القاهرة - هالة عمران وناهد إمام
احتفل التحالف المصري المكون من شركتي «المقاولون العرب (عثمان أحمد عثمان وشركاه)» و«السويدي إليكتريك»، مستلهما عظمة 6 أكتوبر، بالانتهاء من صب آخر مكعب من الخرسانة المدموكة RCC في جسم السد الرئيسي بتنزانيا، وبالتالي اكتمال الأعمال الإنشائية للسد الرئيسي التي استمرت على مدار 687 يوما منذ تحويل مجرى النهر في 18 نوفمبر 2020 وذلك بحضور كبار مسؤولي «الشركة التنزانية لتوريد الكهرباء (تانيسكو TANESCO)» المالكة للمشروع.
أكد ذلك د.عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، في تقرير استعرضه د.مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، في إطار متابعته للمشروع، تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية.
وأضاف وزير الإسكان في التقرير: باكتمال الأعمال الإنشائية للسد الرئيسي، شرع التحالف المصري في التجهيز لبدء احتجاز مياه نهر روفيچي خلف السد، والتي من المقرر لها أن تستمر لمدة نحو شهرين (بحسب توقعات الفيضان للعام الحالي)، وتتضمن التحضيرات إنهاء تركيبات واختبارات بوابات تصريف المياه العملاقة على ثلاثة مستويات في جسم السد، والتي ستتحكم في توفير الحد الأدنى من التصرفات المائية للحفاظ على البيئة النهرية أسفل السد، كما ستتحكم في تصريف المياه الزائدة في حالات الفيضانات والحالات الطارئة أثناء التشغيل، ثم يلي ذلك بدء إجراءات هندسية شديدة الدقة لإغلاق نفق تحويل مجرى النهر إيذانا بالبدء في ملء البحيرة التي ستتكون خلف السد على مساحة نحو 158 ألف كيلومتر مربع بسعة تشغيلية 32.7 مليار متر مكعب وبسعة قصوى تصل إلى 34 مليار متر مكعب.
وأعلن وزير الإسكان في التقرير أنه بوصول السد الرئيسي إلى ارتفاع 190 مترا فوق سطح البحر على قاعدة مساحتها نحو 20 ألف متر مربع وبطول يصل إلى 1033 مترا عند القمة، يكون التحالف المصري قد انتهى بنجاح من صب مليون وأربعمائة وخمسين مترا مكعبا من الخرسانة المدموكة RCC بمعدلات يومية وصلت إلى ثمانية آلاف متر مكعب، علاوة على نحو ثلاثمائة وعشرين ألف متر مكعب من الخرسانة CVC، وهي الأعمال التي شارك فيها 2500 مهندس وعامل تقريبا أنجزوا 22 مليون ساعة عمل في السد الرئيسي.
وأكد د.عاصم الجزار أن المشروع يتقدم بنجاح رغم العديد من المعوقات الطبيعية، مستهدفا اكتمال تركيب واختبار وحدات التوليد الكهرومائية التسعة تباعا اعتبارا من العام القادم، محققا حلما تنزانيا بدأ في ستينيات القرن الماضي، وإيذانا بتحقيق أهداف المشروع في الوصول لتنمية مستدامة على المستوى القومي في «جمهورية تنزانيا المتحدة» حيث سيضاعف القدرات الكهربائية على الشبكة التنزانية، كما سيتيح التحكم في الفيضانات التي تسببت في وفاة وفقد الآلاف أغلبهم من الأطفال في تنزانيا في السنوات المنصرمة، كما سيحد من تكون المستنقعات الموسمية التي تعد السبب الرئيسي لانتشار أمراض خطيرة، علاوة على استدامة التصرفات المائية اللازمة للزراعة وأنشطة الصيد النهري.
وكان التحالف المصري المكون من شركتي «المقاولون العرب (عثمان أحمد عثمان وشركاه)» و«السويدي إليكتريك» SWDY.CA) المدرجة بالبورصة المصرية (EGX - قد تقدم لمناقصة عالمية طرحتها حكومة «جمهورية تنزانيا المتحدة» لصالح «الشركة التنزانية لتوريد الكهرباء (تانيسكو TANESCO)»، لتصميم وتنفيذ مشروع «محطة توليد وسد يوليوس نيريري الكهرومائية (JNHPP)» بقدرة إجمالية 2.115 ميجاواط بمنخفض شتيجلر Stiegler''s Gorge على نهر روفيچي Rufiji في غابة سيلوس Selous Game Reserve بمقاطعة موروجورو Morogoro في «جمهورية تنزانيا الاتحادية»، وتم اختيار عرض التحالف المصري كأفضل العروض الفنية والمالية وتوقيع عقد المشروع بقيمة 2.9 مليار دولار بتاريخ 12 ديسمبر 2018 في احتفال خاص أقيم بمدينة دار السلام، بحضور الرئيس التنزاني الراحل ونائبته (الرئيسة التنزانية الحالية) ورئيس الوزراء المصري، د.مصطفى مدبولي.