قالت رئيسة جمعية التوحد الكويتية ومؤسسة مركز الكويت للتوحد ورئيس منظمة التوحد العالمية د.سميرة السعد: يعاني الملايين من التوحد حول العالم خاصة بعد تيسير أدوات التشخيص وتقدر النسبة العالمية بالإصابة بواحد لكل 88 مولودا وتزيد في بعض الدول إلى واحد لكل 50، وهي نسبة عالية جدا وتحتاج إلى مواجهة علمية وطبية وتعليمية واجتماعية.
وأضافت السعد في تصريح لها بمناسبة يوم التوحد العالمي: يرعى مركز الكويت للتوحد الذي يقدم نموذجا متكاملا للخدمات المطلوبة يمكن تكراره داخل وخارج الكويت 200 طالب وطالبة من مختلف الأعمار وبدأ بهذه الرعاية منذ أكثر من 30 عاما وتوافرت الآن بالكويت عدد من المدارس الخاصة التي تسعى لاستيعاب الأعداد المصابة بالتوحد في الكويت.
وتابعت: نحتاج لردم الفجوة بين المعرفة النظرية لدى العديد بعد نشر الوعي وزيادة الدارسين في مجال التوحد وبين المطلوب العملي مع المصاب نفسه، فالكثير من الدارسين الحاصلين على شهادات عليا إلا أنه ينقصهم مواجهة السلوكيات الصعبة للمصاب عمليا وتعديلها وتطوير البرامج في العديد من الحضانات والمدارس التي أنشئت بعد الرعاية الحكومية لهيئة الإعاقة للرسوم وضمان أن تقدم ما يحتاجه المصاب بالتوحد من برامج دقيقة متخصصة، فالحاجة ماسة ومستمرة لمعلمين مدربين على التعامل مع ما يصاحب التوحد من سلوك يحتاج لصبر ودقة وقياس وفوق كل ذلك حب بلا حدود وهو ما تحاول منظمة التوحد العالمية القيام به من خلال تقديم ورعاية مؤتمرات عالمية كل أربع سنوات في دولة فكانت عام 2006 بجنوب أفريقيا وفي 2010 بالمكسيك و2014 بالكويت وبرعاية سامية من أمير الإنسانية سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد رحمه الله، وفي نوفمبر 2018 في تكساس وتم تأجيلها في عام 2022 بماليزيا بسبب أزمة كورونا، وسيعلن قريبا عن مكان المؤتمر وزمانه.
وذكرت أن المؤتمرات تهدف لزيادة المعرفة ودعم المهارات والنظريات والتدريب المطلوب والخدمات الموجودة بالكويت خاصة بعد المكرمة الأميرية بإنشاء المجلس الأعلى للمعاقين والذي تطور وزادت خدمات للمعاق بإنشاء هيئة الإعاقة، لا يوجد مثيلها في العالم وتحتاج إلى تكاتف الأسرة مع المدارس التي تقدم الخدمة، كما نحتاج لتطوير البرامج في بعض هذه المدارس خاصة بعد هذه الرعاية الحكومية للرسوم الدراسية وتطوير المعلم والأخصائيين وضمان ما يحتاجه الطالب المصاب بالتوحد من برامج دقيقة متخصصة وصفات تلزم العامل معهم بوجودها كالصبر والدقة والقياس والرقابة الذاتية قبل الرقابة بالكاميرات والتوجيه الذي يجب أن يتوفر في مثل هذه المراكز والمدارس وفوق كل تدريب يحتاج الابن أو الابنة إلى تعاون من ولي الأمر باستمرار وضرورة حضور الدورات التدريبية التي تعينه على ذلك.
وبينت السعد ان مركز الكويت للتوحد يقوم بالتوعية والعمل طوال العام، إلا أنه يركز في شهر أبريل على جذب المجتمع للتعرف أكثر على التوحد وكيفية التعامل معه واحتياجاته فتم توفير سلسلة الإصدارات والتي زادت عن 60 إصدارا وعدد كبير منها يتم توزيعه مجانا على المدارس المشاركة في يوم التوحد بالمحاضرات والزيارات التعريفية والمراكز الصحية، وبفضل الله تم الانتهاء من مبنى التوحد لتأهيل الشباب ليكون نموذجا متميزا بورشه وصالاته وقاعاته الرياضية ليقدم الخدمة للكبار من المصابين بالتوحد ولأول مرة في الشرق الأوسط ويمكن تكراره داخل وخارج الكويت، ويتابع أولياء الأمور وإدارة المركز مع هيئة الإعاقة للحصول على الترخيص للبدء في قبول الطلبة بمركز التأهيل للكبار.
وزادت: كما سيتم التعاون مع إدارة مجمع الأڤنيوز لتقديم التوعية المباشرة مع الجمهور الزائر وتوزيع كتب وقصص مجانية ومسابقات، حيث تم توزيع أكثر من 3000 كتاب وقصة العام الماضي وفي شهر التوعية ولجذب المجتمع للتعرف على التوحد بطرق مختلفة فستقوم جمعية التوحد الكويتية بتقديم مسابقة «شريفة الصبيح لحفظ القرآن للمصابين بالتوحد» للعام العاشر على التوالي وتقديم الجوائز للفائزين في شهر أبريل لتعريف المجتمع بأن المصاب بالتوحد قادر على حفظ القرآن والتميز فيه ويدخل والديه الجنة برعايتهم له وحفظه لكتابه، مضيفة انه سيتم تقديم الملتقى الافتراضي الثاني للتوحد والمشاركة فيه مجانية للجميع، كما سيكون هناك تعاون تدريبي مع سلطنة عمان، وبدأنا مع مركز جدة للتوحد ليعود بتعاون جديد في إنجاز منهج Reach (واصل) وهو نتاج خبرة أكثر من 30 عاما بالتوحد، ونستمر بالعطاء والتعاون في خدمة المجتمع الكويتي والخليجي ونقدم نموذجا يمكن تكراره في الخدمات فليس هدفنا، ولا باستطاعتنا قبول جميع المصابين بالتوحد في الكويت أو من يتقدم لنا من خارجها، وإنما نساعد في تأسيس مراكز أخرى نموذجية يمكنها قبول الحالات المتزايدة بمختلف المستويات والأعمار.