ثامر السليم
أكد عدد من الناشطات الكويتيات على حق المرأة في الالتحاق بالسلك العسكري والمطالبة بحقوقهن، لافتات إلى أن هذا الاعتصام يأتي انتصارا للحريات ولرفضن القيود على ممارسة الأنشطة الرياضية والفنية بحجة التقاليد والعادات.
جاء ذلك خلال الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها ناشطات في ساحة الإرادة أمام مجلس الأمة مساء أمس، للتأكيد على أن الكويت دولة مدنية يحكمها الدستور والقانون، ورفضا لتحجيم حرية المرأة.
في هذا الصدد، قالت إحدى مؤسسات الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية وأول رئيس مجلس إدارة لها لولوة القطامي: ان الكويت دولة ذات أخلاق وعادات قيمة، مشيرة إلى ان هناك تراجعا في حريات المرأة بين الآن وستينيات القرن الماضي، حيث كانت المرأة تعمل في كل الأعمال دون وجود للبس «النقاب»، ومع الأسف أن التدين السياسي متخلل في الدولة لفرض قوانينه على المجتمع، متأملة ان يكون هناك حل لمثل هذه الأمور وان تنظف الدولة هذا الفساد في منع الحريات، مؤكدة ان الحرية الشخصية مصونة.
حسن الاختيار
بدورها، قالت الناشطة الاجتماعية د.ابتهال الخطيب إن الدعوة هي وقفة مع الحريات عامة والنسائية خاصة، التي يتم اعتقالها بشكل يومي من أكبرها لأصغرها، مشيرة إلى أنه للأسف هناك محاولات للاستخفاف بالموضوع وإظهاره كأنه «غضبة» اتجاه نوع معين من الرياضة أو الدورات.
وأضافت الخطيب: في خضم هذه الغضبة نكشف المشكلة الحقيقية من منظور المشرعين تجاه احترامهم لحريات الآخرين، وخصوصا النساء وحتى لفهمهم العملي والعلمي لما ينتقدونه، وللأسف اكتشفنا ضحالة عند البعض بهذا الشأن والموضوع الذي يتكلمون عنه، موجهة رسالة غضب إلى المشرعين ورسالة غضب لأنفسنا بأن نحسن الاختيار، ولا نختار من بيننا عقولا تمثلنا بهذه الصورة المحرجة.
من جانبها، قالت عضو مجلس إدارة الجمعية الثقافية النسائية موضي الصقير: ان الوقفة في ساحة الإرادة أمام الأمة تأتي تعبيرا عن الاستياء ضد حريات المرأة، وان فرض الوصاية على النساء وإصدار الفتاوى في كل شيء مرفوض ولا نحتاج ان يعلمنا احد ديننا والصح من الغلط. وذكرت ان الجمعية في خدمة المجتمع الكويتي منذ زمن والكويت دولة حريات وتآلف وتحابب وان ما يجري يخلق فتنة ويجب أن نكون ضده.
بدورها، أشارت الناشطة في مجال السياحة نبيلة العنجري إلى أن الوقفة جاءت لاستنكار الاعتداء على حريات المرأة لاسيما القضايا الهامشية مثل موضوع اليوغا وتجنيد المرأة.
وأضافت العنجري: يجب ان يكون قلب النواب حارا على الكويت وحمايتها بطرح قضايا الفساد والتعليم والصحة والكثير من القضايا التي تستأسر المجتمع الكويتي، متسائلة حول الهدف من تسليط الضوء على قضايا المرأة دون القضايا الأخرى التي يحتاجها المجتمع الكويتي.
وبينت العنجري أن المجتمع الكويتي مجتمع مدني جبل على العادات والتقاليد، وأن العادات والتقاليد ليست «قرآنا» وتتغير مع المجتمعات، لذلك كانت المشاركة في ساحة الإرادة للمطالبة بالحقوق والحريات، مشيرة إلى أن الصراع السياسي في مجلس الأمة يؤدي إلى التراجع وهو متعمد لجر الكويت إلى الخلف.
أما عضو المجلس البلدي م.مها البغلي فقالت: شاركت في هذه الوقفة مع بنات وشباب الكويت ونساء ورجال الكويت، لاسيما أننا جميعا ندعم الحرية للكل، وأن الكويت دولة مدنية يحكمنا القانون والدستور وليست الأعراف والعادات والتقاليد.
وبينت م.البغلي أنه مهما كان لكل إنسان عاداته وتقاليده ولكنها تختلف من بيت لآخر، ومن شريحة لأخرى، ولسنا جميعا نحمل نفس الأفكار والمعتقدات ولا يجوز أن نفرض معتقداتنا على الآخرين.