واصلت الحشود التقاطر لإلقاء النظرة الأخيرة على نعش الملكة إليزابيث الثانية قبل مراسم «جنازة القرن» المقررة غدا، حيث بدأ القادة الأجانب في التوافد على العاصمة لندن للمشاركة فيها.
وفاجأ الملك تشالز الثالث وولي عهده الأمير وليام أمس الحشود الواقفة في صفوف انتظار امتدت كيلومترات، حيث قدرت مدة الانتظار في الصف الممتد على طول نهر تايمز حتى قصر وستمنستر في لندن بنحو 14 ساعة.
واقترب الملك تشالز برفقة الأمير وليام لمدة عشرين دقيقة من الحشود المتقاطرة من دون توقف، فصافح البعض وتبادل بضع كلمات مع البعض الآخر، فيما شكر ولي العهد البريطاني الذي يحظى بشعبية كبيرة، الحاضرين، حيث علت هتافات «أحبك وليام».
وغداة ليلة باردة، امتد طابور الانتظار لرؤية نعش الملكة الراحلة أمس لمسافة كيلومترات على طول نهر تايمز، وقدرت الحكومة فترة الانتظار بـ «24 ساعة على الأقل».
ووقف أحفاد ملكة بريطانيا الراحلة أمس حراسا حول نعشها، بعد ساعات من إقامة آبائهم صلاة ليلية مؤثرة في قصر «وستمنستر»، إذ وقف الأبناء الأربعة للملكة اليزابيث الثانية: الملك تشالز الثالث وآن وأندرو وإدوارد، لمدة ربع ساعة إلى جانب نعش والدتهم، كما سبق أن فعلوا في إدنبرة باسكتلندا. ووقف أبناء الملكة الراحلة وهم يرتدون الزي العسكري وظهورهم إلى النعش ورؤوسهم منحنية.
وبحسب أرقام جهاز الإسعاف في لندن، تمت معالجة 435 شخصا كانوا يقفون في طابور الانتظار أو في جواره في اليومين الأخيرين، معظمهم بسبب حالات إغماء.
وفي حادثة نادرة خلال مراسم جنازة غالبا ما تقام بشكل منظم وهادئ في بريطانيا، أوقف رجل مساء امس الأول بعدما خرج من الطابور واقترب من النعش.
وأفادت الشرطة البريطانية بأن توقيف الرجل جاء بموجب قانون حفظ النظام العام، مشيرة إلى أنه وضع قيد الاحتجاز.
ووجهت دعوة لحضور الجنازة الرسمية الأولى منذ وفاة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق وينستون تشرشل العام 1965، إلى ألفي شخصية بينهم المئات من القادة والملوك حول العالم، الذين توجه بعضهم بالفعل إلى لندن أمس، ومن بينهم: الرئيس الاميركي جو بايدن، وإمبراطور اليابان ناروهيتو وزوجته الإمبراطورة ماساكو، وعاهل الأردن الملك عبدالله الثاني، وصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، ورئيسة الهند روبادي مورمو.
وقال مصدر في الخارجية البريطانية، إن جنازة الملكة الراحلة سيحضرها نحو 500 ضيف من 200 دولة ومنطقة تقريبا بينهم ما يقرب من 100 رئيس ورئيس حكومة وأكثر من 20 من أفراد عائلات مالكة.
وقالت شرطة لندن إن جنازة إليزابيث الثانية ستكون أكبر حدث تتولى ضمان أمنه على الإطلاق، حتى أنه أكبر من الألعاب الأولمبية التي أجريت في لندن عام 2012.
ولتأمين هذا الحدث، وضعت بريطانيا خطة تشكل أكبر تحد أمني للندن منذ الحرب العالمية الثانية عام 1945، وفقا لصحيفة «واشنطن بوست».
ومع توقع أن يصطف ما يصل إلى مليوني شخص في الشوارع، وتخطيط العائلة المالكة للسير خلف نعش الملكة، تحاول الشرطة تحقيق توازن بين السلامة والأمن والمراسم لإنجاح الحدث.
ويقوم مسؤولون من وكالات الاستخبارات البريطانية بمراجعة التهديدات الإرهابية، إلى جانب دعم الفريق الأمني الهائل الذي يعمل في الجنازة.
وتقوم الشرطة مع كلاب كشف القنابل بدوريات في المناطق الرئيسية.
وسيشارك عناصر من فوج الفرسان الويلزيين وسلاح الجو الملكي في تأمين الحدث، وسيكون هناك أكثر من 2500 من عناصر الجيش.
وفي صباح يوم الجنازة، سيتمركز قناصة على أسطح المنازل، وستطير طائرات مسيرة في سماء المنطقة، وسيشارك 10 آلاف من ضباط الشرطة بالزي الرسمي، مع الآلاف من الضباط بملابس مدنية وسط الحشود.
وبعد مسيرة أخيرة، ستدفن الملكة إليزابيث الثانية في كنيسة سانت جورج في قصر ويندسور في غرب لندن، إلى جانب والدها الملك جورج السادس ووالدتها وزوجها فيليب.
هذا ومن المقرر أن يستقبل الملك تشالز الثالث، بعد ظهر اليوم، قادة الدول في قصر باكنغهام، وذلك غداة استقباله أمس رؤساء وزراء 14 دولة أخرى يعتبر هو رئيسها، كما التقى العاهل البريطاني الجديد العاملين في أجهزة الطوارئ البريطانية حيث وجه لهم الشكر على مشاركتهم في تنظيم المراسم الخاصة بالجنازة.
وكان الملك تشالز الثالث قد انهى أمس الاول، جولته على مقاطعات المملكة المتحدة (انجلترا واسكتلندا وإيرلندا الشمالية وويلز).
ومن المقرر ان تلتقي رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة ليز تراس التي تسلمت مهامها منذ نحو عشرة أيام، عددا من القادة قبل الجنازة، بينهم: الرئيس الاميركي جو بايدن، ورئيس الحكومة الإيرلندية مايكل مارتن، ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو.
والتقت تراس امس على حدة مع كل من نظيرها الأسترالي أنتوني ألبانيزي ونظيرتها النيوزيلندية جاسيندا أردرن، في لقاءات وصفها مكتبها بأنها «دردشات»، وليس اجتماعات ثنائية رسمية.
وأشار «داونينغ ستريت» إلى أن اللقاءين كانا فرصة لتقديم التعازي، في وفاة الملكة اليزابيث الثانية.