القاهرة ـ هناء السيد
استقبل فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أمس الاول، بمقر مشيخة الأزهر، وفدا إندونيسيا رفيع المستوى، برئاسة السيد يوسف كالا، نائب الرئيس الإندونيسي السابق، الرئيس العام لديوان مساجد إندونيسيا، وعددا من رؤساء الجامعات الإسلامية الإندونيسية، لبحث سبل تعزيز التعاون العلمي بين جامعة الأزهر والجامعات الإسلامية في إندونيسيا.
ورحب فضيلة الإمام الأكبر بالوفد الإندونيسي في رحاب الأزهر الشريف، مؤكدا أن الأزهر تربطه علاقات تاريخية متينة بإندونيسيا، وأن الطلاب الإندونيسيين الوافدين للدراسة في الأزهر مثال يحتذى في الاحترام والأدب والسعي في تحصيل العلوم، مشيرا إلى أننا لدينا ما يقارب 11000 طالب وطالبة إندونيسيين يدرسون بالأزهر، في كل المراحل التعليمية من رياض الأطفال حتى مرحلة الدراسات العليا بجامعة الأزهر، وأن الأزهر يسعد باستضافة هؤلاء الطلاب، وأنهم يشكلون جزءا لا يتجزأ من هوية الأزهر الشريف، وأداة من أدواته العالمية لنشر رسالته ومنهجه الوسطي.
من جانبه، أعرب نائب الرئيس الإندونيسي السابق والوفد المرافق له، عن سعادتهم بلقاء شيخ الأزهر، وفخرهم بالتواجد في الأزهر الشريف، مؤكدين أن الأزهر قبلة المسلمين العلمية حول العالم، ويفد إليه طلاب إندونيسيا لتلقي العلوم الدينية والعربية والتطبيقية، لثقتهم في منهجه الوسطي، وأساتذته وعلمائه الأجلاء الذين ملأوا الدنيا علما وثقافة على مر العصور، حتى صار الأزهر مرجعية علمية ودينية ليس فقط للمسلمين، وإنما لكل طلاب العلم والباحثين من حول العالم.
وأضاف نائب الرئيس الإندونيسي أن لدينا 55 جامعة إسلامية في مختلف المقاطعات الإندونيسية، وأكثر من 800 ألف مسجد في إندونيسيا، وأننا نقوم بتدريس مادة «وسطية الإسلام» لطلاب المرحلة الجامعية، وهي مادة إجبارية، وقد استمدت موضوعاتها من المناهج التي تدرس في جامعة الأزهر، لما للأزهر من تاريخ مشرف وخبرات كبيرة في إرساء قواعد الإسلام الوسطي، والتعريف بالمنهج الإسلامي الصحيح، مشددا أنه تولد لدى الإندونيسيين ولاء للأزهر وثقة في علمائه، جعلنا نرسل أبناءنا للدراسة فيه ونحن على ثقة أنهم حينما يعودون إلينا سيفيدون أمتهم ووطنهم وسيكون لهم شأن عظيم.
وأضاف كالا أننا نفخر بطلابنا الذين تخرجوا من الأزهر، وكثير منهم أصبحوا علماء ووجهاء، وشغلوا كافة المناصب القيادية في إندونيسيا، من وزراء وسفراء ومحافظين، وأنشأوا بعد ذلك معاهد ومدارس وجامعات إسلامية لنشر ما تعلموه في الأزهر، والآن أصبحوا قادة منفتحين يفيدون أمتهم وبلدهم، وأنهم في الوقت ذاته سفراء للأزهر.
وطلب وفد رؤساء الجامعات الإندونيسية المرافق لنائب الرئيس السابق، الاستعانة بأساتذة وعلماء الأزهر للتدريس في جامعات إندونيسيا، والمشاركة في الأبحاث المشتركة بين الباحثين الأزهريين والإندونيسيين للاستفادة من الخبرات البحثية الكبيرة لباحثي جامعة الأزهر وتسخيرها لخدمة الواقع الإندونيسي، وتعزيز المنح الدراسية التي يوفرها الأزهر لإندونيسيا خاصة في الدراسات الإسلامية وعلوم القرآن الكريم والفقه والشريعة واللغة العربية.
من جانبه، رحب فضيلة الإمام الأكبر بتعزيز التعاون العلمي مع الجامعات الإندونيسية، وتوسيع فرص التبادل العلمي والثقافي على مستوى الطلاب والباحثين والأساتذة بين الجامعتين، وتبادل المنح الدراسية، موجها بدراسة الأمر من قبل المسؤولين في جامعة الأزهر ووضع خطة عمل قابلة للتنفيذ في أقرب وقت ممكن، لما لإندونيسيا، علماء وأساتذة وباحثين وطلابا، من مكانة مرموقة لدى الأزهر الشريف.