ليلة القدر.. ليلة مباركة أنزل الله فيها القرآن، وحثنا الرسول صلى الله عليه وسلم على التماس أنوارها في العشر الأواخر من رمضان، فكيف نستفيد منها؟ وماذا نتمنى فيها؟
حول ليلة القدر وأمنيات البشر الذين يدعون بها في هذا اليوم، نتعرف على ما قاله علماء الشرع.
يقول د.خالد المذكور: اعتاد كثير من الناس على ربط أمانيهم شخصية كانت أو عامة بليلة القدر باعتبارها ليلة رفع الله قدرها وجعل العبادة فيها خيرا من ألف شهر، وهذا الاعتياد إن وصل حد الاعتقاد فهو باطل، لأن تأجيل مبتغى الإنسان من ربه الى مناسبة معينة مثل ليلة القدر او موسم حج او عمرة لا يجوز، بل المطلوب شرعا ان يدعو المسلم ربه في كل حين ويرجوه في كل زمان ومكان لأنه سبحانه لا يغفل عن عباده في الليل ولا في النهار، وقال سبحانه: (ادعوني أستجب لكم)، وقال سبحانه: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان) فالمسلم يدعو ربه في أي وقت ويلح في الدعاء بشرط الإخلاص في الدعاء وطاعة الله في السر والعلن والاجتهاد في العبادة لقوله تعالى: (فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) ولا شك ان المسلم يتحرى في دعائه ورجائه لربه الأزمنة الفاضلة كرمضان والليالي العشر فيه وتحري ليلة القدر في الوتر من هذه الليالي ليزيد من قربه من ربه وكذلك في سجوده ولندع ربنا ونرجوه في كل وقت وحين أن يرحم هذه الأمة ويزيل الغمة ويرفع الكرب وأن يشفي مرضانا ويرحم موتانا وأن يهيئ لنا أمر رشد وهدى وأن يثبتنا على الإيمان واتباع شريعته وأن يزيل عنا الغمة ويرحم الأمة وأن يرزقنا من فضله وعطاياه إنه على كل شيء قدير.
من جهته، قال د.سعد العنزي: ليلة القدر ليلة مهمة عند المسلمين كافة، حيث انها تقع في شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن على سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم هذه الليلة خير من ألف شهر تنزل الملائكة بالرحمات حتى طلوع الفجر، فمن السنة تحريها لما لها من الفضل والتكريم، فنسأل الله تعالى ان يمنّ على أمة الإسلام بجلاء البلاء والأمراض والأوبئة والفتن عاجلا غير آجل وأن يحفظ لنا أوطاننا وأمتنا وينصر الإسلام والمسلمين ويصرف عن أبناء المسلمين كيد الشياطين، ونشكر الله ونحمده على انجلاء وباء كورونا ونعتبر ونتعظ من آيات الله عز وجل.
وقال د.جلوي الجميعة: في هذه الليلة العظيمة التي أنزل فيها القرآن والتي يبارك الله فيها كل عمل أضعافا مضاعفة ينظر المسلم الى وضع الأمة الإسلامية ويتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم «تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها» وعندما سُئل النبي صلى الله عليه وسلم: أمن قلة نحن يا رسول الله؟ قال: «لا»، أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، إنه ينحدر ولا يرتفع ولا يعلم الى اين هو ذاهب ويطفو على سطحه كل رديء وليس له أي هدف، فلابد للأمة من إرشاد وتوجيه وأهداف تحققها لعلوها ونصرها.
وقال الشيخ سعد الشمري: أسأل الله تعالى ان يمن علينا بالعفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدنيا والآخرة، وأتمنى ان يرد من ضل من إخواننا الى الهدى، وأن يبعد عنا الله تعالى الوباء والبلاء وأن نعود كما كنا وأحسن، والله هو المرجو والمأمول سبحانه.
يحفظنا من الأوبئة
ويدعو الباحث الشرعي حمد المري سبحانه بقوله: أسأل الله تعالى في ليلة القدر بمنه وكرمه ان يعيننا على طاعته وشكر نعمته وأن يجعلني وأبنائي مفاتيح للخير مغاليق للشر، وأن يعيننا على قضاء حاجة المحتاج وأسأله سبحانه ان يرد شباب المسلمين الى دينهم وسنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم ردا جميلا ويحفظهم من أفكار الفرق الضالة وأن يجعلهم أسوارا منيعة يحمون بلدانهم ويصدون عنها الفتن، كما أسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يرفع عنا الوباء والبلاء والأمراض وأن يحفظنا من شرور وفكر الأعداء وأن تعود وحدتنا الخليجية أقوى من قبل ويخرجنا من جميع الأوبئة ونحن في أتم صحة وعافية وأمن وأمان ورخاء، كما أسأله عز وجل أن يجعلني من المقبولين في الأرض وفي الملأ الأعلى وأن يحسن خاتمتي ويغفر لي زلاتي.