رحيل المغفور له بإذن الله تعالى سمو الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد خسارة كبيرة وأمر جلل، وهذا واضح من الحزن الذي يخيم على كل الكويت وانتشار هذا الشعور العفوي التلقائي بين الشعب، وهذا دليل «إجماع» على محبة هذا الرجل، وعلى مدى «عمق» وامتداد ارتباطه بشعور الكويتيين.. كل الكويتيين، حيث مثل المرحوم بإذن الله تعالي الشيخ نواف الأحمد الصباح «حالة ابوية» تنزع فتيل الازمات بين سلطات الدولة المختلفة، من خلال اتخاذ «الحوار الشامل» كـ «سياسة» لحل الخلافات والمشاكل، وإلغاء الصراعات العبثية لإخراج البلد من حالة الجمود وانتقالها للحركة ذات الأهداف التنموية النهضوية التي يستفيد منها الشعب وتتقدم فيها مؤسسات الدولة.
كان الراحل الكبير أحد رجالات الحكم البارزين في تاريخ الكويت المعاصر والذين امتزجت آراؤهم السياسية مع مواقفهم الوطنية، وأحد الذين اجتهدوا في سبيل تحقيق الأهداف والغايات التي التقت عليها إرادة الشعب الكويتي.
ان للمرحوم سمو الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد بصمات كثيرة ومساهمات كبيرة في بناء الكويت وتقدمها وله أهمية تاريخية «موثقة»، حيث عاصر مختلف المنعطفات التاريخية التي واجهها البلد، وكان ذوو فاعلية ومشاركة حيوية مهمة فيها، فضلا عن امتداداته الاجتماعية المهمة مع مختلف قطاعات الشعب وتواصله مع مختلف شرائح البلد.
استطاع الراحل العظيم في مختلف مواقع المسؤولية التي تولاها ان يدير الأمور بكل حنكة وخبرة وحرفية، وهذا واضح تاريخيا أثناء توليه موقع المسؤولية كـ «محافظ حولي» حيث نقلها جغرافيا من قرية صغيرة الى موقع تجاري وسكني واستثماري، وهذه العقلية الناجحة استمرت مع تعيينه «وزيرا للداخلية» في فترة حساسة وحرجة في السبعينيات والثمانينيات، حيث وضع خطة استراتيجية لمكافحة الجريمة ونقل الوزارة لمرحلة جديدة في بسط الأمن ومحاربة الفساد، وهذه الإنجازات الحركية الملموسة على ارض التطبيق كان لها أيضا تواصل مع تواجد فقيدنا الغالي على رأس وزارة الدفاع، حيث كان ضمن المجهود الموجود لتطوير العمل العسكري والارتقاء بالمؤسسات الأمنية، واستمر في خدمة الكويت وأهلها في مختلف المواقع حتى أكمل هذه المسيرة بعد وصوله الى مسند الامارة.
إذن، على مستوى الإنجاز والحركة والتطبيق كان للراحل الكبير «بصمة» في كل مواقعه الوظيفية، وهذا كله ضمن ايمان المرحوم بتعزيز الحالة المؤسسية والتأكيد عليها ضمن الإطارات القانونية، وهذه المسألة هي ضمن «مدرسة» انتهج طريقها ومسيرتها آل الصباح الكرام.
وهذا هو ديدن تاريخي للأسرة الحاكمة الكريمة، وجزء من عقلية متوارثة من سنين لدى سموه خاصة وأسرة الحكم عامة وهذا ما خلق بالماضي والحاضر رابط المحبة والتواصل بين القيادة والشعب.
رحم الله أميرنا وقائدنا الغالي وأسكنه فسيح جناته.
(إنا لله وإنا إليه راجعون).