ياسر العيلة
يعتبر نجاح أي مسلسل أحد المؤشرات المهمة التي تشجع القائمين عليه لاستثماره وتقديم جزء آخر منه، واستغلال ارتباط الجمهور به، كل هذه العناصر توافرت في العديد من الأعمال التي تعرض خلال رمضان الجاري على المستويين المحلي والعربي، ومنها «أمينة حاف 2» الذي حقق نجاحا جماهيريا كبيرا في الجزء الأول في رمضان الماضي، لذلك قررت محطة mbc والمجموعة الفنية للمنتج باسم عبدالامير استثمار هذا النجاح وتقديم جزء ثان هذا العام.
شخصيا، لست من المؤيدين لدراما الاجزاء إلا اذا كانت تتناول أعمالا تاريخية أو حقبا زمنية معينة أحداثها كثيرة، وبخلاف ذلك فتقديم جزء ثان يستند الى الخطوط العريضة لنجاح الجزء الاول يؤدي حتما إلى المط والتطويل.
أثار الجزء الثاني من «أمينة حاف» استغراب المشاهدين في حلقاته نتيجة التغيرات التي حدثت سواء بخروج فنانين أو دخول آخرين إضافة إلى التغيرات في الأسماء والأحداث، فلم يستمر من الجزء الاول سوى عائلة أمينة (الهام الفضالة) وأمها طيبة (طيف)، وأختها حصة (صمود المؤمن) وحدث تعديل واحد بوجود ايمان فيصل في شخصية «عزيزة» التي كانت شخصية «منيرة» التي قدمتها الفنانة ليالي دهراب في الجزء الاول، وشهد الجزء الثاني كذلك وجود عائلة شهاب جوهر «سعد» الذي كان اسمه «فارس» في الجزء الاول، وزوجته شهد «سبيكة» التي كانت «رقية» في الجزء الاول، وانضمت لهما الفنانة المصرية بدرية طلبة في شخصية «بسبوسة».
كل هذه التغيرات في الأحداث وأسماء الشخصيات أصابتنا بحالة من التشتت وكأننا أمام مسلسل آخر، ولكن سرعان ما تعايش الجمهور مع الوقائع الجديدة وأحلام وكوابيس «أمينة» التي لا تنتهي بداية من حلمها بأنها قتلت زوجها حسن (خالد العجيرب)، مرورا بكابوس تعرضها لتعنيفه وضربه وصولا إلى طلبها الطلاق في الحلقة الثامنة من المسلسل.
وبالعودة الى شهاب جوهر الذي ظهر في الجزء الاول بشخصية «فارس» الزوج القوي الشخصية، نشاهده في الجزء الثاني في دور «سعد» الزوج الفقير الضعيف أمام زوجته «شهد سلمان»، والذي يفقد أولاده بسبب حريق اندلع في منزله. وجاء مشهد الحريق ضعيفا جدا وفقيرا، وكان يجب على الشركة المنتجة والمخرج تقديمه بصورة أفضل من الصورة التي ظهر عليها والتي سخر منها المشاهدون.
نعود الى «سعد» الذي تتعاطف معه «أمينة» وتقرر مساعدته وتوظيفه في شركتها ومنحه شقة يعيش فيها مع زوجتيه «سبيكة» و«بسبوسة».
وبالفعل صعد المنحنى الدرامي للعمل مع دخول أسرة «سعد» الى منزل «أمينة»، حيث تتوالى المواقف الطريفة رغم حالة الفوضى بعد قدومهم.
وكما ذكرنا فإن أحلام «أمينة» هي خطوط أحداث هذا العمل، فمن ضمن أحلامها التي تخشى أن تتحقق هي خيانة بدر (أحمد النجار) لزوجته عزيزة (إيمان فيصل)، مع صديقتها فوز (رندا حجاج) لتكشف لنا الحلقات أن «عزيزة» طلبت من «فوز» أن تتزوج من زوجها بدر، وأيضا عزيز (ناصر عباس) طلب الزواج من «فوز» لكنها ترفض طلبه.
أحداث الجزء الثاني كثيرة ومتشابكة وقسمت الجمهور، فهناك من يرى أن أحداث المسلسل شهدت مطا وتطويلا غير مبررين في بعض الاحيان، والبعض الآخر عقد مقارنات بين الجزأين الاول والثاني وبين أداء كل من ليالي دهراب وإيمان فيصل، وأنا أرى أن كل واحدة منهما قدمت دورها بشكل مميز ومختلف عن أداء الأخرى، والقسم الآخر من الجمهور مستمتع بالاحداث وأجواء الكوميديا التي يقدمها.
شكل نجاح الجزء الاول عبئا ثقيلا على كل نجوم العمل ومخرجه محمد عبدالعزيز الطوالة الذي حاول قدر المستطاع السيطرة على هذا العدد الكبير من الفنانين، ولكن يؤخذ عليه مشهد الحريق، والكلاسيكية في تصوير العديد من المشاهد، فضلا عن كثرة الصراخ في الحوارات.
أداء الممثلين
أدت الهام الفضالة دورها بنفس أداء الجزء الاول، وهي فنانة متمكنة من أدواتها، أما شهاب جوهر فاجتهد في تقديم شخصية «سعد» وقدمها بشكل مقنع في المواقف الكوميدية والتراجيدية كما حصل عندما فقد أبناءه في الحريق، ولكن كاريزما «فارس» في الجزء الاول لم نشاهدها في «سعد» الجزء الثاني!
طيف وشهد سلمان وفهد باسم وخالد العجيرب وصمود المؤمن، أداؤهم جيد وحافظوا على مستواهم مع تفوق فهد في تقديم شخصية «عبود» بالجزء الثاني لأن مساحة الدور أكبر.
أما إيمان فيصل وبدرية طلبة فهما ملح العمل، خفة دم وحضور مميز جدا، وتفوقت بدرية على نفسها في شخصية «بسبوسة»، ويبدو أن المؤلف منحها الحرية في الارتجال، فكانت بسمة العمل بالفعل، وإيمان فيصل قدمت شخصية «عزيزة» بشكل رائع، وأعتقد أن «عزيزة» من أفضل الادوار التي قدمتها إيمان حتى الآن، ولدي إحساس بأن إيمان مثلما أضحكتنا في حلقات العمل ستبكينا في نهايته، والله أعلم.
وبالنسبة لريم النجم فهذه بداية جيدة، خاصة أنها الاولى لها في عالم التمثيل، ورندا حجاج في شخصية «فوز» واضح أنها نضجت فنيا وفنانة يحسب لها ألف حساب في أي دور تقدمه مستقبلا، وبالنسبة للثلاثي الشاب ناصر عباس وطلال باسم وجود عزيز فكل منهم قدم دوره في الإطار الموضوع فيه، ومن إيجابيات المسلسل المقدمة الغنائية وهي آخر أعمال الشاعر الراحل الشيخ دعيج الخليفة، ومن ألحان ضاري المسيليم، وغناء المطربة البحرينية حنان رضا.
وأخيرا أتمنى ألا تنتهي أحداث الجزء الثاني من «أمينة حاف» بمفاجأة أن «أمينة» كانت تحلم أيضا.. فلو حدث ذلك فستكون سقطة في حق كل فريق العمل، وأن يكتفوا بهذين الجزأين، وبارك الله فيما رزق.
أقرأ أيضاً:-