يحلّ على أرض الكويت الطاهرة اليوم ضيفان شقيقان عزيزان على الكويتيين، لهما في القلوب مكانة، وفي النفوس مودة، هما فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة، وفخامة الرئيس عبدالمجيد تبون رئيس الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية الشقيقة، على رأس وفدين رسميين رفيعي المستوى، ليحلوا ضيوفا على حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، حفظهما الله ورعاهما. وتتزامن زيارة الضيفين الكبيرين مع احتفالات البلاد بعيدي الاستقلال والتحرير، ليشارك الضيوف أشقاءهم الكويتيين أفراحهم.
ولا شك ان العلاقات التاريخية المتجذرة بين الكويت وشقيقتيها مصر والجزائر تزداد رسوخا وتماسكا وتآزرا بمرور الزمن، ما يعطي للزيارتين مذاقا مختلفا تتمازج فيه المحبة بالتآخي والتآزر.
وتأتي زيارة الزعيمين الكبيرين في ظل متغيرات متسارعة تمر بها المنطقة وتحتاج في التعامل معها إلى كثير من الحكمة التي يتمتع بها، والحمد لله، صاحب السمو الأمير وسمو ولي العهد، حفظهما الله، وضيفاهما الكبيران.
وإذ نرحب بالضيفين الكبيرين، نؤكد ان لمصر والجزائر وشعبيهما في قلب الكويتيين مكانة كبيرة ودورا مميزا وعلاقات ضاربة في جذور التاريخ أصقلتها الكثير من المواقف الإيجابية المتبادلة بين الأشقاء في الأفراح والأتراح، فالشقيقة الكبرى مصر لم تتخل يوما عن الكويت عبر التاريخ الحديث والمعاصر، كما ان الكويت وضعت مصر دائما في قلب المحبة ولم تتأخر لحظة في مساندتها ودعمها بكل الطرق، سواء بامتزاج دماء الشعبين الشقيقين في حرب السادس من أكتوبر المجيدة، أو في ملحمة تحرير الكويت من براثن العدوان العراقي الغاشم.
وكما كان موقف مصر من الكويت داعما ومؤيدا ومعاضدا دائما، فإن الموقف الكويتي تجاه مصر إبان التغييرات عام 2011 كان داعما وصلبا وصريحا، ووقفت دائما في موقف الأخ والسند، ولم تتوان في دعم مصر أبدا.
كذلك، فإن العلاقات مع الشقيقة الجزائر تتسم بالتآزر على مدى تاريخ البلدين، وكانت الكويت من أوائل الدول التي أعلنت دعمها الكامل لاستضافة الجزائر للقمة العربية المقبلة.
أهلا وسهلا بالرئيسين الكبيرين في بلدهما الثاني، ضيوفا على أخيهما صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وضيوفا أعزاء على الشعب الكويتي الذي يستذكر مواقفهما بكل المحبة والإخاء.