تعهد قادة مجموعة السبع الكبرى (G7) بـ «محاسبة» الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن الضربات الصاروخية المكثفة التي تستهدف أوكرانيا مؤخرا.
وقال قادة المجموعة في بيان مشترك صدر في أعقاب اجتماع لهم عبر الإنترنت مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي «ندين هذه الهجمات بأشد العبارات، ونذكر بأن الهجمات العشوائية على المدنيين الأبرياء تشكل جريمة حرب».
وقالت المجموعة في البيان إنها ملتزمة بتقديم المساعدة لأوكرانيا ما دامت تحتاج اليها، مؤكدة «سنواصل تقديم الدعم المالي والإنساني والعسكري والديبلوماسي والقانوني لأوكرانيا وسنقف بقوة معها مهما استغرق ذلك من الوقت.
أكدنا للرئيس زيلينسكي أننا غير عابئين ومتمسكون بالتزامنا بتقديم الدعم الذي تحتاج إليه أوكرانيا للحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها».
وكان زيلينسكي قد دعا المجموعة في كلمته عبر الفيديو إلى المساهمة في إنشاء درع جوية لصد الضربات الروسية التي تنهال على أوكرانيا وتكثفت مؤخرا.
وقال زيلينسكي «أطلب منكم تعزيز الجهود العامة للمساعدة ماليا في إنشاء درع جوية لأوكرانيا. سيكون الملايين من الناس ممتنين لذلك».
كما دعا أيضا إلى زيادة العقوبات على موسكو وتكثيف المساعدة العسكرية لأوكرانيا، معتبرا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «الذي أصبح الآن في المرحلة الأخيرة من حكمه، مازال يتمتع بمجال لمزيد من التصعيد».
وأضاف «هذا يمثل تهديدا لنا جميعا». جاء ذلك بالتزامن مع إطلاق روسيا صواريخ مجددا واستخدامها طائرات قتالية من دون طيار على العديد من المناطق في أوكرانيا، مستهدفة بالخصوص منشآت الطاقة وهو ما أكدته وزارة الدفاع الروسية.
وأفادت السلطات في منطقة زابوريجيا بوقوع هجمات صاروخية، بينما وقعت انفجارات في ضواحي العاصمة كييف لليوم الثاني على التوالي ومدينة خميلنيتسكي في غرب البلاد.
وتم إطلاق تحذير من وقوع غارة جوية في كييف، ما دفع المواطنين إلى البحث عن الأمان في ملاجئ الطوارئ.
كما تعرضت مناطق دنيبروبتروفسك وفينيتسيا وميكولايف وريفنى للقصف. وفي منطقة فينيتسيا الواقعة بجنوب غرب كييف، تعرضت محطة للطاقة الحرارية لهجوم بطائرة من دون طيار.
وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، إن القصف الصاروخي الروسي الأخير لعدة مواقع في بلاده يرقى إلى «جرائم حرب مخطط لها مسبقا».
وأضاف كوليبا في تغريدة عبر موقع «تويتر» أن استهداف روسيا بشكل أساسي لمنشآت الطاقة يهدف إلى خلق ظروف حياتية لا يمكن للمواطنين احتمالها، وأن تلك هي استراتيجية روسيا منذ شهور.
في هذه الأثناء، أعلنت الخارجية الروسية أنها لم تتلق رسميا بعد اقتراحا تركياً باستضافة محادثات سلام بين موسكو ودول الغرب.
ومن المقرر أن يلتقي الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان غدا لبحث الحرب في أوكرانيا والقضايا الثنائية بين الدولتين.
وبالتزامن، دعت أنقرة إلى وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا في أقرب وقت ممكن، مشيرة إلى أن تواصل الحرب يبعد الطرفين أكثر عن المسار الديبلوماسي.
وفي سياق متصل، نفى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن تكون موسكو رفضت الاتصالات مع الولايات المتحدة بشان اوكرانيا خلال قمة مجموعة العشرين.
وقال لافروف إن «روسيا لا ترفض إجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة على هامش قمة مجموعة العشرين، فنحن لم نرفض بتاتا مثل هذه الاتصالات خلال هذه القمة». وأضاف: «إذا تم تقديم عرض بهذا الشأن، فإن موسكو ستنظر فيه».
ولفت لافروف الى أن بلاده منفتحة على المحادثات مع الغرب بشأن حرب أوكرانيا لكنها لم تتلق بعد أي اقتراح جاد للتفاوض، موضحا ان روسيا على استعداد لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة أو تركيا بشأن سبل إنهاء الحرب المستمرة منذ ثمانية أشهر.