- أطالب جميع المؤسسات بأن تقف صفاً واحداً لمواجهة هذا الدمار الأخلاقي وحفظ جيل اليوم ورجال المستقبل
- كان لتربية الأبناء شأن عظيم عند الأنبياء والحكماء والصالحين مما يدل على عظم هذه المسؤولية ومكانتها العظيمة
مما لا شك فيه ان عدم الاهتمام بتربية الأبناء تربية اسلامية سبب في انحرافهم، وقد حث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم على الاهتمام بغرس مكارم الاخلاق في أولادنا منذ الصغر حتى يكبروا وينشأوا على فضائل الأخلاق، كما حث على مخالطة الصالحين والبعد عن قرناء السوء لحمايتهم من السلوك الانحرافي الذي يوصلهم الى الهاوية.
عن انحراف الشباب وأسبابه وعلاجه، يحدثنا د.عبدالحميد البلالي، فإلى التفاصيل:
في البداية، أوضح رئيس جمعية بشائر الخير الشيخ د.عبدالحميد البلالي أن أهم أسباب انحراف الشباب هو ضعف الوازع الديني وفقدان الاحتواء الأسري والصحبة السيئة، وقال لـ «الأنباء»: إن المسؤولية الأساسية تقع على عاتق الأب والأم، حيث يجب أن تكون الأسرة ذات رقابة توجيهية متنامية وفق دور مدروس يتطابق مع ضوابط الشريعة الاسلامية والعادات والتقاليد الأصيلة للمجتمع الكويتي، مما يرسخ في نفوس الشباب الثوابت الايجابية والعادات الاصيلة والتي تمثل الرادع الاساسي لكل توجه نحو الانحراف.
وردا عـــــلى سؤال لماذا لم نجد الانحـــراف في اجيالنا السابقة، قال: ان السبب يعود الى قوة ترابط الاسرة في ذلك الوقت وقيام الأب بدوره كاملا في الاشراف على الأسرة واقتطاع جزء من وقته للجلوس مع الأبناء وغرس القيم والمثل العليا في نفوسهم، هذا بالاضافة الى دور الأم الحيوي في اشرافها المتواصل على شؤون المنزل بعكس ما نراه اليوم من تهافت على جمع المال وسعي الى الاعمال المتواصلة صباحا ومساء، مما أفقد الأبناء القدوة الصالحة وهيأ لهم سهولة الاتجاه للصحبة السيئة لتمرير مصالحها الشخصية، فكان الاتجاه الى المخدرات والضياع.
وأكد البلالي ان الانفتاح الحضاري الحالي له دور كبير فيما يحصل الآن من انحرافات شبابية، حيث عصر الانفتاح عبر وسائل الاعلام ووسائل التواصل دون رقيب او حسيب، مما اوجد تداخلا في القيم والاعراف نتج عنه انتشار ما يسمى وسائل التواصل، اضافة الى ان الكويت بلد جاذب مما أوجد فيه جنسيات مختلفة في عددها وفي لغتها وثقافتها وأدخلت على المجتمع الكويتي الكثير من القيم المستوردة والعادات الدخيلة والبعيدة عن المنهج الإسلامي والتقاليد والأعراف الكويتية.
وطالب البلالي جميع المؤسسات ان تقف صفا واحدا لمواجهة هذا الدمار الأخلاقي وحفظ جيل اليوم ورجال المستقبل.
وزاد: كان لتربية الأبناء شأن عظيم عند الأنبياء والحكماء والصالحين مما يدل على عظم هذه المسؤولية ومكانتها، حيث أخذت من وقت الأنبياء اهتمامهم شيئا عظيما، فها هو زكريا عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام يقص الله سبحانه من نبئه وخبره انه لم يرزق بذرية فلجأ الى الله ضارعا شاكيا حاله الى ربه وخالقه ورازقه ليهبه مولودا يحمل اسمه ويكون وارثا له من بعده لكن زكريا عليه السلام لم يسأل الله اي ذرية وأي مولود فطلب من الله ان يرزقه ذرية لها مواصفات خاصة وهي ان تكون ذرية طيبة بمعنى انها تكون مطيعة لله، متبعة لنهجه سبحانه وفعلا رزقه الله ذرية جاءت على وفق ما طلبه، ورزقه الله يحيى عليه السلام.
ويستنتج البلالي من هذه القصة دروسا وعبرا منها مدى اهتمام الأنبياء بالذرية اولا، ثم مدى اهتمامهم بالذرية الصالحة ثانيا، وثالثا، دعاء الله عزّ وجلّ والاتجاه اليه بالدعاء ان يصلح ذرياتنا وأن يهديهم وأنه لا بد ان يكون من دعاء الوالدين الذين يدعونه بقوله (والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما) وأوضح ان معنى قرة أعين بأن يكون صالحا مطيعا لله ولوالديه، وهنا تقر أعين الآباء وتهدأ وترتاح، قال الحسن البصري: «لم يسألوا الله في أولادهم حسنا او جمالا وإنما سألوه ان يكونوا صالحين» وقال البلالي ان هذا نموذج واحد من نماذج اهتمام الأنبياء بتربية ابنائهم.
أما النموذج الثاني فما قصه الله علينا عن نبي الله يعقوب انه لما كبرت سنه وقرب من الموت وفي ساعة الاحتضار نادى جميع ابنائه ثم وجه اليهم سؤالا مهما ليعرف من الجواب عليه كيف سيكون حال ابنائه من بعد موته هل سيعبدون الله أم ستنحرف بهم السبل، وهذا السؤال وهو يدل على الهم الأكبر لدى هذا النبي ماذا سيؤول حال ابنائه من بعده من جهة صلاحهم من عدمه، فلم يسأل اين ستكون بعدي، وما الذي لديكم من الاموال او غيره من الاهتمامات الدنيوية التي قد تكفل الله بها سابقا قبل خلق الخليقة فجاءت اجابة ابنائه بردا وسلاما على يعقوب وارتاح بعدها وقرت عيناه وسعد بلقاء ربه حين عاهده ابناؤه ووعدوه بأن يستمروا على نفس النهج والطريق الذي سار عليه آباؤهم وساروا عليه من قبل من عبادة الله وحده لا شريك له وهذا هو جوابهم من كلام الله: (وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود)، مشيرا الى ان هذين النموذجين يظهران مدى اهتمام هذين النبيين بتربية ابنائهم حتى قبل وجودهم وخروجهم الى الدنيا وإلى آخر لحظة من لحظات حياتهم وهم يفارقون، ولنا فيهم أسوة حسنة (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب)، ونادى أولياء الامور بالاهتمام والانتباه لسلوك ابنائهم حتى لا ينجرفوا في بؤرة المخدرات.
أدلة تحريم المخدرات
1 - (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجسٌ من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون) (المائدة: 90).
2 - (ويُحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث..).
3 - (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة..).
4 - عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل مسكر ومغتر».
5 - قالت عائشة رضي الله عنه: «إن الله لا يُحرم الخمر لاسمها وإنما حرمها لعاقبتها، فكل شراب تكون عاقبته كعاقبة الخمر فهو حرام كتحريم الخمر».
وصية الرسول صلى الله عليه وسلم بالشباب
بشر النبي صلى الله عليه وسلم الشباب الذين نشأوا في طاعة الله تعالى بقوله: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: وعد منهم (.. وشاب نشأ في عبادة الله)، وقام يحض على استثمار هذه المرحلة العمرية بقوله: «اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناءك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك».
وقال صلى الله عليه وسلم: «لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يُسأل عن خمس: عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وماذا عمل فيما علم».