محمد بدري عيد ووكالات
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن استقبال رئيس الوزراء يائير لابيد لسلفه بنيامين نتنياهو في مكتبه امس، وذلك للمرة الأولى منذ خروج الأخير من رئاسة الوزراء وتحوله إلى قيادة المعارضة.
وتبدو أهمية هذا اللقاء بأنه يشير إلى نهاية مقاطعة نتنياهو لإجراء معتاد ينص عليه القانون في اسرائيل، والذي يسمح بوجود مداولات بين الحكومة والمسؤولين السابقين بمن فيهم رؤساء الوزراء، للتشاور بشأن الملفات الأمنية وخاصة وقت اندلاع حروب أو مواجهات عسكرية.
وقد اكد نتنياهو ذلك، حيث صرح عقب لقائه لابيد بأن الاجتماع تركز على مداولات أمنية حول العملية العسكرية التي شنها جيش الاحتلال على قطاع غزة وحملت اسم «ضوء الفجر».
وقال نتنياهو إنه قدم نصائحه للحكومة والجيش الإسرائيلي. وأوضح: «تلقيت إحاطة امنية تفصيلية عن عملية الجيش الإسرائيلي ضد حركة الجهاد الإسلامي في غزة. لقد استمعت بعناية وقدمت بعض النصائح بناء على تجربتي الخاصة، وأعتقد أن هذه النصائح يمكن أن تكون مفيدة جدا لدولة إسرائيل».
كانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» قد ذكرت أن مكتب لابيد بعث برسالة إلى مكتب نتنياهو يدعوه فيها الى جلسة مشاورات مشتركة لوضعه في صورة آخر التطورات الأمنية والعسكرية على جبهة غزة كونه زعيم المعارضة.
لكن مكتب نتنياهو نفى ذلك وقال إنه هو من توجه أولا لمكتب لبيد لعقد اللقاء ودار خلاف بين الجانبين حول الطرف الذي بادر لعقد الاجتماع، وفي النهاية وافق نتنياهو على حضور اللقاء.
ومما لا شك فيه أن لقاء لابيد - نتيناهو على خلفية عدوان الاحتلال على غزة، يفضح الانسجام الفعلي القائم بين النخبة الحاكمة في إسرائيل، بجناحيها العسكري والمدني، خلافا لما يتم الترويج له إعلاميا من حياد المؤسسة العسكرية الاسرائيلية وعدم تدخلها في السياسة، وكذلك خلافا للحديث الرسمي الاسرائيلي عن وجود حكومة ومعارضة وفق نسق ديموقراطي.
فمن الواضح أن لابيد الذي يفتقر إلى الخلفية والمعرفة العسكرية، يحاول الاستفادة من خبرة نتنياهو - الذي خدم في جيش الاحتلال لسنوات طوال- في شن العمليات الحربية والعدوان على قطاع غزة وكذلك خبرته في التعامل مع ردود الافعال الدولية والإقليمية وكيفية إنهاء هذا العدوان في كل مرة على مدار سنوات رئاسته للوزراء ما بين 2009 و2020.