- من المفترض أن تأتي حكومة تتناسب مع رغبات الشعب والمناخ مهيأ لتعاون وثيق بين السلطتين
أكد الرئيس التنفيذي لمركز ريكونسنس للبحوث والدراسات عبدالعزيز العنجري انه بعد ان شهدت البلاد جوا ديموقراطيا بانتخابات هادئة ومنظمة، تبتعد عن الفوضى والعنف فإنه آن الأوان لحلحلة العديد من الملفات العالقة خاصة أن الكويت تواجه تحديا أكبر وأخطر وهو التحدي الاقتصادي الهائل الذي لا يجامل، هذا التحدي الذي أطاح بدول وقد يطيح بدول أخرى، ولا بد من تصدي الحكومة والمجلس من خلال الاستعانة بكفاءات لمواجهة هذه التحديات.وقال العنجري في تصريح صحافي امس انه لا يمكننا الحديث في الكويت عن معارضة وموالاة، وإنما يمكن الحديث عن تيار بخطاب إصلاحي آخذ في التوسع وزيادة رقعته وهذا التيار له مطالب مشروعة أهمها محاربة الفساد والتنمية والاهتمام بالمواطن، مشيرا إلى ان الحكومة الحالية بقيادة رئيس الوزراء سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح حاصلة على تأييد غالبية النواب الذين كانوا معارضين للحكومة السابقة وقد ينقلب هؤلاء إلى «حكوميين» إذا استمرت الحكومة الحالية في خطواتها الإصلاحية وهو ما نأمله ونرجوه.
فعند ذلك سيحدث - وفاق نادر - كان يطلبه الشعب الكويتي ولا يتحقق إلا نادرا بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، وقد نرى تناغما أكبر بين الحكومة وكتلة المعارضة، خلافا للصدام المعهود.
وأضاف انه استكمالا للخطاب السامي الذي ألقاه سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد نيابة عن صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد الذي أكد على احترام الإرادة الشعبية، وما احتواه من تأكيد ضرورة العودة للشعب، وتوجيه نقد مباشر للحكومة والبرلمان السابقين، سعت الحكومة الجديدة بالتوازي مع توجهات سمو الأمير وتطبيقات سمو ولي العهد لتحقيق إصلاحات سريعة للتأكيد على حسن النوايا والجدية لكسب مزيد من ثقة الشارع والطبقة السياسية، فأظهرت حزما في معالجة بعض الملفات المتعلقة بالانتخابات، كنقل الأصوات والتلاعب في سجلات الناخبين، والانتخابات الفرعية والمال السياسي. وهذه الخطوات أتاحت المجال لعدد من الأسماء الشبابية والمستقلة للفوز، ولآخرين عدم النجاح ولكن مع تحقيق أرقام ليست بالهينة. وقال في هذه الانتخابات، لم يحالف الفوز عددا كبيرا من مرشحي الكتلة الشيعية التقليدية ذات الخطاب الفئوي، ونجد عددا كبيرا من الشيعة الذين نجحوا الآن بقبول شعبي واسع من أصوات تمثل جميع فئات المجتمع، وهي من مؤشرات تطور مدركات الناخب الكويتي. فهناك تغير نوعي في تمثيل الشيعة.. ولم يعد أبناء الطائفة الشيعية يختارون فقط من يعبر عن قضاياهم الخاصة، وإنما يختارون من يعبر عن هموم المجتمع ككل وهذا يفسر نجاح بعض النواب الشيعة الذين يتقاطعون تماما مع المطالب الإصلاحية العامة في الكويت وليست لهم مطالب فئوية أو طافية، كما أن هذه الانتخابات أكدت أن هناك مرشحين من الشيعة ينجحون بأصوات السنة والعكس صحيح.
وأضاف العنجري ان حصول المرأة على مقعدين دليل على ان المجتمع الكويتي في عملية تطور ويزداد وعيا يوما بعد يوم وهذه ليست المرة الأولى التي تصل فيها النساء للبرلمان، والعبرة بالأداء والخطاب المطروح من المرشحات، كذلك هناك موضي المطيري حصلت على مركز متقدم جدا في منطقة قبلية وهذا تطور مهم لا يمكن إغفاله.
ومع استقالة الحكومة كإجراء دستوري لتفسح المجال لحكومة جديدة تتناغم مع مخرجات البرلمان من المفترض أن تأتي حكومة تتناسب مع رغبات الشعب، والمناخ مهيأ لتعاون وثيق بين الحكومة والمجلس، وهناك ملفات لا بد أن تبادر بها الحكومة، وهي ملفات سعت لها المعارضة منذ 2013 كاستكمال ملفات مكافحة الفساد، وتعديل قانون المسيء الذي منع بحكم أبدي عددا من المعارضين من المشاركة بالحياة السياسة، بالإضافة إلى ملف العفو بعد ان توقف، وقوانين مقيدة للحرية متعلقة بالإعلام الإلكتروني.