حضت الدول الأوروبية الـ 3 المنضوية في الاتفاق النووي الإيراني على عدم «استغلال» المباحثات الهادفة لإحيائه، وذلك غداة توقفها بعد مطالب روسية من واشنطن على خلفية الأزمة الأوكرانية.
وشددت بريطانيا وفرنسا وألمانيا المعروفة بـ «الترويكا الأوروبية» في بيان امس على أنه «لا أحد يجب أن يسعى لاستغلال مباحثات إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة (الاسم الرسمي للاتفاق النووي)، من أجل الحصول على ضمانات لا علاقة لها بهذا الاتفاق»، في إشارة الى روسيا.
وأجبر مطلب في اللحظة الأخيرة من روسيا، القوى العالمية التي اجتمعت في فيينا على التوقف لفترة غير محددة، على الرغم من وجود نص مكتمل إلى حد كبير.
وفي الخامس من مارس الجاري، طالبت روسيا بشكل غير متوقع بضمانات شاملة بعدم تأثر تجارتها مع إيران بالعقوبات المفروضة على موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا.
وحذرت الدول الـ 3 من أن ذلك «يهدد بأن يؤدي الى انهيار الاتفاق، ما سيحرم الشعب الإيراني من رفع العقوبات، والمجتمع الدولي من الضمانات المطلوبة المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني».
وحضت الولايات المتحدة امس الأول كلا من إيران وروسيا على اتخاذ «قرارات» ضرورية للتوصل سريعا إلى تفاهم بشأن الاتفاق، معتبرة أن الكرة باتت في ملعبهما لتجاوز المأزق، وفق تصريحات للمتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركي نيد برايس.
من جهته، قال ديبلوماسي أوروبي إنه في حال لم تبد موسكو مرونة بشأن مطالبها، فثمة «خيارات أخرى» ممكنة، من دون أن يكشف تفاصيل إضافية.
وشدد على عدم السماح «لروسيا باحتجاز خطة العمل الشاملة المشتركة رهينة».
على صعيد آخر، نقل عن وزير النفط الإيراني جواد أوجي قوله امس إن احتجاز الولايات المتحدة ناقلات إيرانية في الأشهر الماضية لم تحل دون زيادة طهران الخاضعة للعقوبات صادراتها النفطية.
وقال أوجي في مقابلة نقلتها وسائل إعلام إيرانية: «الولايات المتحدة انتهكت في عدة مناسبات في الأشهر الماضية ناقلات النفط الإيرانية لمنع تصدير الشحنات».
وأضاف: «عندما أدرك الأعداء أنهم لا يستطيعون إيقاف صادراتنا وعقودنا، ذهبوا وراء سفننا».
وقال ان «صادرات النفط الإيرانية ارتفعت في ظل أقسى العقوبات ودون انتظار نتائج محادثات فيينا».
وأضاف ان الزيادة كانت بفضل «الأساليب المختلفة المستخدمة للفوز بالعقود وإيجاد مشترين مختلفين».
وتابع دون الخوض في تفاصيل إن ذلك الارتفاع «زاد من القدرة التفاوضية للأصدقاء في فيينا».
وتأتي هذه التصريحات في أعقاب تقارير عن احتجاز ناقلة نفط إيرانية في جزر البهاما في الآونة الأخيرة، على الرغم من أن المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة في فيينا لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 ربما تفضي إلى رفع العقوبات الأميركية مقابل كبح طهران أنشطتها النووية.