جدد المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي التأكيد على أن طهران لا تسعى إلى تطوير سلاح ذري، معتبرا أن اتهامها بذلك «ادعاء سخيف»، وذلك مع بلوغ مباحثات فيينا لإحياء الاتفاق بشأن برنامج إيران النووي مراحل حاسمة.
وتنفي طهران على الدوام سعيها لتطوير سلاح نووي، وهو ما سبق لدول عدة في مقدمتها الولايات المتحدة وإسرائيل، أن اتهمتها بالعمل عليه. وأضاف خامنئي ان «جبهة العدو تقول إن إيران تفصلها المسافة الفلانية عن إنتاج القنبلة. هذه ادعاءات سخيفة ولا معنى لها».
وتابع: «هم أنفسهم يعرفون أننا لا نسعى الى السلاح النووي».
وأردف: «نريد الاستفادة السلمية من الطاقة النووية. إنهم يعرفون ذلك لكنهم يريدون أن يقع شعب إيران في مشكلات حين يحتاج هذه الطاقة غدا»، مضيفا: «صار العالم يعتمد أكثر على الطاقة النووية يوما بعد يوم. نحن أيضا ستكون لدينا حاجة ملحة الى الطاقة النووية السلمية عاجلا أم آجلا».
وأوضح خامنئي أن «الجهود الديبلوماسية التي يبذلها إخواننا الثوار (الوفد الإيراني المفاوض في فيينا حاليا) في محاولة التخلص من العقوبات جيدة أيضا، لكن المهمة الرئيسية هي تحييد العقوبات» في إشارة إلى العقوبات واسعة النطاق التي أعاد ترامب فرضها ولاتزال سارية.
وأشار المرشد الأعلى للثورة الإيرانية الى الإهمال والغفلة بشأن بعض نقاط الاتفاق النووي والذي تسبب بمشاكل في السنوات التالية وقال: «فيما يتعلق بقضية الاتفاق النووي خلال عامي 2016 و2017، كان اعتراضي على ضرورة مراعاة بعض النقاط في الاتفاق النووي لعدم وقوع مشاكل في السنوات المقبلة وقمت بالتحذير لعدة مرات إلا انه تم تجاهلها وقد حدثت المشاكل التالية التي لاحظها الجميع. لذلك النظرة للمستقبل تعد أمرا مهما».
وأتت كلمة خامنئي المتلفزة في ذكرى انتفاضة أهالي مدينة تبريز ضد نظام الشاه في العام 1978، بعد ساعات من تأكيد علي باقري كبير مفاوضي طهران في فيينا، أن التوصل الى تفاهم بات أقرب «من أي وقت مضى. ولكن ما لم يتم الاتفاق على كل شيء، لن يتم الاتفاق على أي شيء»، معتبرا أن الأمر يعود الآن إلى «شركاء المفاوضات» لاتخاذ «قرارات جدية»، داعيا القوى الغربية «للتحلي بالواقعية وتجنب العناد واستخلاص الدروس من السنوات الأربع الماضية».
وأتت تصريحات باقري، ردا على تحذير فرنسا من أنه لم يتبق على اتخاذ قرار بشأن إحياء الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى العالمية في 2015 سوى أيام، معتبرة أن الأمر الآن أصبح بيد طهران لاتخاذ القرار السياسي.
وقالت عدة مصادر، منها مسؤولون إيرانيون، لوكالة «رويترز» إن الأيام القليلة القادمة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كان يمكن الوصول لحلول للقضايا العالقة.
وأعلن المستشار الإعلامي للفريق الإيراني المفاوض في فيينا، محمد مرندی امس أن الأيام القليلة المقبلة قد تشهد التوصل لاتفاق يعيد إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
إلا أنه أوضح في الوقت عينه أن هناك بعض القضايا التي لاتزال عالقة. ورمي الكرة في ملعب الغرب، قائلا: «لاتزال هناك بعض القضايا التي يجب أن تقررها الولايات المتحدة والترويكا الأوروبية».