اجتمع قادة الدول الثلاث الضامنة لمفاوضات «مسار استانا» حول سورية، تركيا التي تدعم المعارضة وروسيا وإيران اللتان تدعمان حكومة دمشق، لعقد قمة ثلاثية في طهران أمس، ومعالجة الملف السوري من باب العملية العسكرية التركية المرتقبة ضد مسلحي قوات سوريا الديموقراطية «قسد» الكردية، وكذلك ملف الحرب الروسية على اوكرانيا من بابي البحث عن سبل لتصدير الحبوب، والدعم العسكري الايراني لروسيا لاسيما في مجال الطائرات المسيرة «الدرونز».
وتخللت القمة اجتماعات ثنائية وتوقيع اتفاقيات بمليارات الدولارات لزيادة التعاون بين الدول الثلاث. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن المرحلة القادمة ستشهد إعادة تقييم لمسار أستانا بخصوص سورية وتفعيله مجددا.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي مشترك، عقده أردوغان مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي قبل أن ينضم اليهما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد اجتماع مجلس التعاون التركي ـ الإيراني رفيع المستوى، بنسخته السابعة في قصر سعد أباد بالعاصمة طهران.
وأشار أردوغان إلى أن القمة الثلاثية عقدت لبحث إعادة التقييم والتفعيل لمسار أستانا، الى جانب آخر التطورات في سورية.
وأشاد أردوغان بالرؤية التي طرحها نظيره الإيراني لتطوير علاقات بلاده مع دول الجوار، مشيرا إلى أنه والوزراء المعنيين تحدثوا باستفاضة في الاجتماع عن العلاقات السياسية والعسكرية والاقتصادية والتجارية والثقافية.
وذكر أردوغان بالهدف الذي وضعه البلدان في بلوغ حجم التجارة بينهما 30 مليار دولار، مستدركا أن تداعيات جائحة كورونا تسببت في تراجعه عن الهدف المنشود.
من جهته، قال رئيسي، إن زيارة نظيره التركي تشكل منعطفا مهما في علاقات البلدين. واعلن اتفاق الجانبين على تأسيس شركات صناعية مشتركة بين البلدين.
وقال الرئيس التركي إن فشل العملية الدستورية في سورية يعني فشل مسار أستانا، فيما اعتبر رئيسي خلال القمة الثلاثية ان مصير سورية يقرره شعبها دون تدخل خارجي، وأكد دعم التوصل إلى حل سياسي.
وأكد بوتين ان جهود روسيا وتركيا وايران لحل الأزمة في سورية فعالة بشكل عام.
وقبيل القمة اجتمع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان مع المرشد الأعلى لإيران الإسلامية آية الله علي خامنئي قبيل اجتماعين آخرين له مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الايراني ابراهيم رئيسي.
وقالت وسائل اعلام ايرانية ان خامنئي أبلغ أردوغان، أن أي عملية عسكرية تشنها أنقرة ضد «قسد»، «ستعود بالضرر» على المنطقة، في اشارة الى تلويح اردوغان بعملية عسكرية تنطلق من الحدود التركية وتمتد الى منطقتي منبج وتل رفعت في ريف محافظة حلب في شمال سورية. وقال خامنئي خلال استقباله اردوغان إن عملية كهذه «ستعود بالضرر على سورية، ستعود بالضرر على تركيا، وستعود بالضرر على المنطقة»، وذلك وفق بيان نشر على موقعه الالكتروني.
وفي السياق، اشاد بوتين خلال اجتماعه الثنائي مع رئيسي بتطور العلاقات بين البلدين وقال: «يمكننا بالفعل الفخر بكسر أرقام قياسية في التبادل التجاري» لافتا الى أنهما «قدما مساهمة كبيرة في تسوية الوضع بسورية».
هذا، وتعتبر زيارة بوتين إلى طهران، أول زيارة خارجية لزعيم الكرملين منذ غزو قواته لأوكرانيا في 24 فبراير. وأول اجتماع مباشر له مع نظيره التركي الزعيم في حلف شمال الاطلسي «الناتو» منذ الغزو ايضا. وركزا على مناقشة اتفاق السماح باستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود للتخفيف من حدة أزمة الغذاء العالمية التي سببها الغزو الروسي.
وأضاف «نحتاج لحليف قوي وموسكو قوة عظمى».
وفي الاطار، نقلت وكالة نادي المراسلين الشباب الإيرانية للأنباء عن كيومرث حيدري قائد القوات البرية بالجيش الإيراني قوله إن طهران مستعدة لتصدير عتاد عسكري وأسلحة.
وقال حيدري بعد أسبوع من اتهام الولايات المتحدة إيران بتحضير مئات من الطائرات المسيرة لروسيا «في الوقت الراهن نحن مستعدون لتصدير عتاد عسكري وأسلحة».
كما ذكرت وكالة أنباء وزارة النفط الإيرانية (شانا) أن الشركة الوطنية الإيرانية للنفط وقعت مذكرة تفاهم مع غازبروم الروسية أمس بقيمة نحو 40 مليار دولار.
ووقـــع الرئيســـان التنفيذيان للشركتين المذكرة خلال مراسم عبر الإنترنت في يوم وصول بوتين إلى طهران.