أكد الخبير الفلكي عادل المرزوق أن البلاد تتعرض لارتفاع في درجة الحرارة تراوحت أمس، وخصوصا في المناطق الصحراوية المكشوفة، بين 43 و44 درجة مئوية مع رياح شمالية خفيفة السرعة وقد تنشط بهبات أحيانا وتتجاوز سرعتها 30 كم/ س.
وأضاف المرزوق: من المتوقع اليوم ارتفاع ملحوظ في درجة حرارة الجو خصوصا خلال فترات الظهيرة من بعد الساعة 11 صباحا، متوقعا ارتفاعها في ساعات الظهر وبعد الظهر وتتجاوز 45 درجة مئوية، الأمر الذي يسخن معه سطح الأرض فيؤدي إلى تكون منخفض جوي عميق تكون قوته بين 998 و1001 مليبار ويتمركز فوق الساحل الشرقي لشبه الجزيرة وعلى نطاقين على طول ساحل الخليج العربي، النطاق الأول في أقصى شمال الخليج العربي وتحديدا الكويت، والنطاق الثاني في أقصى الجنوب وتحديدا الإمارات العربية المتحدة وشمال سلطنة عمان، مشيرا الى ان المنخفض الجوي العميق سيؤدي إلى هبوب رياح شمالية على شمالية غربية نشطة تتجاوز سرعتها 45 كم/ س تؤدي إلى إثارة الأتربة والغبار بعد فترة «الضحى العود» من نهار اليوم، وهذا الجو المغبر سيخفض مجال الرؤية فتكون بين 750 و1750 مترا.
وتابع: بالنسبة لحالة البحر فقد دخل يوم السبت 21 الجاري في تيارات الفساد والتي تكون مناسبة للصيد وستستمر إلى يوم الجمعة المقبل حيث تدخل فترة تيارات الحمل ولكن مع الأسف الشديد ننصح بعدم دخول البحر في هذه الفترة لأن الموج سيكون عاليا ومن المتوقع أن يصل ارتفاعه إلى أكثر 180 سم، ولذلك لا ننصح بالدخول في هذه الأيام لأن فترة السرايات لم تنته بعد والبحر حاليا عالي الموج، والله هو الحافظ الأمين.
مايو من أعلى أشهر السنة تسجيلاً لحالات العواصف الترابية بدلاً من يونيو
قالت إدارة الأرصاد الجوية إن شهر مايو أصبح من بين أعلى أشهر السنة تسجيلا لحالات «العواصف الترابية» بواقع 30 يوما خلال 25 عاما، وفي المرتبة الثالثة بعدد حالات «الغبار العالق» حيث بلغ 167 يوما خلال الفترة ذاتها.
وأوضح مراقب المناخ في الإدارة د.حسن الدشتي ان شهر يونيو كان المتصدر خلال فترة نصف القرن الماضي، ما يعني وجود تغير في نمط وسلوك الظواهر المناخية خلال السنوات الأخيرة ليتصدر مايو الحالات الغبارية بدلا من يونيو وهو الأشد حرارة.
وأضاف د.الدشتي أنه بسبب المناخ الصحراوي للكويت فإن العواصف الترابية تكثر مع نهاية فصل الربيع وخلال فصل الصيف.
وذكر أن الكويت شهدت ابتداء من ظهيرة 16 الجاري دخول عاصفة ترابية من غرب وشمال غرب البلاد مصحوبة برياح شديدة بلغت سرعتها أكثر من 35 كيلومترا في الساعة وهبات بلغت أكثر من 50 كيلومترا في الساعة أدت إلى تدني الرؤية الأفقية لأقل من 300 متر، مسببة توقف حركة الملاحة الجوية والبحرية وعرقلة حركة المرور وتأثر مرضى الحساسية والربو.
وبين أن العاصفة بدأت في مصدرها منطقة دير الزور شرق سورية وتعتبر الأعنف خلال السنوات الأخيرة، وأخذت بالتحرك والتمدد شرقا باتجاه العراق وشمال السعودية دخولا إلى غرب وشمال غرب الكويت.
وأشار إلى أن السبب العلمي لهذه العاصفة يرجع إلى تلاقي كتلتين هوائيتين الأولى قطبية باردة انحدرت من الشمال باتجاه المنطقة الوسطى من شرق تركيا نزولا إلى شمال شرق سوريا والأخرى حارة من الجنوب الشرقي بسبب منخفض البحر الأحمر.
وأفاد بأن ذلك أدى إلى وجود اختلاف كبير في فروق درجات الحرارة وانحدار كبير في تدرج خطوط الضغط الجوي ونشوء رياح شمالية غربية شديدة وعاصفة وصلت سرعة هباتها إلى 100 كيلومتر بالساعة في مناطق نشوئها عملت على حمل كميات كبيرة جدا من الأتربة التي خف وزنها بسبب فقدانها للرطوبة إثر درجات الحرارة العالية خصوصا أثناء سيرها على مناطق صحراوية جافة وحارة. وقال الدشتي إن هذه العاصفة الترابية نادرة الحدوث بسبب توفر الظروف الاستثنائية لتكونها إذ تزامن وقوع مركز منخفض البحر الأحمر لأخفض قيمة له على منطقة جنوب العراق وشمال الكويت والخليج العربي، ما أدى الى اندفاع الهواء بكل قوة من منطقة المرتفع الجوي من شرق أوروبا ومناطق شرق بادية الشام باتجاه الكويت، وهي من الحالات النادرة جدا بسبب التغير في نظم الضغط الجوية، والتي تعزى لأكثر من سبب منها الطبيعي ومنها التغير المناخي.
ولفت إلى أن ما ساعد على إثارة الأتربة قلة الأمطار في الكويت، إذ سجل موسم 2021 /2022 الأقل هطولا للأمطار من بين 19 موسما خلال ربع القرن الأخير، مسجلة 87.7 ملليمترا فقط في حين المعدل العام للموسم هو 113 ملليمترا.