عقد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة والسلطان هيثم بن طارق آل سعيد سلطان عمان، لقاء أخويا في قصر العلم بمسقط أمس، جرى خلاله تبادل الأحاديث الودية التي تعبر عما يجمع قيادتي البلدين الشقيقين من وشائج وروابط قوية.
وقالت وكالتا أنباء الإمارات «وام» وعمان «أونا» إن الجانبين بحثا خلال اللقاء العلاقات التاريخية المتجذرة التي تربط بين البلدين الشقيقين ومختلف جوانب العلاقات بينهما، وأكدا الحرص المتبادل على تنمية هذه العلاقات والتطلع إلى دفعها إلى الأمام على الدوام بما يعود بالنفع والخير والنماء على شعبيهما الشقيقين.
وعلى هامش زيارته، زار الشيخ محمد بن زايد المتحف الوطني العماني في مسقط، حيث اطلع سموه خلال الجولة على أروقة المتحف وأقسامه وتوقف عند عدد من الزوايا والقاعات.
وكتب رئيس الإمارات كلمة في سجل كبار الزوار للمتحف، قال فيها: «سعدت كثيرا بزيارة المتحف الوطني في سلطنة عمان الشقيقة، واستمتعت بالتعرف على مقتنياته الثرية والثمينة التي تجسد عراقة الشعب العماني وتاريخه المديد وما توليه السلطنة بقيادة أخي جلالة السلطان هيثم بن طارق، من اهتمام كبير بالثقافة ضمن منظومة التنمية الشاملة التي تنعم بها»، بحسب ما أوردت وكالة «وام».
ووقعت دولة الإمارات وسلطنة عمان عددا من مذكرات التعاون المشترك على هامش زيارة الشيخ محمد بن زايد للسلطنة.
وتغطي مذكرات التعاون طيفا واسعا من المجالات التي تعزز من العلاقات الراسخة بين البلدين الشقيقين، حيث تشمل التعاون في الثقافة والشباب والإعلام والصناعة والتعليم والبحث العلمي والثروات الزراعية وأسواق المال والبيئة، إضافة إلى النقل والمواصلات والسكك الحديدية واللوجستيات، كما تم توقيع مذكرة تفاهم بين وحدة المعلومات في دولة الإمارات والمركز الوطني للمعلومات المالية العماني بشأن التعاون في تبادل المعلومات المتعلقة بغسيل الأموال والجرائم الأصلية المرتبطة بها وتمويل الإرهاب.
وقد أكد البلدان إرادتهما الراسخة لتطوير مختلف جوانب العلاقات الثنائية، والعمل على تنسيق مواقف البلدين الشقيقين بما يخدم مصالحهما ويدعم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وأشادا في بيان مشترك صدر في ختام زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى سلطنة عمان، بما تحقق من تعاون وتنسيق في المجالات العلمية والاقتصادية والسياسية والأمنية والثقافية بما يعود بالمنافع المتبادلة للبلدين الشقيقين.
وأوردت وكالتا «أونا» و«وام» البيان المشترك الذي اكد فيه الجانبان الدور الهام الذي تقوم به اللجنة العليا المشتركة، ورحبا بالتواصل الفعال بين الوزراء في البلدين لبحث المواضيع المشتركة التي من شأنها تعزيز العلاقات الثنائية في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية والديبلوماسية والقنصلية والتعليمية، إضافة الى مجالات البيئة والأمن الغذائي والتقنيات المتطورة والابتكار ومشاريع الطاقة والطاقة المتجددة والصناعة بجانب المجالات الصحية والدوائية والتطوير العقاري والسياحة والبتروكيماويات والصناعات التحويلية وسلاسل الإمداد والنقل والشراكة اللوجستية وتقنية المعلومات والتقنية المالية وفي كل ما من شأنه أن يعزز من المنافع والمصالح المشتركة ويعود على شعبي البلدين بالخير والنماء.
وأوضح البيان أن رئيس الامارات وسلطان عمان أكدا عزمهما على تحفيز القطاعين الحكومي والخاص للعمل على تكثيف الجهود المشتركة من أجل تطوير وتنويع التبادل التجاري والاستثماري وإقامة الشراكات في مختلف القطاعات وبين أصحاب الأعمال، وذلك تحقيقا للتكامل بين البلدين الشقيقين.
ونوه البيان المشترك إلى تبادل الجانبين وجهات النظر حول المسائل والقضايا على الساحتين الإقليمية والدولية وأكدا العمل على تنسيق مواقفهما بما يخدم مصالحهما ويعزز من دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
هذا، وبعث الشيخ محمد بن زايد ببرقية شكر إلى السلطان هيثم بن طارق بعد مغادرة سموه في ختام زيارة دولة قام بها إلى السلطنة استمرت يومين، أعرب خلالها عن بالغ شكره وتقديره لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة اللذين حظي بهما في بلده الثاني وبين أهله في سلطنة عمان.
وأشاد سموه بعمق العلاقة الأخوية التي تجمع دولة الإمارات وسلطنة عمان، لافتا الى أن المباحثات التي أجراها الجانبان عبرت عن «متانة العلاقات الأخوية المتميزة بين بلدينا والرغبة المشتركة في تعميق التعاون بينهما في جميع المجالات والتي تهدف إلى تحقيق مصالح البلدين وشعبيهما الشقيقين وتعزيز الأمن والاستقرار والازدهار في منطقتنا الخليجية والعربية».