تجري شركة موديرنا اختبارا للقاح محتمل للوقاية من جدري القرود في مرحلة الاختبارات قبل السريرية مع انتشار المرض في الولايات المتحدة وأوروبا، تزامنا مع إعلان منظمة الصحة العالمية أنه تم تسجيل 131 إصابة مؤكدة بجدري القرود و106 حالات أخرى مشتبه بها في 16 دولة، منذ الإبلاغ عن الحالة الأولى في السابع من مايو خارج البلدان التي عادة ما ينتشر فيها المرض.
أضافت المنظمة أنه على الرغم من أن تفشي المرض غير معتاد، فإنه يظل «قابلا للاحتواء»، وقالت إنها ستعقد اجتماعات أخرى لدعم الدول الأعضاء بمزيد من النصائح حول كيفية التعامل مع المرض.
وقالت سيلفي برياند، مديرة فريق التأهب للأخطار المعدية العالمية في المنظمة: «نشجعكم جميعا على زيادة مراقبة جدري القرود لمعرفة أماكن معدلات العدوى وفهم إلى أين يتجه المرض».
وأشارت الى أنه من غير الواضح ما إذا كانت الإصابات تمثل «قمة جبل الجليد» أو ما إذا كانت ذروة انتقال العدوى قد مرت بالفعل.
وكررت برياند، وجهة نظر منظمة الصحة العالمية بأنه من غير المحتمل أن يكون الفيروس قد تحور، لكنها قالت إن انتقاله قد يكون مدفوعا بتغيير في السلوك البشري، لاسيما مع عودة الناس للتواصل الاجتماعي بعد رفع قيود كوفيد-19 في جميع أنحاء العالم.
وتشمل أعراض المرض حمى وطفحا جلديا. ومعدل الوفيات بين المصابين بسلالة غرب أفريقيا من جدري القرود، التي تم تحديدها في التفشي الحالي، نحو 1%.
وبينما قالت إن تفشي المرض «ليس طبيعيا»، أكدت برياند أنه «قابل للاحتواء».
وتابعت أن هناك أيضا لقاحات وعلاجات متاحة لجدري القرود، داعية إلى اتخاذ إجراءات احتواء مناسبة وإجراء مزيد من البحوث والتعاون العالمي. وأردفت: «دعونا لا نصنع جبلا من تل صغير».
بدورها، أكدت رئيسة أمانة الجدري ببرنامج الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية د.روزاموند لويس أن المنظمة تعمل حاليا على البحث في أسباب التفشي الحالي لمرض جدري القرود وامتداده، مشيرة إلى أن انتقال العدوى قد يكون أكثر بين أعضاء العائلة الواحدة أو بين من لديهم احتكاك قريب للغاية وجها لوجه من الشخص المصاب أو من خلال التلامس الجلدي.
وأضافت أن المنظمة ليس لديها معلومات حاليا عما إذا كانت العدوى تنتقل عن طريق سوائل الجسم، مبينة أن المرض ينتشر حتى الآن بين مجموعات محدودة، وبما يبقي الأشخاص الآخرين في خطر إصابة منخفض للغاية.
ومن أجل الحد من الحالات الأولى من جدري القرود في ألمانيا، أوصى وزير الصحة الألماني كارل لاوترباخ بعزل المصابين لمدة 21 يوما على الأقل، وذلك على هامش مشاركته في يوم الأطباء الألمان بمدينة بريمن أمس.
وأعلن الوزير أنه تم طلب ما يصل إلى «40 ألف جرعة» من لقاح الجدري «إمفانيكس» والذي صرحت الولايات المتحدة باستخدامه ضد جدري القرود، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بالإعداد لتطعيم الأفراد الذين خالطوا أشخاصا مصابين.
وأوضح الوزير أنه يمكن استخدام اللقاح لمنع العدوى - ولكن أيضا لمنع أو على الأقل تأخير ظهور الأعراض لدى المصابين بالفعل. وقال الوزير: «أتوقع أن نحصل هنا على احتياطي من اللقاح قريبا».
وتمت الموافقة على «إمفانيكس» للجدري في الاتحاد الأوروبي منذ عام 2013، والدواء غير معتمد للوقاية من جدري القرود في الاتحاد الأوروبي. وأشارت منظمة الصحة العالمية مؤخرا إلى أن هذا اللقاح غير متوافر عالميا على نطاق واسع.
وذكرت السلطات الصحية البريطانية أنه تم إعطاء أكثر من 1000 جرعة من لقاح «إمفانيكس» إلى أشخاص مخالطين بمصابين بجدري القرود منذ الظهور الأول للمرض في البلاد.
وفي السياق، تستعد الولايات المتحدة لتطعيم الأشخاص الذين كانوا على اتصال وثيق بمصابين بالمرض، مع توقع زيادة أعداد الإصابات فيما سجلت لديها حتى الآن 5 حالات محتملة أو مؤكدة.
وقالت جينيفر مكويستون، المديرة في مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، خلال مؤتمر صحافي أمس الأول: «نريد زيادة توزيع اللقاحات إلى أقصى حد على أولئك الذين نعلم أنهم سيستفيدون منها.
أعني أولئك الذين كانوا على اتصال بمريض معروف لديه جدري القردة، مثل مقدمي الرعاية والمخالطين المقربين، وخاصة أولئك المعرضين لخطر الإصابة بحالة خطيرة من المرض».