طالبت منظمة «هيومن رايتس ووتش» السلطات الفرنسية بإعادة بقية الأطفال والنساء الفرنسيين، المحتجزين في المخيمات الواقعة تحت سيطرة المسلحين الأكراد شمال شرقي سورية.
وقالت المنظمة في تقرير لها أمس «لايزال حوالي 160 طفلا فرنسيا و75 امرأة محتجزين بشكل تعسفي بالمنطقة في ظروف مزرية تهدد حياتهم، إذ يحتجز نحو 60 فرنسيا يشتبه بعلاقتهم بتنظيم داعش في سجون مكتظة» يسيطر عليها مسلحو قوات سوريا الديموقراطية (قسد) الكردية.
وأضافت أن هؤلاء الرعايا الفرنسيين هم من بين عشرات الآلاف من الأجانب المحتجزين في الجزيرة من حوالي 60 جنسية، كمشتبه بهم بالانتماء إلى التنظيم، إلى جانب أفراد عائلاتهم منذ عام 2019 على الأقل، حيث لم يتم توجيه أي تهم لهم ولم يمثلوا حتى أمام المحكمة.
ويوجد سبعة من الأطفال العائدين هم من القصر غير المصحوبين بأمهاتهم، وجميع النساء هن أمهات لأطفال فرنسيين أعادتهم فرنسا معهم أو سبق أن فعلوا ذلك.
وبحسب المنظمة، استمرت فرنسا حتى الأسبوع الماضي باتباع نهج قاس في التعامل مع كل حالة على حدة، حيث أعادت 35 طفلا فقط في غضون ثلاث سنوات، مشيرة إلى مخاوف أمنية.
وذكرت أن فرنسا رفضت إعادة امرأة مريضة للغاية وابنتها البالغة من العمر ست سنوات، والتي توفيت في يناير 2021، حيث اضطرت ابنتها اليتيمة إلى الانتظار سبعة أشهر، حتى الأسبوع الماضي، للعودة إلى المنزل.
وطالبت المنظمة الحكومة الفرنسية بأن تظهر أنها غيرت مسارها حقا من خلال إعادة جميع الأطفال وأمهاتهم والرجال أيضا إلى أوطانهم، حيث يمكن محاكمة البالغين أو مراقبتهم في فرنسا حسب الاقتضاء.
واختتمت أن التخلي عن هؤلاء المعتقلين لن يساعد في وقف التنظيم، ولن يؤدي إلا إلى زيادة معاناة أولئك الذين تخلفوا عن الركب، ومعظمهم من الأطفال.
وفي 5 الجاري، أعادت السلطات الفرنسية 51 امرأة وطفلا من المخيمات، بحسب بيان صادر عن مكتب المدعي العام لمكافحة الإرهاب.
وجاء في البيان أنها أكبر عودة منفردة للنساء والأطفال إلى فرنسا من المخيمات منذ هزيمة التنظيم في مارس 2019.
وشهدت فرنسا مغادرة المزيد من مواطنيها للانضمام إلى الجماعة أكثر من أي دولة أخرى في أوروبا.
واحتجزت ثماني سيدات لاستجوابهن، واحتجزت ثماني أخريات بموجب مذكرات توقيف، ووضع الأطفال في رعاية خدمات حماية الطفل التابعة لمحكمة «فرساي» القضائية.