بيروت - خلدون قواص
رأى مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان في رسالة ذكرى المولد النبوي الشريف أن هناك إدارة خفية في لبنان لا خير ولا فائدة فيها، فهي ما أسهمت في حل الأزمات التي كانت أحد أهم أسبابها، وهي تفعل ما تشاء دون أن تكون مسؤولة أمام الرأي العام، بل المسؤولون رسميا هم الذين لا يملكون القيام بشيء في الحقيقة. وقال: فلندع هذه الازدواجية المدمرة ولتكن عندنا حكومة جديدة، ورئيس جديد، أو يحكم الطرف إياه وحده مع المطبلين والمزمرين لكن ينبغي أن يكون مسؤولا اليوم وغدا أمام اللبنانيين.
وأضاف: إن الذي يحصل مع الرئاسة، حصل مثله وأكثر مع رئاسة الحكومة، وكيف تدار دولة بدون سلطة تنفيذية فاعلة، وكاملة الصلاحيات؟ ولنتابع ما يحصل الآن بل ومنذ أشهر في تعذر إقامة حكومة جديدة، والتشكيل في مشروعية الحكومة القائمة أو في قدرتها على ممارسة صلاحياتها! وهكذا وبدلا من فراغ واحد في الرئاسة يصبح هناك فراغان في الرئاسة وفي الحكومة. المواطنون الطيبون يعتبرون أنه بدأ عهد اللادولة. وهذا صحيح، لكن الصحيح أيضا أن هناك من ينفرد بالتخطيط والإدارة وممارسة التعطيل.
وتابع: قمنا بدعوة السادة النواب إلى دار الفتوى للتشاور بشأن مواصفات الرئيس الجديد، وتجنب الفراغ الذي يزيد من الاضطراب في المؤسسات الدستورية، ويزعج الشركاء المسيحيين أشد الإزعاج. وقد قيل الكثير عن الاجتماع بدار الفتوى، ويبقى لنا وللسادة النواب الالتقاء للتشاور في شأن عام يهم كل المواطنين، ويهم أشقاءنا العرب، وأصدقاءنا في العالم.
وختم: قبل اجتماع دار الفتوى وبعده، لا نشعر بالرضا عن مسار الأمور فيما يتعلق بهذا الملف، إذ يبدو أن معظم العاملين في الشأن العام يستسلمون للفراغ المفروض، كما حصل في السابق، من أجل الإرغام على الذهاب في النهاية باتجاه المرشح المعين. وهذا توجه لا ينافي الديموقراطية وإرادة اللبنانيين فقط، بل ويكرر أيضا مسارا أدركنا جميعا سوءه وشره، الذي يحصل الوصول إلى روتين الرئاسة ذات الشكل والمنحى الواحد بحيث يصبح حضورها مثل غيابها. وبالطبع فإن اللبنانيين لا يريدون ذلك!