- الله تعالى يبغض الجهل وأهله لأن العلم حياة ونور والجهل موت وظلام
- لا قيمة للدنيا إلا من ذاكر لله وطلب العلم يعادل الجهاد في سبيل الله
ليلى الشافعي
أكد الشيخ د.خالد الخراز ان هناك ركنين لسعادة الانسان، هما العلم والارادة، وان كمال الارادة تابع لكمال مرادهما، وشرف العلم تابع لشرف المعلوم، فلذا لا يصل الإنسان الى كمال العلم والارادة الا ان يكون مراده الوفاء بعهد الله، وهو أعلى غاية، ولا يكون ذلك الا بالعلم الموصول إليه. وتناول د.الخراز، في حواره مع «الأنباء»، فضل العلم وأهله، مستشهدا بما ذكره ابن القيم، رحمه الله، مشيرا إلى أن الله سبحانه قد ذم أهل الجهل وقبحهم، موضحا أن العلم نور والجهل ظلام، مؤكدا أن طلب العلم يعادل الجهاد، وتطرق إلى الكثير مما يهم كل مسلم، وإلى نص الحوار:
كيف يكون العلم والارادة ركني سعادة؟
٭ لا يمكن الوصول الى عهد الله عز وجل الا من خلال العلم والارادة، وهما ركنا السعادة، لأنهما يوصلان الى المطلوب، وان المرء يؤتى من خلال فقده أحد الأمرين، أو كليهما، وأن كمال الإرادة تابع لكمال مرادهما، وشرف العلم تابع لشرف المعلوم، فلذا لا يصل الإنسان إلى كمال العلم والإرادة إلا بأن يكون مراده الوفاء بعهد الله، وهو أعلى غاية، ولا يكون ذلك إلا بالعلم الموصول إليه، ولا سبيل لإسعاد الإنسان إلا من خلال العلم والإرادة.
لماذا استشهد الله تعالى بأولي العلم على وحدانيته وأمر بسؤال أهل الذكر؟
٭ يدل على فضلهم باقتران شهادتهم بشهادته، سبحانه، ثم بشهادة الملائكة، مما يدل على فضل العلم، وأن هذه الشهادة تدل أيضا على تزكية أهل العلم وتعديلهم، لأن الله سبحانه وتعالى لا يستشهد إلا بالعدول، وأن الله استشهد بنفسه وهو خير شاهد وبخيار خلقه وهم الملائكة وأولو العلم، وأن أولي العلم قد أدوا الشهادة بوحدانيته وهم بذلك قد أدوا ما عليهم.
قال الله تعالى (شهد الله أن لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم».
ما الذي يدل على قُبح الجهل وأهله عند الله؟
٭ لقد ذم الله سبحانه أهل الجهل في مواضع كثيرة في كتابه فقال (ولكن أكثرهم يجهلون)، وقال: (ولكن أكثرهم لا يعلمون)، وقال تعالى: (أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم كالأنعام بل هم أضل سبيلا)، وقال: (إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون)، وقال تعالى لنبيه (فلا تكونن من الجاهلين)، وقال كليمه موسى عليه السلام: (أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين)، وقال لأول رسله نوح عليه السلام: (إني أعظك أن تكون من الجاهلين) فهذا حال الجاهلين عند الله تعالى.
هل كل من تبرأ من الجاهل جاهل؟
٭ الله تعالى يُقبح الجهل ويبغض الجهل وأهله وهو كذلك عند الناس، فإن كل أحد يتبرأ من الجهل وإن كان فيه.
ما حال الإنسان دون إيمان؟ وهل القرآن ينفع صاحبه من دون إيمان؟
٭ من أوتي قرآنا بلا إيمان فهو منافق، فالقرآن والإيمان نور يجعله الله في قلب من يشاء من عباده، وإنهما أصل كل خير في الدنيا والآخرة.
وما علاقة الإيمان بالعلم؟
٭ العلم حياة ونور، والجهل موت وظلام، ولا حياة إلا بالنور، والخير حياة ونور والشر ظلام وموت، وكل ما يشتق من الحياة فهو خير كالحياء فهو حياة للقلب وما ضده إلا الوقاحة والفحش اللذين هما موت للقلب.
وما أصناف الناس من الإيمان؟
٭ الناس أربعة هم: أهل الإيمان والقرآن وهم خيار الناس، والثاني: أهل الإيمان الذين لا يقرؤون القرآن وهم دون من سبق، والصنف الثالث، من أوتي قرآنا بلا إيمان فهو منافق، ومنهم من لم يؤت قرآنا ولا إيمانا، وأن الإيمان والقرآن هما نور يجعله الله في قلب من يشاء من عباده.
ما الذي يدل على شرف العلم؟
٭ في اخبار الله تعالى عن صفيه وكليمه الذي كتب له التوارة وكلمه منه إليه، انه رحل الى رجل عالم يتعلم منه ويزداد علما الى علمه فقال: (وإذا قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا) قال ابن القيم، رحمه الله: «حرصا منه على لقاء هذا العالم وعلى التعلم منه، فلما لقيه سلك معه مسلك المتعلم مع معلمه وقال له: (هل اتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا) فبدأه بعد السلام بالاستئذان على متابعته وأنه لا يتبعه إلا بإذنه قال: (على أن تعلمن مما عُلمت رشدا) فلم يجيء ممتنا ولا متعنتا، وإنما جاء متعلما مستزيدا علما إلى علمه، وهذا يدل على أن طلب العلم يعادل الجهاد وقد ارتحل أحد الأنبياء طلبا للعلم، كما ان المؤمنين يرتحلون طلبا للعلم، فالعلم سلعة الانبياء وقد منّ الله تعالى على انبيائه وأوليائه وعباده بما أتاهم من علم.
ما حال الجاهل مع العالم من حيث قوة الحجة؟
٭ يقول ابن القيم، رحمه الله: ان الله سبحانه سمى علم الحجة سلطانا لأنها توجب تسلط صاحبها واقتداره فله بها سلطان على الجاهلين، بل سلطان العلم أعظم من سلطان اليد، ولهذا ينقاد الناس للحجة ما لا ينقادون لليد، فإن الحجة تنقاد لها القلوب، واما اليد فإنما ينقاد لها البدن، فالحجة تأسر القلوب وتقودها وتذل المخالف وإن أظهر العناد والمكابرة فقلبه خاضع لها ذليل مقهور تحت سلطانها.. ومن لم يكن له اقتدار في علمه فهو إما لضعف حجته وسلطانه، وإما لقهر سلطان اليد والسيف له، وإلا فالحجة ناصرة نفسها ظاهرة على الباطل قاهرة له.. ولذا سميت الحجة سلطانا.
لماذا كان للعالم الداعي إلى الله أجران؟
٭ لأن التعليم والتعلم لهما فضل عظيم، ولأهلهما منزلة عالية، وأن الداعي الى الهدى له مثل أجر من اهتدى به، وأن الداعي الى الضلالة عليه مثل أجر من ضل به.
لماذا يفضل العالم على العابد؟
٭ عن أبي أمامة الباهلي قال: ذُكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان: أحدهما عالم والآخر عابد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم» فإن للعالم فضلا كبيرا على العابد وأن الكثير من خلق الله وكائناته تحب طالب العلم وأن العلماء ورثة الانبياء وأن الدنيا لا قيمة لها إلا ذاكر لله وعالم ومتعلم.