أحيا الفلسطينيون امس الذكرى الرابعة والسبعين «للنكبة» التي تتزامن مع توترات وتصعيد مع الاحتلال تفاقم بعد مهاجمة الشرطة الإسرائيلية مشاركين في جنازة الصحافية شيرين أبو عاقلة التي قتلت خلال تغطيتها عملية للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة.
وتجمع آلاف الفلسطينيين وسط مدينة رام الله في الضفة الغربية وهم يحملون الأعلام الفلسطينية، وقاموا بوقفة صمت لمدة 74 ثانية.
ورفع المشاركون الرايات السوداء وأخرى رسم عليها «مفتاح العودة» الذي يرمز إلى مفاتيح البيوت التي حملها أصحابها لدى مغادرتها في العام 1948، فيما أطلقت صفارات الإنذار في أنحاء المدينة.
ويحيي الفلسطينيون في 15 مايو من كل عام ذكرى النكبة عام 1948 عندما هجر مئات آلاف الفلسطينيين من ديارهم خلال الحرب التي سبقت إعلان قيام إسرائيل.
وفي ذكرى النكبة، قال الجهاز المركزي للإحصاء في فلسطين، إن عدد الشهداء الفلسطينيين والعرب منذ نكبة عام 1948 حتى امس (داخل وخارج فلسطين) بلغ نحو مائة ألف شهيد، فيما بلغ عدد الشهداء منذ بداية «انتفاضة الأقصى» 11 ألفا و358 شهيدا، خلال الفترة 29 سبتمبر 2000 حتى 30 أبريل 2022.
وأضاف الجهاز في بيان أن عام 2014 كان أكثر الأعوام دموية، حيث سقط 2240 شهيدا، منهم 2181 استشهدوا في قطاع غزة غالبيتهم استشهدوا خلال العدوان على قطاع غزة.
أما خلال عام 2021 فقد بلغ عدد الشهداء في فلسطين 341 شهيدا، منهم 87 شهيدا من الأطفال، و48 سيدة، فيما بلغ عدد الجرحى 12500 جريح.
من جهته، قال نادي الأسير الفلسطيني إن «أكثر من مليون فلسطيني تعرضوا للاعتقال منذ الاحتلال»، وأكد النادي وجود نحو 4700 فلسطيني حاليا في السجون الإسرائيلية.
بدورها، أكدت حركة حماس في بيان خاص بذكرى النكبة على «الثوابت والمقدسات»، ومن بينها «المقاومة الشاملة»، و«ضرورة تشكيل جبهة وطنية وتحرير الأسرى»، مضيفة «جرائم الاحتلال الصهيوني.. لن تسقط بالتقادم».
وتزامن إحياء ذكرى «النكبة» مع إعلان وفاة الناشط الفلسطيني داوود الزبيدي (43 عاما) وهو أسير محرر متأثرا بجروح في بطنه أصيب بها الجمعة الماضية خلال عملية عسكرية إسرائيلية في مخيم جنين لاعتقال «إرهابيين مشتبه بهم»، وفق جيش الاحتلال. وكان جندي إسرائيلي من الوحدات الخاصة قتل خلال هذه العملية في مواجهات مع الفلسطينيين.
وفي السياق، صادقت المحكمة العليا الإسرائيلية على مشروع إنشاء قطار هوائي (تلفريك) يربط بين غرب وشرق مدينة القدس المحتلة، مما ينذر بمزيد من التوتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في بيان مصادقة المحكمة على المشروع، مطالبة الإدارة الأميركية بالعمل على وقفه فورا.
واعتبر البيان أن المشروع جزء من خطة تهويد القدس وبلدتها القديمة وتشويه هويتها الحضارية الفلسطينية الإسلامية -المسيحية في محاولة لتغيير واقعها التاريخي والقانوني والديمغرافي القائم.