بدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون امس زيارة رسمية إلى الجزائر تستغرق ثلاثة أيام، يأمل خلالها طي الخلاف الديبلوماسي والقطيعة وفتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين، في ظل توقعات بأن يكون «ملف الغاز» الدافع الرئيسي للزيارة التي يصفها الخبراء بـ«المهمة».
وكان الرئيس الجزائري في مقدمة مستقبلي ماكرون لدى وصوله إلى مطار الجزائر الدولي.
وتتزامن زيارة ماكرون مع الذكرى الستين لانتهاء الحرب وإعلان استقلال الجزائر عام 1962، وهذه الزيارة الثانية له إلى الجزائر بعد توليه الرئاسة، حيث تعود زيارته الأولى إلى ديسمبر 2017 في بداية ولايته الرئاسية الأولى.
وسوف تركز الزيارة على عدة ملفات رئيسية وهي تحسين العلاقات السياسية، ومناقشة ملف التأشيرات الفرنسية للجزائريين، لكن «ملف الغاز» هو الحاضر الأبرز على طاولة المناقشات، وفقا لخبراء مختصين يرون أن «فرنسا والدول الأوروبية تحتاج للغاز الجزائري بشدة»، في ظل تداعيات الحرب الروسية- الأوكرانية ونقص إمدادات الغاز في أوروبا وخاصة مع اقتراب فصل الشتاء.
وبالنسبة لفرنسا، فإن العلاقات الأفضل مع الجزائر تزداد أهمية لأن نقص الطاقة بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا أدى إلى زيادة الطلب على الغاز من شمال أفريقيا، وكذلك بسبب الهجرة المتزايدة عبر البحر المتوسط.
وقالت الرئاسة الفرنسية إن الوفد المرافق لماكرون يضم رئيسي شركة إنجي للهيدروكربونات وشركة فري للتكنولوجيا، لكن لن تكون هناك عقود أعمال كبيرة.
وصرح مستشار لماكرون بأن «الرئيس اختار التركيز على المستقبل خلال هذه الزيارة». ويتوقع خبراء اقتصاديون أن تسعي فرنسا لـ«الحصول على امتيازات اقتصادية في الجزائر خاصة في مجال التنقيب عن النفط واستكشاف الغاز».
في المقابل، تريد الجزائر الاستفادة من ارتفاع أسعار الطاقة لتأمين عقود كبيرة ومشروعات استثمارية، كما فعلت بالفعل مع إيطاليا وتركيا، لتأمين الإيرادات التي ستساعدها على تجاوز أي سنوات عجاف في المستقبل.
وقال مسؤول جزائري، طلب عدم ذكر اسمه، «الجزائر تريد علاقات اقتصادية قوية وشراكة جادة».
كما يريد الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون التزامات من ماكرون باستثمارية قوية، وان يتراجع عن تعليقات أدلى بها العام الماضي حول تاريخ الجزائر والنخبة الحاكمة فيها.
وخلال السنوات الماضية توترت العلاقات بين فرنسا والجزائر، خاصة بعد تصريحات ماكرون خلال حملته الانتخابية الأخيرة والتي اعتبرتها الجزائر «مسيئة».
وفي أكتوبر 2021 وصف ماكرون النظام الجزائري بـ«العسكري»، وشكك في وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي للجزائر.
ويرى خبراء أن الحديث عن تلك التصريحات سيكون «حاضرا بقوة» على ملف المناقشات السياسية بين البلدين خلال زيارة ماكرون الحالية.