في محاولة جديدة للي ذراع الدول الأوروبية الرافضة لغزوها لأوكرانيا، أعلنت موسكو عبر شركتها العملاقة «غازبروم» أمس خفض شحناتها من الغاز إلى أوروبا بأكثر من 40% الثلث عبر خط أنابيب الغاز نورد ستريم، مبررة ذلك بعدم قيام شركة «سيمنز» الألمانية بصيانة المعدات الضرورية.
وأوضحت «غازبروم أوقفت تشغيل توربينة غاز أخرى من شركة سيمنز في محطة الضغط بورتوفايا»، حيث يتم ملء نورد ستريم والتي سينخفض إنتاجها اليومي من 100 إلى 67 مليون متر مكعب يوميا، بعد انخفاض أول من 167 إلى 100 مليون متر مكعب أمس الأول.
ونددت الحكومة الألمانية بإعلان شركة الطاقة الروسية خفض توريد الغاز بنسبة 40%، معتبرة أنه «قرار سياسي».
وقال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك في مؤتمر صحافي في برلين إن «ما حصل أمس هو قرار سياسي ولا يمكن تبريره بأسباب تقنية».
ولكن وفقا لهابيك، فإن «شريحة الصيانة» الأولى للضواغط غير مقررة قبل الخريف، وحتى عند بدء صيانتها «لا ينبغي أن يؤدي ذلك إلى خفض بنسبة 40% في كمية الغاز التي يتم تسليمها».
وأضاف الوزير الألماني أن «صيانة المنشآت لا تخضع للعقوبات الغربية» على روسيا، مشتبها بالتالي في أنه «قرار سياسي».
ورغم هذا الانخفاض في شحنات الغاز، أكد هابيك أنه «ليس هناك مشكلة إمدادات» للبلاد التي تواصل استيراد حوالي 35% من حاجاتها من الغاز من روسيا. وكانت هذه النسبة 55% قبل الغزو الروسي لأوكرانيا.
من جهته، حث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاتحاد الأوروبي على السماح لبلاده بالانطلاق على طريق الانضمام إلى التكتل، محذرا من أن طموحات روسيا الإقليمية تمتد من وارسو إلى صوفيا.
وفي خطاب ألقاه أمام البرلمان التشيكي عبر رابط فيديو، دعا زيلينسكي أيضا إلى تشديد عقوبات الاتحاد الأوروبي على روسيا بسبب غزوها لبلاده في 24 فبراير.
ميدانيا، تجاهل الأوكرانيون الإنذار الروسي لتسليم مدينة سيفيرودونيتسك الشرقية أمس، أملا ربما بتوصل وزراء الدفاع بالدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي «الناتو» في بروكسل إلى قرار بإرسال المزيد من الأسلحة الثقيلة على وجه السرع، لملء ترسانات أوكرانيا الخاوية، ومساعدتها على الصمود بوجه الغزو الروسي.
وقد طلب وزير الدفاع الأميركي لويد اوستن من الدول الغربية «تكثيف» عمليات تسليم الأسلحة لأوكرانيا.
وقال أوستن: «علينا تكثيف التزامنا المشترك وأن نبذل قصارى جهودنا لضمان أن تتمكن أوكرانيا من الدفاع عن نفسها، عن مواطنيها وأراضيها».
وجاء كلام أوستن أثناء اجتماع للدول الأعضاء في «مجموعة الاتصال الدفاعية الخاصة بأوكرانيا» التي شكلتها الولايات المتحدة لدعم كييف في مقر (ناتو) في بروكسل.
وأكد التزام بلاده بضمان القدرات الدفاعية لأوكرانيا ضد روسيا، وذلك من خلال إمدادها بالمدفعية طويلة الأمد والمدرعات والأسلحة المختلفة.
وحذر من ان الغزو الروسي لأوكرانيا يمثل تهديدا للأمن الأوروبي بأكمله، مضيفا أنه على الدول الدول الغربية تعزيز التزاماتها المشتركة إزاء أوكرانيا لضمان قدرتها على الدفاع عن أرضها.
من جهته، طرح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الصعوبات التي تواجه سرعة تسليم الأسلحة وقال، إن دول الحلف ستزود أوكرانيا بأسلحة ثقيلة حديثة، لكن هذا «يتطلب وقتا» لأنه يتعين تدريب الجيش الأوكراني على استخدامها.
وقال خلال مؤتمر صحافي قبل بدء الاجتماع: «لقد اتخذنا إجراء عاجلا، لكن الجهود تتطلب وقتا». وأوضح «أن الانتقال من معدات الحقبة السوفييتية إلى معدات الحلف الأطلسي الحديثة يتطلب استعداد الأوكرانيين لاستخدامها.. هذا انتقال صعب ومتطلب».
وزود الحلفاء حتى الآن أوكرانيا بأسلحة ثقيلة تعود إلى الحقبة السوفييتية من مخزونهم لأن الأوكرانيين مدربون على استخدامها. تتعلق المطالب الآن بمنح الأسلحة التي تستخدمها قوات الحلف.
وبالعودة إلى سيفيرودونيتسك يبدو ان الجيش الأوكراني رفض دعوة روسيا، لقواته المتحصنة في مصنع آزوت للكيماويات الذي يتحصن به نحو 1200 مدني بالمدينة المدمرة ووقف «المقاومة غير المجدية وإلقاء السلاح» والاستسلام.
وقال أوليكسندر ستريوك رئيس بلدية بعد انقضاء أجل الإنذار الروسي إن القوات الروسية تحاول اقتحام المدينة من عدة اتجاهات لكن القوات الأوكرانية تواصل الدفاع عنها ولم تعزل تماما.
وقال للتلفزيون دون الإشارة إلى الإنذار: «نحاول دفع العدو صوب وسط المدينة.. هذه عملية مستمرة تنطوي على نجاحات جزئية وانتكاسات تكتيكية». وأضاف: «طرق الفرار خطرة لكن هناك طرقا».
من جهته، قال سيرغي غايداي حاكم إقليم لوغانسك الذي تقع ضمنه سيفيرودونيتسك إن الجيش يدافع عن المدينة ويبقي القوات الروسية بعيدا عن ليسيتشانسك المدينة التوأم التي تسيطر عليها روسيا وتقع على الضفة الأخرى من نهر سيفرسكي دونتس.
وكتب في منشور على الإنترنت قبيل انتهاء المهلة الروسية صباح امس «الروس قريبون والسكان يعانون والمنازل يجري تدميرها».
وقالت المخابرات البريطانية إن المقاتلين في مصنع الكيماويات يمكنهم البقاء أحياء تحت الأرض وستظل القوات الروسية على الأرجح تركز عليهم لمنعهم من شن هجمات في أماكن أخرى.