كثفت إيران أمس الضغوط على الصحافيين والمشاهير على خلفية موجة من التظاهرات في البلاد جراء وفاة الشابة مهسا أميني بعد أيام على توقيفها من جانب شرطة الأخلاق.
وأعرب سينمائيون ورياضيون وموسيقيون وممثلون عن دعمهم للاحتجاجات وصولا إلى لاعبي منتخب إيران لكرة القدم الذين ارتدوا لباسا رياضيا أسود خلال النشيد الوطني قبل مباراتهم مع السنغال في فيينا.
ونقلت وكالة أنباء الطلبة «إيسنا» شبه الرسمية عن محافظ طهران محسن منصوري قوله «سنتخذ إجراءات ضد المشاهير الذين ساهموا في تأجيج أعمال الشغب». وحمل رئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني على المشاهير قائلا «أولئك الذين اشتهروا بفضل دعم النظام خلال الأيام الصعاب انضموا إلى العدو بدلا من الوقوف إلى جانب الشعب. وعلى الجميع أن يدرك أن عليه أن يعوض الأضرار المادية والمعنوية التي سببها للشعب الإيراني».
أما الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي فقد حذر من أنه رغم «الألم والحزن» الناجمين عن وفاة أميني، فإن «سلامة الناس خط أحمر للجمهورية الاسلامية في إيران ولا أحد مخول مخالفة القانون وإحداث فوضى».
جاء ذلك في وقت تم توقيف الصحافية نيلوفار حامدي من صحيفة «الشرق» الايرانية التي توجهت إلى المستشفى حيث كانت مهسا أميني في غيبوبة وساهمت في نشر قضيتها. وانتقدت منظمة العفو الدولية لجوء قوات الأمن للقوة والعنف الذي لا يرحم.
وذكرت المنظمة خصوصا استخدام الرصاص الحي وكريات الحديد والضرب واعتداءات جنسية على نساء مع «تعطيل متواصل ومتعمد للانترنت والهواتف النقالة».
وقالت الأمينة العامة للمنظمة أنييس كالامار «قتل عشرات الأشخاص بينهم أطفال وجرح المئات».
وأوردت وكالة «فارس» للأنباء أن نحو ستين شخصا قتلوا منذ بدء التظاهرات التي أعقبت وفاة أميني، في حين تحدثت منظمة «ايران هيومن رايتس» غير الحكومية والتي مقرها في اوسلو عن ٨٣ قتيلا على الأقل.
في هذه الاثناء، طالبت ألمانيا بفرض عقوبات أوروبية على إيران، فيما استدعت طهران القائم بالأعمال الفرنسي منددة بما وصفته بتدخل باريس في الشؤون الداخلية الإيرانية بعدما دانت فرنسا القمع العنيف للتظاهرات.
ودعت الخارجية الفرنسية في بيان أمس الأول «إيران إلى وضع حد للقمع الوحشي وإلى احترام تعهداتها الدولية على صعيد حقوق الإنسان بشكل كامل، وإلى ضمان حرية التجمع السلمي وإنشاء الجمعيات والانضمام إليها وحرية الرأي والتعبير، خصوصا على الإنترنت».
وأعلنت وزيرة الخارجية الالمانية أنالينا بيربوك أن برلين تطالب بفرض عقوبات من جانب الاتحاد الاوروبي على ايران، حيث يتم في شكل عنيف قمع تظاهرات أشعلتها وفاة الشابة مهسا أميني بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق.
واعتبرت الوزيرة الالمانية أن «الهراوات والغاز المسيل للدموع ليست تعبيرا عن الحكم، إنها محض خوف يتم التعبير عنه عبر هذا العنف من جانب النظام» الايراني.
وتابعت «على السلطات الايرانية أن تكف فورا عن افعالها الوحشية، ينبغي كشف حقيقة وفاة العديد من المتظاهرين، وليس وفاة مهسا اميني فحسب».
إلى ذلك، نظمت تظاهرات تضامن مع النساء الإيرانيات في مناطق مختلفة من العالم ومن المقرر ان تنظم تجمعات في 70 مدينة غدا.
ففي أفغانستان فرقت حركة طالبان تجمعا أمام سفارة إيران في كابول لنساء أفغانيات أتين دعما للمتظاهرات الإيرانيات. وأطلقت قوات «طالبان» النار في الهواء وحاولت ضرب المتظاهرات بأعقاب البنادق على ما أفاد صحافيون من وكالة فرانس برس.