من العادات الجميلة في شهر رمضان المبارك ممارسة الرياضة في عـــــدة أشكال وطرق من خلال ارتياد الأنــــدية الصحية أو ممارسة المشي فـــي المناطق، وأيضا داخل المجمعات التجارية الضخمة المنتشرة في البلاد.
وهذه العادات بكل تأكيد تمثل حالة «إيجابية» خاصة انه منذ أن غزت التكنولوجيا أركان حياتنا، وأغرقتنا الحياة بسرعتها ومشاغلها التي «لا» تنتهي، أهمل الكثيرون منا الرياضة وأغفلوا فوائدها، والرياضة تعد من أهم المقومات الأساسية لبناء الإنسان السليم عقلا وجسما وصحة، الذي يتسم بالشخصية المتكاملة من حيث اللياقة البدنية والشجاعة والمرونة والثقة بالنفس.
وتعد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام مهمة جدا فهي تكسبنا فوائد جسدية، عقلية ونفسية متنوعة، ومن الفوائد الأخرى التي تؤكد بدورها على التأثير الإيجابي للتمارين الرياضية المنتظمة، هي علاقة الرياضة مع هرمونات الجسم الأساسية، التي ينتج عنها حيوية الجسم الفعالة. وبالتالي التمتع بصحة أفضل، وفقدان الوزن الزائد، والوقاية من مرض السكري، وبعض أنواع السرطان وأمراض الأوعية الدموية ورفع مستوى الجهاز التنفسي واللياقة البدنية والقوة العضلية.
ان الهرمونات للتبسيط «هي مواد كيميائية تفرز في الجسم بفعل الجهاز الهرموني المتمثل في عدد من الغدد الصماء، ووظيفتها التأثير على وظائف مختلفة في الجسم، مثل الأيض والاستقلاب، ودورات النوم، وصحة البشرة والشعر، والنمو، والتطور، والإنجاب، والحالة المزاجية، ومستويات الكالسيوم وأمور أخرى».
ويفرز هذا النظام الموجود الهرمونات ويوزعها لتؤدي دور حاملي الرسائل الكيميائية في الجسم. وكل نوع منها له وظيفة معينة، والتمارين الرياضية تمثل تحديا قويا للهرمونات إذا صح التعبير، حيث يتحرك الجسم لكي يتعامل ويتكيف مع الناحية الرياضية للإنسان لتوفير الطاقة اللازمة الضرورية لأداء التمرين وأيضا لكي يتم إفراز هرمونات من الضروري إفرازها أثناء عملية التمرين ومنها هرمونات التوتر الكورتيزول، وأيضا يتم تنظيم إفراز الهرمونات المرتبطة بتنظيم السوائل ونسب الأملاح في الجسم.
وعلينا ان نعرف ان التمارين الرياضية كذلك لها ناحية إيجابية تتعلق بصحة العظام، حيث تزيد من كثافة العظم ومعها تقل نسب الإصابة بالكسور، لذلك في عصر السرعة والعمل لساعات طويلة، من المهم أكثر من أي وقت مضى تخصيص وقت لممارسة الرياضة.
ومهما تحدثنا عن الرياضة، لا يمكن أن نذكر كل فوائدها في مقال واحد، لكن يمكننا أن نقول إنها كالعصا السحرية التي ستغير حياة الإنسان إيجابيا وتضعه على سكة القطار التي توصله لحياة سعيدة، لذلك توصي منظمة الصحة العالمية البالغين في النشاط البدني المعتدل المكون من تمارين هوائية لمدة تتراوح بين 150 و300 دقيقة أسبوعيا على الأقل، ومع ممارستها بانتظام سيشعر الإنسان بفعاليتها منذ اللحظة الأولى.
لذلك فإننا نتمنى مع هذه العادات الرمضانية الـ «جميلة» ان يستمر بها الناس بعد نهاية الشهر الكريم، لا أن تكون «فقط» رمضانية!