عبدالحميد الخطيب
تنتمي أغلب المسلسلات الرمضانية المعروضة الى الدراما الاجتماعية، بعض منها يقدم جديدا يذكر، والآخر يقع في فخ التكرار، ويسير وفق أحداث متوقعة النهاية بوضوح.
ومن هذه المسلسلات «حبي الباهر» وهو من كتابة علياء الكاظمي واخراج خالد جمال.
يأتي العمل بخطوط مكررة، تتمحور حول العلاقات الأسرية وأسس التعايش والاختلاف بين الطبقات الاجتماعية، ولكن بغياب اي جديد في طريقة المعالجة، وبغياب لعناصر التشويق الكافية.
تدور أحداث «حبي الباهر» حول أربع عائلات لكل منها ظروف اجتماعية مختلفة عن الأخرى، فأسرة محمد الباهر (إبراهيم الحربي) تعيش في رغد الحياة، والزوجة ماجدة (باسمة حمادة) تحب الناس وصاحبة يد ممدودة بالعطاء، وابنهما أسامة (ناصر الدوسري) تحيط به المشاكل ويلقى حتفه على يد احدى العصابات.
في المقابل نجد عائلة سعد (جاسم النبهان) وزوجته بدرية (زهرة الخرجي) وابنهما عبدالعزيز (حسين عطاالله) وابنتيهما صفية (فوز الشطي) وابتهال (ايمان الحسيني) والذين يعيشون في ظل عائلة «الباهر»، كما نجد اسرة منصور (ناصر كرماني) وزوجته ابتسام (في الشرقاوي) وابنهما مشاري (بدر عطوان)، وابن «ابتسام» من زوجها الاول يوسف (حمد اشكناني) والذي لا يستطيع التفاهم مع زوج والدته ويتشاحن معه باستمرار، ثم عائلة خالد (محمد الدوسري) ووالدته سميرة (غرور) التي تعمل «خياطة».
قصة حب
على مدى الحلقات الأولى نتعرف على هذه العائلات وتداخلاتها، ثم تذهب بنا الأحداث الى قصة حب «خالد» و«صفية» اللذين يتفقان على الزواج، لكن كلما تحدد موعد زفافهما تحدث «مصيبة» تؤجله، حتى يدخل «محمد الباهر» على الخط ويبدي رغبته في الارتباط بـ «صفية» بعد وفاة ولده «اسامة» لكي ينجب ابنا آخر يحمل اسمه ويرثه، خصوصا ان زوجته «ماجدة» كبرت بالعمر، فيوافق «سعد» والد «صفية» الطماع المحب للمال على طلب «الباهر»، ويفرق بين ابنته وخطيبها «خالد»، في الوقت الذي يحاول «خالد» و«صفية» ان يواجها «سعد» لكي يكللا قصة حبهما بالاقتران.
وفي خط مواز تدور قصة حب بين «يوسف» و«ابتهال» وهما يخططان أيضا للارتباط، ويصطدمان برفض والدة «يوسف» بسبب الفوارق الطبقية بينهما.
أبرز خطوط التشويق في الحلقات الاولى صراع «أسامة» الغامض مع العصابة، لكن تم إنهاؤه سريعا بموته، ليبنى عليه الصراع بين «محمد الباهر» و«خالد» للفوز بـ «صفية».
زاوية جديدة
استهلاك القضايا المرتبطة بالطبقية والأمور العاطفية يضيق المساحات أمام النص في إيجاد زاوية معالجة جديدة يمكن ان تخرج عن المألوف، ومع ذلك تحاول الكاتبة علياء الكاظمي - وهي المعروفة بقلمها الجريء- ان تغلف الصراع الطبقي بين شرائح المجتمع بالصبغة العاطفية التي تنكسر أمامها جميع العوائق، حتى لو لم تكن النتائج مرضية في بعض الأحيان، لكن محاولتها تظل غير كافية.
أداء الممثلين
تمثيليا، يقدم ابراهيم الحربي دور «محمد الباهر» بسهولة ويسر، خصوصا انه يحترف شخصية الرجل الثري صاحب الشركات التي سبق أن أداها من قبل في أعمال عديدة، وباسمة حمادة تظهر غير متحمسة وغير مؤثرة في الاحداث بشخصية «ماجدة» الطيبة المحبة لكل من حولها، ولعل الأبرز من بين شخصيات المسلسل هو «سعد» الذي يجسده الفنان جاسم النبهان بثبات، وينطبق ذلك على زهرة الخرجي بشخصية «بدرية» التي تسيطر على زوجها وتقرر مصير أسرتها، فهي تجسد الشخصية بجهد واضح، بالاضافة الى فوز الشطي التي تجسد دور «صفية» وتقلباتها النفسية نتيجة ما تتعرض له من ضغوط بأداء رائع ينم عن موهبة كبيرة في تقمص الأدوار. رغم أنه لا يمكن الحكم بالكامل على المسلسل عبر ثلثه الأول، نتمنى أن يعود «حبي الباهر» ويبهرنا بإيقاع مغاير فيما تبقى من حلقات.
أقرأ أيضاً:-