بيروت - منصور شعبان ووكالات
كما كان متوقعا حدث الانهيار الكلي بالجزء الشمالي من صوامع الحبوب في اهراءات مرفأ بيروت أمس دون ان يتسبب بوقوع إصابات، لكنه أسفر عن تطاير كمية هائلة من الغبار والدخان في المرفأ والأحياء السكنية المجاورة وساعدت الرياح القوية على إبعاد الغبار سريعا عن باقي اجزاء العاصمة بيروت، بعد سنتين من الانفجار الكبير الذي دمر أجزاء واسعة منها.
وتداعى وزراء الأشغال العامة والنقل علي حميه والاقتصاد والتجارة امين سلام والبيئة ناصر ياسين إلى اجتماع طارئ، بعد ظهر أمس، في وزارة الاشغال العامة والنقل، وبحثوا في الإجراءات الواجب اتخاذها بعد انهيار الجزء الشمالي.وأوضح المدير العام لمرفأ بيروت عمر عيتاني لـ «الوكالة الوطنية للاعلام» أن الصوامع سقطت عند الساعة السابعة والدقيقة 40 تقريبا، أي قبل بدء دوام الموظفين، مشيرا الى أن «الجيش الذي كان على أهبة الاستعداد ووفقا للخطة الموضوعة في هذا الاطار، تمكن من تنظيم دخول الموظفين بعدما كان قد اغلق المداخل جميعها عند سقوط الصوامع حفاظا على سلامة العاملين والموظفين».
وطمأن عيتاني ان الموظفين بخير، وان سير العمل لم يتوقف لا أمس ولا في الايام السابقة.
وقد ساهمت الرياح القوية الناتجة عن حركة المد والجذر للبحر في إبعاد الغبار الكثيف عن المناطق السكنية القريبة. وأوضح وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين في حديث تلفزيوني أن «الغبار الذي سببه انهيار صوامع المرفأ انسحب باتجاه البحر لحسن الحظ»، ولفت إلى أن «الوزارة تنصح كل شخص قريب من المرفأ بارتداء الكمامة للوقاية من احتمال التأثر بانتشار الفطريات».
وذكر أن الخطوات المقبلة ستكون إزالة الركام ومعالجة الردميات والحبوب مما يمنع أسباب الحريق، لافتا إلى أنه «بعد الانهيار أصبح بإمكان الدفاع المدني الاقتراب والسيطرة على حريق الحبوب».
وأشار ياسين إلى «توجه لتدعيم القسم الجنوبي من الصوامع الذي لا يزال صامدا».
وكانت انهارت أجزاء من الصوامع خلال الشهرين الماضيين بسبب الاشتعال المستمر للنيران في بقايا الحبوب بسبب حرارة الصيف وانبعاث غازات من الحبوب وتعفنها وتخمرها.
ويأتي الانهيار بعد نحو أسبوعين من الذكرى السنوية الثانية للانفجار الذي وقع في 4 أغسطس 2020 في مرفأ بيروت في العنبر رقم 12 الذي كان يحوي بحسب السلطات اللبنانية نحو 2750 طنا من مادة «نترات الأمونيوم»، كانت مصادرة من سفينة ومخزنة منذ عام 2014.
وقد أودى الانفجار بحياة أكثر من 200 شخص فيما أصيب نحو 6500 آخرين، فضلا عن وقوع أضرار مادية هائلة في أحياء سكنية وتجارية.