تفرض الأعراف الدستورية البريطانية على الملك وأفراد الأسرة الملكية التزام الحياد وعدم التعليق على الأحداث السياسية علانية، والحفاظ على سرية المباحثات التي تجري بين الملك ورئيس الوزراء.
ولهذا من الصعب التعرف على الأفكار والمواقف التي يحملها الملك تشالز الثالث ـ الذي تقلد عرش المملكة المتحدة خلفا لوالدته الراحلة الملكة إليزابيث الثانية ـ من الأحداث السياسية.
إلا أن كتاب «تشالز في السبعين.. الأفكار، الآمال، الأحلام» (Charles at Seventy- Thoughts، Hopes & Dreams)، للكاتب البريطاني روبرت جوبسون، ربما يقدم جانبا من مواقف الملك تشالز -عندما كان وليا للعهد- تجاه كثير من الأحداث لاسيما القضية الفلسطينية، ونظرته للإسلام والمسلمين، وفقا لما أورده تقرير لـ«الجزيرة.نت».
فلسطين.. حل عادل
بحسب كتاب روبرت جوبسون، فإنه مع بداية عام 2020، قام تشالز بزيارة هي الأولى من نوعها لأحد أفراد الأسرة الحاكمة إلى بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة، وخلال هذه الزيارة ألقى خطابا وصف بـ«العاطفي»، عندما حذر من «أكبر كارثة قد تحدث في حال تم طمس الحضور المسيحي في فلسطين».
ويقدم كتاب «تشالز في السبعين» نظرة على الموقف الذي يحمله الملك الجديد من القضية الفلسطينية، ويرى مؤلف الكتاب أن الفكرة الأساسية لتشالز في هذا الصدد تقوم على أن «حلا عادلا للقضية الفلسطينية سيؤدي إلى تغيير حقيقي في الوضع في الشرق الأوسط».
وينقل الكاتب عن مقربين من الملك الجدي، أنه يرى أن «الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو السبب الأساسي للعداء وللسموم المكبوتة في جميع أنحاء العالم».
قرأ القرآن الكريم ويكتب بالعربية
يقدم الكتاب الكثير من التفاصيل عن علاقة تشالز بالإسلام وثقافته، معتبرا انه أعلم الأسرة الملكية بالثقافة الإسلامية.
ومنذ عقود، أظهر تشالز اهتماما مميزا بالتعرف على الإسلام والتعمق في حضارته، وحسب الكاتب جوبسون، فإن تشالز «شغوف بالإسلام، وقد سبق أن قرأ القرآن الكريم، ودرس اللغة العربية»، منوها ان تشالز كان يتعمد ـ وهو وليا للعهد ـ أن يوقع الرسائل التي كان يوجهها للزعماء العرب باللغة العربية.
ووفقا للكتاب ذاته، يرى ملك بريطانيا الجديد أن «الإسلام يمكن أن يعلمنا جميعا طريقة للتفاهم والعيش في العالم، كما أن العالم الإسلامي هو القيم على واحد من أعظم كنوز الحكمة والمعرفة الروحية المتراكمة المتاحة للبشرية».
وعبر الملك تشالز عن عدد من المواقف الحقوقية، منها رفضه قرار فرنسا حظر النقاب في الفضاء العام، ورأى أن الأمر يتناقض مع المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان.
كما عبر عن موقف معارض لخطة حكومة بوريس جونسون من أجل ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا، وصرح تشالز ـ حين كان ولي العهد- أمام عدد من زعماء مجموعة الكومنولث، بأن هذه الخطة «لا تعكس القيم البريطانية، وهي خطة مخيفة ولا تراعي حقوق الإنسان».