أثار استشهاد مراسلة قناة «الجزيرة» الإخبارية القطرية الصحافية الفلسطينية المخضرمة شيرين أبوعاقلة بعد اصابتها برصاص الاحتلال الاسرائيلي مباشرة في الوجه، موجة تنديد واستنكار عربية ودولية.
واعتبر رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم اغتيال قوات الاحتلال الإسرائيلي الإعلامية الفلسطينية شيرين أبوعاقلة «شاهدا جديدا على زيف كل ادعاءات الاحتلال».
وأضاف الغانم، في سلسلة تغريدات نشرها عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي تويتر، أن قتل الإعلامية الفلسطينية شيرين أبوعاقلة برصاص قوات الاحتلال «شاهد على ضعف وذلة الكيان الصهيوني وورطته عندما يخاف الكلمة الصادقة ويخشى الحقيقة الفاضحة».
وذكر أن «بنت القدس» هكذا كانت تسمي نفسها قتلت وهي تؤدي عملها الصحافي، متسائلا «هل أداء العمل يعتبر إرهابا؟ هل كانت تحمل السلاح؟».
وقال «عزاؤنا لأسرة البطلة شيرين أبوعاقلة ولزملائها الصحافيين وللشعب الفلسطيني.. عزاؤنا الوحيد أن ألف شيرين أخرى ستظهر حتما شاخصة بحقيقة الأرض بوجه الاحتلال الذليل».
كما دان البرلمان العربي «الجريمة البشعة» باغتيال الصحافية أبوعاقلة في مخيم جنين، وطالب في بيان له المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والقانونية بمحاسبة قوة الاحتلال وملاحقة مرتكبي هذا العمل «الجبان» الذي يمثل انتهاكا صارخا لقواعد القانون الدولي.
وأكد «ان هذه الجريمة الشنعاء تأتي ضمن سلسلة من الاعتداءات والانتهاكات التي تمارسها قوات الاحتلال الاسرائيلي»، مستنكرا هذه الجرائم الممنهجة التي تضاف إلى سجل الاحتلال الاسرائيلي الأسود في استهداف الصحافيين وقتل صوت الحق المدافع عن العدالة.
وشدد البرلمان في الوقت ذاته على ان هذه الجرائم لن تنال من عزيمة الصحافيين من أجل ايصال رسالتهم ولن توقف صوت الحق والحرية في نقل الجرائم التي تقوم بها قوات الاحتلال الاسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وكانت ذكرت قناة «الجزيرة» أن شيرين أبوعاقلة (51 عاما)، وهي فلسطينية تحمل الجنسية الأميركية، كانت ترتدي السترة الواقية التي يرتديها المراسلون الصحافيون ومكتوب عليها بوضوح كلمة «صحافة» الانجليزية والتي تميز عملها بوضوح أثناء تغطية اجتياح مدينة جنين.
ونعت «الجزيرة» في بيان مراسلتها وقالت «في جريمة قتل مفجعة تخرق القوانين والأعراف الدولية أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي وبدم بارد على اغتيال مراسلتنا شيرين أبوعاقلة».
وأضافت «نرفع عهدا بملاحقة الجناة قانونيا مهما حاولوا التستر على جريمتهم وتقديمهم للعدالة»، وطالبت «المجتمع الدولي بإدانة ومحاسبة قوات الاحتلال الإسرائيلي لتعمدها استهداف وقتل الزميلة شيرين أبوعاقلة».
وأصيب في الاعتداء أيضا منتج الجزيرة علي السمودي، وحملت الشبكة السلطات الإسرائيلية المسؤولية عن سلامته.
وقد اتهم الصحافي المصاب السمودي، وكان بجانب أبوعاقلة، القوات الإسرائيلية بأنها «فتحت النار فجأة» عليهم خلال العملية.
وأضاف لـ «رويترز» أثناء علاجه في مستشفى في جنين «أطلقوا النار علينا، ما طلبوش نطلع، ما طلبوش نوقف، أطلقوا النار علينا، طلقة أصابتني والطلقة الثانية أصابت شيرين، قتلوها بدم بارد».
وردا على زعم الاحتلال بأنها قتلت برصاص مسلحين فلسطينيين، قال السمودي «لم يكن هناك أي مقاتلين بالقرب منا. لم تكن هناك أي مقاومة، ولو كان هناك مقاومون لما كنا ذهبنا إلى هذه المنطقة».
وقد أظهرت التسجيلات المصورة للحظة الاغتيال عدم وجود اي مسلحين في المحيط، فيما بدا واضحا صوت رصاص القناصة الذي لم يأبه لمناشدات زملاء الصحافية الذين كانوا يصرخون باسمها ويطلبون سرعة وصول الاسعاف.
ونفذ صحافيو «الجزيرة» وصحافيون في عدة وسائل اعلام عربية وقفات تضامنية استنكارا للجريمة، فيما جال مشيعون حاملين جثمان أبوعاقلة الذي لف بالعلم الفلسطيني ووضعت فوقه سترتها الصحافية التي خذلتها ولم تقها رصاص الاحتلال، في شوارع مدينة جنين قبل نقلها إلى مركز الطب العدلي في مستشفى جامعة النجاح الجامعي في نابلس.
ومن المتوقع تشييع جثمانها اليوم في جنازة رسمية من مقر الرئاسة الفلسطينية (المقاطعة) في مدينة رام الله قبل نقله إلى القدس.
وقد اعتبرت وزارة الخارجية الأميركية أن مقتل شيرين أبوعاقلة التي تحمل الجنسية الأميركية «إهانة لحرية الإعلام في كل مكان». ودعت إلى إجراء تحقيق فوري وشامل و«محاسبة المسؤولين عن مقتل الصحافية شيرين أبوعاقلة».
وكتب السفير الأميركي لدى إسرائيل توم نايدز على تويتر «نشعر ببالغ الأسف لسماع نبأ وفاة الصحافية الفلسطينية ـ الأميركية شيرين أبوعاقلة».
وأضاف «أحث على إجراء تحقيق شامل بشأن ملابسات وفاتها وإصابة صحافي آخر على الأقل اليوم في جنين».
ونددت الرئاسة الفلسطينية بـ «جريمة إعدام قوات الاحتلال الإسرائيلي للصحافية شيرين أبوعاقلة»، وحملت في بيان الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن هذه «الجريمة البشعة»، مؤكدة أنها جزء «من سياسة الاحتلال باستهداف الصحافيين لطمس الحقيقة وارتكاب الجرائم بصمت».
ونفى حسين الشيخ عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ووزير الشؤون المدنية الفلسطيني على تويتر «ما أعلنه رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت عن توجههم للسلطة الفلسطينية بإجراء تحقيق في اغتيالها، ونؤكد أن السلطة الفلسطينية ستحول هذا الملف إلى محكمة الجنايات الدولية». وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان «تعتبر وزارة الخارجية والمغتربين أن دعوات المسؤولين الإسرائيليين بشأن إجراء تحقيق في إعدام الشهيدة أبوعاقلة يثير السخرية وامتدادا لارتكابهم الجريمة بأشكال مختلفة، كجزء لا يتجزأ من حملة سياسية إعلامية إسرائيلية تضليلية لطمس الحقيقة بروايات مضللة وكاذبة بحثا عن أبواب للهروب من تحمل المسؤولية».
ونددت لؤلؤة الخاطر مساعدة وزير الخارجية القطري بمقتل مراسلة الجزيرة على يد «الاحتلال الإسرائيلي»، ودعت في تغريدة على تويتر إلى إنهاء «الإرهاب الإسرائيلي الذي ترعاه الدولة».
وذكرت الخارجية المصرية في بيان «أن تلك الجريمة بحق الصحافية الفلسطينية خلال تأدية عملها تعد انتهاكا صارخا لقواعد ومبادئ القانون الدولي الإنساني وتعديا سافرا على حرية الصحافة والإعلام والحق في التعبير»، وطالب البيان «بالبدء الفوري في إجراء تحقيق شامل يفضي إلى تحقيق العدالة الناجزة».
من جهتها، وصفت حركة «حماس» مقتل أبوعاقلة بـ «جريمة جديدة ومركبة.. واغتيال متعمد».
وأدان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط «بأشد العبارات» الاغتيال، وقالت الجامعة العربية في بيان ان أبوالغيط «أدان، بأشد العبارات، مقتل الصحافية الشهيدة شيرين أبوعاقلة مراسلة قناة «الجزيرة» برصاص إسرائيلي»، واصفا ما حدث بأنه «جريمة بشعة في حق الصحافة وحرية الإعلام لا ينبغي السماح بمرورها مر الكرام وبما يستوجب تحقيقا شاملا»، ولفت إلى أن «الجريمة ليست بمستغربة على الاحتلال الذي درج على ألا يعبأ بأي معايير لاحترام حقوق الإنسان، ويسعى إلى إسكات الصوت الفلسطيني».
وفي واقعة منفصلة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد فلسطيني آخر برصاص القوات الإسرائيلية خلال اشتباكات قرب بلدة رام الله في الضفة الغربية.
وندد البيت الأبيض بقوة بمقتل أبوعاقلة، وهي فلسطينية تحمل الجنسية الأميركية. وقالت كارين جان-بيير نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض للصحافيين المرافقين للرئيس جو بايدن على متن طائرة الرئاسة «إير فورس وان» في طريقه إلى ولاية إيلينوي «ندعو إلى إجراء تحقيق مستفيض في وفاتها».