الإحسان من أسس الخلق الذي ينبغي للمسلم والمسلمة ان يتصفا به ويبين النبي صلوات الله وسلامه عليه معنى الإحسان المطلوب فيقول عن الإحسان: «أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك» فالمحسن هو من أخذ من كل شيء أحسنه، وترك القبيح من القول والفعل، والبقاء في دائرة الإحسان منزلة عظيمة لا يجوزها الا من جاهد نفسه وهواه، وأقبل على الله منفذا أمره مجتنبا نهيه.. ومن راقب الله تعالى أحسن إلى الغير فكان من المحبين يقول الله تعالى: (وأحسنوا إن الله يجب المحسنين) وقد أوجب الله فعل الإحسان القلبي والعملي لأصناف مخصوصة لحاجتها الى الإحسان فقال تبارك وتعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم) النساء: 36. وانظر الى عظمة الاسلام في رعاية هذه الاصناف في منزلة واحدة هي منزلة الوالدين لا فرق بينهم وبين اليتامى والمساكين والعبيد والخدم، فهؤلاء لهم صفة الإنسانية المشتركة.
وفي الخادم يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه، فإن لم يجلسه معه فليناوله لقمة او لقمتين أو أكلة أو أكلتين، فإنه ولي علاجه ـ أي عمله ـ رواه الخباري.
وكثير منا يبتلى بظلم الخدم وكف الإحسان عنهم فلينظر كل منا في وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعيد كل منا موقفه واسلوب تعامله مع خادمه أو خادمته ليكون الإحسان اليهم طريقا من طرق الجنة. جعلنا الله وإياكم من أهل الإحسان إلى الوالدين واليتامى والمساكين والخدم لعلنا نفوز بمنزلة المحسنين المقربين إلى الله تبارك وتعالى وهذا هو الفوز العظيم.