نظم مستوطنون متطرفون امس مسيرة استفزازية في طريق باب الواد بالبلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة، وجددوا اقتحامهم لمنطقة باب الأسباط بالمدينة، وذلك عشية «مسيرة الأعلام» الاستفزازية التي يعتزم المستوطنون تنظيمها اليوم في مدينة المدينة المقدسة في ذكرى احتلالها.
وأدى المستوطنون صلوات تلمودية، وأطلقوا هتافات عنصرية، في محاولة لاستفزاز المقدسيين بحماية عناصر من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
على صعيد متصل، اقتحمت شرطة الاحتلال بلدة جبل المكبر جنوب شرق القدس وانتشر جنود الاحتلال في شوارع البلدة، واشتبكوا مع الشبان الفلسطينيين الذين رفعوا علم بلادهم استجابة لدعوات رفعه في كل الميادين ردا على «مسيرة الأعلام».
بالتوازي، نظمت مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني الفلسطيني وقفة احتجاجية امام مقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم الثقافة (اليونسكو) في غزة تنديدا بسماح حكومة الاحتلال لليهود المطرفين والمستوطنين بتنظيم «مسيرة الأعلام» في البلدة القديمة من القدس.
وقالت شبكة المنظمات الاهلية الفلسطينية، في بيان صحافي مشترك، إن المشاركين في الوقفة رفعوا الاعلام الفلسطينية وحملوا لافتات وشعارات تؤكد رفض مخططات التهويد والتقسيم الزماني والمكاني للمدينة المقدسة وضرورة التدخل الدولي لحمايتها.
ووصف البيان مسيرة المستوطنين بأنها «مؤامرة من اليمين المتطرف تهدف الى تغيير معالم المسجد الأقصى وانتزاع طابع الإسلامي والعربي والفلسطيني الى جانب تنفيذ التقسيم الزماني والمكاني».
واكد ضرورة حشد كل الطاقات واستخدام الوسائل الشعبية والإعلامية والقانونية تجاه ممارسات الاحتلال الإسرائيلي التي تهدف الى تصفية القضية الوطنية وحرمان الشعب الفلسطيني من حقه تقرير المصير واستبداله بمشروع السلام الاقتصادي.
وطالب منظمات حقوق الانسان والهيئات التابعة للأمم المتحدة بإدانة ممارسات الاحتلال الإسرائيلية ومنع مسيرة الاعلام «التي تشكل تعديا صارخا على القانون الدولي ومنظومة حقوق الانسان».
ودعا الى رفع العلم الفلسطيني فوق مقرات المنظمات الاهلية ومؤسسات الفلسطينية في كل فعالياتها وندواتها ومؤتمراتها.
وحذر الفلسطينيون الاحتلال من مغبة تصعيد التوتر من خلال السماح للمستوطنين والجماعات اليهودية المتطرفة بتنظيم «مسيرة الأعلام» عبر البلدة القديمة في القدس.
وقال وزير شؤون القدس الفلسطيني فادي الهدمي في بيان صحافي امس «إن إقدام حكومة الاحتلال على السماح بهذه المسيرة رغم التحذيرات الفلسطينية، والقلق الدولي، يؤشر على رغبة إسرائيلية بالتصعيد في مدينة تعاني أصلا من ويلات الاحتلال».
وأضاف «تتحمل حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذه المسيرة الاستفزازية وعلى المجتمع الدولي أن يتعامل معها على هذا النحو»، لافتا إلى أن المسيرة استفزازية وعنصرية بكل تفاصيلها ومفاصلها، فهي تقتحم مدينة القدس الشرقية المحتلة وتتضمن كعادتها شعارات عنصرية معادية للعرب بشكل عام، فضلا عن أنه عادة ما يتخللها اعتداءات على المقدسيين.
وشدد على أن إعلان حكومة الاحتلال مساندة المسيرة وقرار أعضاء كنيست متطرفين المشاركة فيها، هو تعبير عن بلطجة وعدوان على سكان القدس.
من جهته، دعا مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند الفلسطينيين والإسرائيليين إلى اتخاذ قرارات حكيمة لتجنب موجة توتر جديدة بين الجانبين.
يذكر أن «مسيرة الأعلام» التي اقيمت العام الماضي كانت سببا في اندلاع توتر عسكري بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة، استمر لمدة 11 يوما وأدى لمقتل 260 فلسطينيا و13 إسرائيليا ووصف بأنه الأعنف منذ عام 2014.