من قبل الكويتيين على القضايا البيئية، لاسيما تلك المتعلقة بالموائل البحرية والمحافظة عليها، حيث أمضى العديد منهم وقتهم مع عائلاتهم وأصدقائهم على شواطئ ساحل البلاد وجددوا تقديرهم لشواطئهم ومصائد الأسماك والشعاب المرجانية.
كلام جيلبرت جاء خلال افتتاح المؤتمر الدولي الأول الذي ينظمه معهد الكويت للأبحاث العلمية بالتعاون مع السفارة الأسترالية تحت رعاية وزير التربية والتعليم العالي والأبحاث العلمية د.علي المضف تحت عنوان «نجاح الاستزراع المائي واستدامة مصائد الأسماك والتنوع البيولوجي من أجل توفير الأمن الغذائي».
وأشاد بالعمل الجاد الذي قامت به منظمة المؤتمر وورشة العمل، د.أماني الياقوت، بالإضافة الى فريقها في معهد الكويت للأبحاث العلمية، شاكرا جميع المشاركين الدوليين الذين خصصوا من وقتهم للانضمام إلى هذه المبادرة المهمة وبذلوا الكثير من الجهد والبحث في عروضهم التقديمية.
وأعرب عن اعتقاده أنه خلال هذا الوقت كان هناك تركيز متجدد على أهمية الأمن الغذائي في الكويت، لاسيما بالنظر إلى الاضطراب الذي تسببت به جائحة كوفيد-19 على سلاسل التوريد العالمية، معتبرا أن المؤتمر وورشة العمل يأتيان في وقت مناسب للغاية وذات صلة بالأوقات التي نعيشها حاليا.
وقال إن أستراليا والكويت يتمتعان بتاريخ طويل من التعاون في مجالات العلوم والبحوث، بما في ذلك القضايا المتعلقة بإدارة البيئة البحرية والحفاظ عليها واستخدامها المستدام.
وأوضح انه في الآونة الأخيرة يتواصل علماء المعهد مع خبراء أستراليون في مجال تربية الأحياء المائية ومن خلال تبني وتبادل ممارسات وتقنيات حديثة لتربية الأسماك من الممكن للكويت تقليل الضغط على مصايد الأسماك واستعادة التنوع البيولوجي على طول ساحلها، وبالإضافة إلى تلبية طلب المستهلكين القوي على المأكولات البحرية وتعزيز أمنها الغذائي العام.
تتمتع تربية الأحياء المائية أيضا بالقدرة على المساهمة في القطاع التجاري الكويتي والمشاركة في جهود التنويع الاقتصادي نظرا لتأثيره الإجابي على عملية إصدار المأكولات البحرية والأعمال التجارية.
وأكد ان الطرق القديمة لإدارة محيطاتنا والحفاظ عليها تحتاج إلى إعادة تفكير رئيسية ويجب تبني الممارسات المبتكرة والنهج الجديد.
بدوره، قال القائم بأعمال مدير عام معهد الكويت للأبحاث العلمية مانع السديراوي ان صناعة الاستزراع المائي تعد أحد أهم الصناعات الغذائية وأسرعها نموا وانتشارا في العالم، وهي أحد الحلول المهمة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات البحرية، خصوصا مع التقدم الهائل في التقنيات ونظم الاستزراع والتربية والإنتاج.
وقال إنه وما من شك في أن بلوغ الأهداف التنموية من هذه الصناعة يدفعنا كمؤسسات بحثية لتطوير التقنيات والنظم والمعارف المستخدمة، إلا أنه في ذات الوقت يضعنا أمام مسؤولية خاصة تجاه ضمان سلامة البيئة البحرية التي يمكن أن تعاني جراء صرف مخرجات المزارع السمكية غير المعالجة وزيادة استهلاك المياه الجوفية، لذلك يدعو معهد الكويت للأبحاث العلمية إلى سن القوانين التي تضبط هذا النشاط لضمان سلامة البيئة البحرية، كما يرحب المعهد بالتعاون مع المؤسسات البحثية الدولية في إجراء أبحاث علمية مشتركة لإيجاد طرق مستدامة صديقة للبيئة لاستزراع الأسماك والقشريات بما يحقق وفرة في الإنتاج من جهة والمحافظة على البيئة والتنوع الإحيائي من جهة أخرى.
وتحدث عن نشاط المعهد فيما يخص الاستزراع السمكي فقد استشرف المعهد أهميته في مرحلة مبكرة، حينما قام ومنذ السبعينيات بعدد كبير من المشاريع لاستزراع أسماك محلية لها قيمة تجارية مثل السبيطي، والشعم، والهامور، وأسماك غير محلية تعيش في مياه عذبة وقليلة الملوحة مثل البلطي، كما حقق إنجازات رائدة في استزراع أنواع من الربيان المحلي (أم نعيرة، والشحامية)، ويواصل المعهد عمله من أجل تطوير تقنيات الاستزراع من أجل مساندة القطاع الخاص وتطوير صناعة الاستزراع المائي على نطاق تجاري.
أما في مجال استزراع أسماك الزبيدي فقد حقق المعهد الريادة العالمية من خلال تطوير إنتاج الأصبعيات من البيوض الملقحة خارجيا في الأحواض ويستمر المعهد في الأبحاث بهدف الحصول على صغار أسماك الزبيدي بشكل طبيعي من أمهات الأسماك في أحواض التربية.
كما نجح المعهد في إنتاج هجين من أسماك الشعم والسبيطي في مشروع بحثي مولته مشكورة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي.
وفي إطار تحقيق خطة الكويت التنموية «2035» يعمل المعهد على العديد من المبادرات التنموية التي تهدف إلى توفير الأمن الغذائي، منها مبادرة «إنتاج صغار أسماك السالمون والسيباس الأسترالي» من أجل توفيرها للقطاع الخاص للتسمين، ومبادرة تختص بتطوير المخزون السمكي والتنوع الأحيائي واستدامة الموارد البحرية وتطوير أبحاث علوم البحار، وفي إطار المبادرة الأخيرة تمكن المعهد من صناعة وتدشين سفينة الأبحاث «المستكشف» وهي سفينة فريدة من نوعها على مستوى الشرق الأوسط وتختص بنشاط البحث والتطوير في مجال الثروة السمكية والحفاظ على البيئة البحرية.
وأعلن ان المعهد يعمل في الوقت الحالي على إعداد مبادرة تختص بإنشاء مفارخ ومزارع أسماك وربيان في منطقة بر قضي بطاقة إنتاجية (1000) طن من أسماك السبيطي والهامور والشعم، و(200) طن من الربيان ذي الأرجل البيضاء، مسجلا وافر الشكر والامتنان إلى المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية وأمينه العام د.خالد مهدي، لدعمهم جهود المعهد في خلال هذه المبادرات.
وقال إن المعهد يتابع في الوقت الحالي تنفيذ إنشاء مفرخ تجاري للأسماك البحرية بطاقة إنتاجية تبلغ 5 ملايين إصبعية من الأسماك بحجم 2-3 غرامات وسيتم تخصيص جزء من إنتاجها لتلبية احتياجات مزارع الأسماك المحلية من صغار الأسماك.