- الهولي: واقعنا التعليمي يعاني العديد من الملفات العالقة والقضايا المتراكمة التي تقف حجر عثرة أمام تحقيق الأهداف المنشودة في عملية التنمية والتطوير والاستقرار
ثامر السليم
أكد وزير التربية ووزير التعليم العالي والبحث العلمي د.علي المضف أن الكويت تولي اهتماما كبيرا بإصلاح التعليم وتطوير المسيرة التربوية، وأن المرحلة الحالية من أصعب المراحل، جاء ذلك خلال افتتاح المؤتمر التربوي الـ 44 تحت شعار «أولويات إصلاح التعليم ومتطلباته» أمس، والذي تقيمه جمعية المعلمين تحت رعاية سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، عبر الاتصال المرئي، وقد أناب سموه، حفظه الله، وزير التربية ووزير التعليم العالي والبحث العلمي د.علي المضف لحضور افتتاح المؤتمر، وألقى د.المضف كلمة جاء فيها:
إنه لمن دواعي الفخر والاعتزاز أن أمثل سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله، في رعاية المؤتمر الذي تقيمه جمعية المعلمين تحت رعاية سموه، والتي تأتي انطلاقا من حرص سموه على دعم المسيرة التربوية، وتحقيق أهدافها، وتأكيدا لما يحظى به المعلمون بشكل عام، وجمعية المعلمين بشكل خاص، من مكانة رفيعة لدى سموه.
وأضاف د.المضف: لابد، أيها الإخوة المتابعون لهذا المؤتمر والمشاركون فيه، من الإشارة أولا إلى الاهتمام الكبير الذي توليه الكويت لإصلاح وتطوير المسيرة التربوية وتنميتها، وقد استطاعت أن تخطو خطوات واسعة وشاسعة نحو التقدم والرقي، ومواكبة كل التطورات والمستجدات الحديثة والاتجاهات المعاصرة، والتي تتوافق مع احتياجاتنا وتطلعاتنا، وتنسجم مع أهدافنا التربوية وقيمنا الدينية والوطنية والثقافية والاجتماعية.
وتابع: لا أخفي عليكم أن المرحلة الحالية التي تمر بها مسيرتنا التربوية، تعد ضمن أصعب المراحل، التي مرت بها على امتداد تاريخها، وذلك في ظل التحديات والمستجدات الطارئة التي نواجهها مع تداعيات جائحة «كورونا»، وما خلفته من آثار سلبية واسعة قد يكون لها تأثيرها على المستوى التحصيلي لأبنائنا الطلبة، ومن هنا، نؤكد على أهمية هذا المؤتمر، الذي تقيمه جمعية المعلمين تحت شعار «أولويات إصلاح التعليم ومتطلباته» ليأتي وبلا شك متوافقا مع الحاجة الماسة لتعزيز جميع السبل والجهود للوصول إلى الرؤى الواضحة، والخطوات المدروسة والخطط المستوفية، من أجل تحقيق الغاية المنشودة في عملية الإصلاح والتنمية والتطوير، ومعالجة كل الآثار الناجمة عن هذه الجائحة.
وأشار د.المضف إلى ان وزارة التربية لقد وضعت في اعتبارها الأول، وضمن أولوية اهتمامها وسياستها، مواجهة الحالة الاستثنائية التي نمر بها لمواجهة آثار الجائحة وتداعياتها السلبية، والتي ألقت بظلالها على واقع الخطط والمشاريع المعتمدة، في الوقت الذي دفعتنا فيه إلى بذل كل ما يمكن بذله من قدرات وتسخير الإمكانات، ومضاعفة الجهود من أجل تجاوزها وتأمين العودة الآمنة لأبنائنا الطلبة خلال الفترة الدراسية الأولى من العام الدراسي الحالي، وما سبقها من تنفيذ الاختبارات الورقية لطلبة الثانوية العامة في العام الدراسي الماضي.
نتائج وتوصيات
من جانبه، قال رئيس جمعية المعلمين حمد الهولي: يطيب لي بالأصالة عن نفسي، ونيابة عن إخواني أعضاء مجلس إدارة جمعية المعلمين، أن أرحب بكم في حفل افتتاح المؤتمر التربوي الـ 44، والذي تقيمه الجمعية تحت رعاية أبوية كريمة من سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله، ويحمل شعار «أولويات إصلاح التعليم ومتطلباته»، في إطار سعي الجمعية الحثيث إلى طرح القضايا والمسائل التربوية على بساط النقاش والبحث والتحاور الموضوعي الجاد، بمشاركة نخبة من القيادات والكوادر التربوية والأكاديمية المتخصصة.
وأشار الهولي إلى ان المؤتمر يهدف للوصول إلى نتائج وتوصيات من شأنها أن تساهم في الارتقاء بمسيرتنا التربوية، وفي رسم سياسات وبرامج وخطط قادرة على مواجهة التحديات والصعوبات، وعلى المضي قدما بنهج التنمية والتطور، لافتا إلى انه ومن باب الأمانة والعرفان أن نسجل أسمى آيات ومعاني الشكر والتقدير والعرفان إلى سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد على رعايته الكريمة السامية لهذا المؤتمر، وهي الرعاية التي تجسد مدى اهتمام قيادتنا الحكيمة بدعم مسيرة التعليم، ودعم المعلمين والمعلمات على مستوى جمعيتهم الممثلة لهم، ولسان حالهم، كما لا يسعنا إلا أن نسجل شكرنا وتقديرنا لممثل سموه، وزير التربية وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأستاذ د.علي المضف، ولكم جميعا، لمتابعتكم وتواصلكم مع هذا المؤتمر والمشاركة فيه، مما ستكون له آثاره ومعطياته الإيجابية في إثراء فعالياته وتحقيق أهدافه المرجوة.
وتابع الهولي: لقد جاء طرح قضية أولويات إصلاح التعليم ومتطلباته للدراسة والبحث والنقاش متوافقا مع دور جمعية المعلمين ورسالتها في دعم كل الجهود والمساعي التي من شأنها معالجة القضايا التربوية، وللمساهمة الفعلية في دفع عملية التنمية والتطوير بالاتجاه الصحيح والمنشود، في الوقت الذي باتت فيه مسيرتنا التربوية تمر بمرحلة صعبة للغاية في ظل مواجهة التداعيات السلبية والمؤثرة لجائحة «كورونا»، وما نتج عنها من أضرار جسيمة على واقعنا التعليمي، الذي كان ولا يزال يعاني بالأصل، وعلى امتداد السنوات الماضية وحتى يومنا هذا من وجود العديد من الملفات العالقة والقضايا المتراكمة، التي تقف حجر عثرة في تحقيق الأهداف المنشودة في عملية التنمية والتطوير والاستقرار، وقد باتت تشكل هاجسا مقلقا لأهل الميدان من معلمين ومعلمات وإدارات مدرسية وموجهين وموجهات، ولكل الإدارات والمناطق التعليمية، والأقطاب المعنية بالشأن التربوي.
وبين ان ما نتطلع ونسعى إليه في مؤتمرنا ومن خلال تلك المشاركة الجادة في جلساته من القيادات المعنية والباحثين والاختصاصيين والمشاركين في أبحاثهم ودراساتهم، هو الوصول إلى نتائج نرسم من خلالها خارطة طريق واضحة ومتكاملة لتحديد الأولويات لعملية إصلاح التعليم ومتطلباته، وللخروج بتوصيات تساهم بشكل فعلي في تجاوز هذه المرحلة الصعبة، وتهيئة وتوفير كل السبل المتاحة لدفع مسيرتنا التربوية نحو الاتجاه الصحيح والمنشود.
وقال: أجدد شكري وتقديري إلى راعي مؤتمرنا سمو ولي العهد، وإلى ممثل سموه، وإلى هذه المشاركة الطيبة من القيادات والكوادر وجنود أهل الميدان، وأعضاء اللجنة التحضيرية العليا للمؤتمر وعلى رأسها رئيس اللجنة والمقرر العام للمؤتمر د.عمار العجمي، ولجان المؤتمر، وكل المشاركين فيه، وإلى الجهات المساهمة، ووسائل الإعلام والصحافة.
ظروف وتحديات
بدوره، قال رئيس اللجنة التحضيرية العليا والمقرر العام للمؤتمر التربوي د.عمار العجمي: ان مؤتمرنا يأتي كأول مؤتمر تقيمه جمعية المعلمين بعد جائحة «كورونا»، وأصبح لزاما يؤخذ بالاعتبار عند إعداد برنامجه الظروف والتحديات التي مر بها الميدان التربوي خلال هذه الجائحة وتبعاتها وآثارها السلبية، موضحا ان أهداف ومحاور المؤتمر جاءت انعكاسا للظروف التي مر بها القطاع التعليمي أثناء «كورونا» وما بعدها، حيث يسعى المؤتمر إلى تحقيق الأهداف التالية:
٭ تقديم التوصيات والمقترحات المرتبطة بالتعليم والتعلم عن بعد لصانع القرار التربوي.
٭ التعرف على أفضل الأساليب والتوجهات لتبني التعليم والتعلم عن بُعد.
٭ تسليط الضوء على المشكلات النفسية والاجتماعية والأسرية المرتبطة بالتعليم والتعلم عن بُعد.
٭ تحديد الآثار السلبية لـ «كورونا» على التعليم والفاقد التعليمي وكيفية تعويضه.
٭ حصر أبرز المتطلبات المستقبلية للتعليم والتعلم عن بُعد.
٭ وضع التصورات الملائمة لاستمرار العملية التعليمية في حال استمرار جائحة «كورونا».
وأوضح أن محاور المؤتمر عكست التطلعات التي يسعى المؤتمر إلى تحقيقها حيث تضمنت: الاتجاهات الحديثة في التعلم والتعليم عن بعد، تجارب ناجحة ومميزة للتعليم والتعلم أثناء «كورونا»، طرق وأساليب التدريس والتقويم الملائمة للتعليم والتعلم عن بعد، الفاقد التعليمي والأثر السلبي لـ «كورونا» وسبل معالجته، المشكلات النفسية والاجتماعية المرتبطة بالتعليم والتعلم عن بُعد، دور الأسرة في التعليم والتعلم عن بعد وسبل إشراكها في ذلك، استشراف مستقبل التعليم عن بُعد والتعليم التقليدي ما بعد الجائحة.
وأشار د.العجمي إلى انه منذ أكثر من 5 عقود والجمعية تنظم المؤتمر سنويا، وبلغ عدد المشاركات 181 مشاركة، منها 89 مشاركة من دول التعاون الخليجي و92 مشاركة من دول عربية وأجنبية، وحرصت اللجنة على اختيار المشاركات التي تلامس التحديات والظروف الراهنة للتعليم وما يعين المعلمين على أداء مهامهم، متوجها بالشكر إلى من كان لهم دور في تنظيم المؤتمر. وفي الختام تسلم ممثل سمو ولي العهد درعا تذكارية.