- وزير الخارجية السعودي: الحوار أساسي لإنهاء النزاع الحالي في أوكرانيا
- زيلينسكي: بلادنا لا تزال صامدة بعد أكثر من شهر من الغزو الروسي
افتتح أمير قطر صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمس، أعمال النسخة الـ20 من منتدى الدوحة الذي يعقد تحت شعار (التحول إلى عصر جديد)، بمشاركة ممثل سمو رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ د.أحمد ناصر المحمد.
وطالب أمير قطر في كلمته بافتتاح المنتدى الذي يستمر يومين، بمراجعة جذرية للأوضاع الدولية قبل أن يصل العالم إلى حالة من فقدان التوازن، داعيا القوى الكبرى إلى وقفة جادة لتحديد مستقبل النظام الدولي.
وقال الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إن عالم اليوم قد وصل إلى مرحلة مفصلية على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والبيئية والاجتماعية، وهذه المرحلة تتطلب مراجعات جذرية قبل أن يصل العالم إلى حالة من فقدان التوازن، لأن المعادلات التي استقر عليها النظام الدولي بعد الحرب العالمية الثانية وبعد انقضاء الحرب الباردة آخذة في التغير.
واستطرد في هذا الصدد بالقول «لنطرح على أنفسنا سؤالا مهما، ما هو شكل العالم الذي نريد أن نورثه لأبنائنا؟ ما هو العصر الجديد الذي أثبتت الحرب الجارية حاليا في القارة الأوروبية وقبلها جائحة كورونا وغيرها من الأزمات المتتالية أننا لابد أن نعمل على إعادة تشكيله لصالح الإنسانية جمعاء؟».
وتساءل أمير قطر عما إذا كانت الدول الكبرى ستجيب على هذا السؤال بالقتال بعد التنافس على تطوير أنواع جديدة من الأسلحة، مشددا على أنه لا يمكن أن تقبل الإنسانية بهذا السيناريو الكارثي وأنه ولابد من وسائل وسبل أخرى غير الحرب للتوصل إلى الأجوبة.
وأوضح أنه «على المستوى السياسي والأمني فإنه يؤسفنا أن نرى تقلصا في المساحات السياسية والديبلوماسية لصالح التمدد العسكري والحلول المسلحة».
وحذر أمير قطر من الأصوات الشعبوية ذات النبرة الإقصائية في زمن التوترات المجتمعية والانكماش الاقتصادي، مستشهدا في هذا السياق بظاهرة الإسلاموفوبيا كظاهرة إقصائية أخذت تتصاعد في السنوات الأخيرة.
وأشار الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى الملايين من الفلسطينيين الذين عانوا ومازالو يعانون من الاحتلال الإسرائيلي والتجاهل الدولي منذ أكثر من سبعة عقود، وكذا الشعوب الأخرى كالشعب السوري والشعب الأفغاني الذين فشل المجتمع الدولي في أن ينصفهم.
من جهته، دعا وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إلى اهتمام عالمي بالصراعات في منطقة الشرق الأوسط مماثل لذلك الذي حظيت به أوكرانيا منذ الغزو الروسي.
وقال وزير الخارجية القطري في جلسة حوارية خلال اليوم الأول من منتدى «حوار الدوحة» إن «المعاناة الإنسانية التي رأيناها في أوكرانيا والجميع يتحدث عنها الآن، هي معاناة عانى منها الكثير من بلدان المنطقة لسنوات ولم يحدث أي شيء».
وأضاف «لم نشهد أبدا استجابة عالمية لمعالجة هذه المعاناة»، مشيرا خصوصا إلى «مشاهدة الوحشية ضد الشعب السوري، أو ضد الفلسطينيين، أو ضد الليبيين، أو ضد العراقيين، أو ضد الأفغان».
ورأى أنه «بدون محاسبة أولئك الذين ارتكبوا هذه الأفعال، سنشهد المزيد والمزيد من التوسع في مثل هذا السلوك»، مضيفا «آمل أن يكون هذا نداء للجميع في المجتمع الدولي للنظر إلى منطقتنا ومعالجة القضايا التي تحدث هنا بنفس مستوى الالتزام الذي شهدناه» حيال أوكرانيا.
من جانبه، طالب وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان في كلمته امام المنتدى «بالعمل على إنهاء النزاع الحالي في أوكرانيا»، وقال إن «الحوار أساسي لإنهاء هذا النزاع».
وحث الأمير فيصل بن فرحان على «الاهتمام بشكل خاص بالمشاكل التي تواجه دول الجنوب النامية» مشددا على أن «العالم يجب أن يعمل معا لمواجهة التحديات».
من جانبه، حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أن العالم أجمع أصبح مهددا بنقص الغذاء بسبب الغزو الروسي لبلاده، مشددا على أنه لا أحد في مأمن من اضطرابات سلاسل الإمداد الغذائية، مؤكدا ان «اوكرانيا لاتزال صامدة»، ومتهما القوات الروسية بتعمد استهداف موارد بلاده الزراعية والصناعية وحرمانها من ثرواتها.
ودعا زيلينسكي في كلمة عبر تقنية الفيديو أمام «منتدى الدوحة» الدول المنتجة والمصدرة للطاقة إلى زيادة الإنتاج «كي يفهم الجميع أنه لا أحد يستطيع استخدام الطاقة للابتزاز وتهديد العالم».
وشبه الرئيس الأوكراني الدمار في ماريوبول بما حدث في سورية، مشيرا إلى أن روسيا لم تعاقب بعدما استولت على شبه جزيرة القرم.
وطالب «بإصلاحات حقيقية للمؤسسات الدولية لردع الدول النووية عن القيام بأعمال عدائية ضد دول أخرى».
واعتبر أن تلويح روسيا باستخدام السلاح النووي يشجع على حيازة هذا النوع من الأسلحة، وقال «في التسعينيات، تخلت أوكرانيا عن ثالث أكبر مخزون نووي في العالم (...) ومقابل ذلك، تلقت بلادنا ضمانات شملت روسيا»، مضيفا «الخلاصة هي أن الجميع بحاجة إلى أسلحة نووية لحماية أنفسهم من الغزو الذي يشكل خطورة كبيرة على الجميع».
ولفت زيلينسكي إلى أنه خلال 31 يوما من الغزو، ألحقت الهجمات الروسية أضرارا بما لا يقل عن 59 مبنى له قيمة روحية في اوكرانيا، تشمل:مساجد وكنائس ومؤسسات دينية، فضلا عن 200 مدرسة.
هذا، ويشارك في النسخة الحالية من «منتدى الدوحة»، قادة وسياسيون وصناع قرار من مختلف أنحاء العالم.
ويناقش المشاركون في المنتدى قضايا حيوية تضم: التحالفات الجيوسياسية، والعلاقات الدولية، والنظام المالي والتنمية الاقتصادية، والدفاع، والأمن السيبراني، والأمن الغذائي، والاستدامة وتغير المناخ وغيرها.