الكلمة مسؤولية وليست تسلية ونحن في ظل هذه الحرب الجارية حاليا بين الروس والأوكران نتمنى أن يبدأ الحوار المتمدن ويتوقف القتال ولينطلق الجميع مع جلسات الحوار من المساحات المشتركة بينهم بعيدا عن مواقع العقدة والخلاف وهذه كبداية لكسر جبل الجليد بعيدا عن ساحات القتال العسكري ومنها يبدأ السلام الذي نتمناه للجميع.
إن الحروب ليست مباراة لكرة القدم أو فيلما سينمائيا، وليست موضوعا للتسلية والضحك وتمضية الوقت، والقتال العسكري الحاصل بين جمهورية روسيا الاتحادية وأوكرانيا مؤلم مع انتشار الموت والجرحى والمآسي الإنسانية وهذه كلها أمور تحرك مشاعر الضمير الإنساني الطبيعي.
للأسف الشديد إن وسائل التواصل الاجتماعي خلقت بيئة حاضنة لأشخاص ليسوا حرفيين في السياسة وليسوا إعلاميين أصحاب شهادة وهؤلاء متخصصون فقط بتقديم «رأي» في كل الأوقات! وفي جميع المواضيع على الطالع والنازل وللمفارقة الكوميدية إذا صح التعبير هؤلاء تحولوا بقدرة قادر من خبراء في الأوبئة والتطعيم إلى متخصصين في السياسة الدولية وصراعات الأقطاب الدوليين والخلافات الجيوسياسية وهي مواضيع معقدة جدا وتحتاج إلى مؤسسات تفكير جماعية حرفية وطاولات حوار أكاديمية وليس إلى أخبار ومنشورات السوشيال ميديا.
إن من سلبيات وسائل التواصل الاجتماعي هي إبراز غير المتخصصين والفاقدين للمهنية على عكس من الإعلام الرسمي التقليدي الورقي والمرئي، حيث يتم فيها تعيين أصحاب الشهادات المهنية في الإعلام وإبراز الحرفيين في قراءة الأحداث الدولية وفيها يظهر ويبرز من يفهم ومن يعلم على العكس مما يحدث في وسائل التواصل الاجتماعي التي فيها قد يتابع الناس بكثرة وبأعداد عالية شخصية مضحكة أو إنسانا لديه حساب ينشر فيه آراء وأفكارا غريبة الأطوار ولكن هؤلاء وغيرهم ليس موقعهم تقديم تحليل استراتيجي لحرب بين جارتين في وسط جغرافي معقد تاريخيا وسياسيا لديهم تداخل ديني وتشابك لغوي ديني وعرقي مخلوط مع كمية كبيرة من المصالح المشتركة والمتناقضة بين مختلف الأطراف الدولية وكل هذا قراءته وتوصيفه وشرحه وفهمه يتطلب التخصص والاختصاص والمهنية الحرفية وليس كما يحلله البعض في السوشيال ميديا وكأن الحرب مشهد في أحد أفلام هوليوود!