أبدى الجيش الأوكراني قلقه من «خطر متزايد» لهجوم روسي جديد انطلاقا من الجارة الشمالية بيلاروسيا، التي شكلت أراضيها قاعدة خلفية للقوات الروسية لغزو أوكرانيا نهاية فبراير، بعد النكسات الأخيرة التي تعرضت لها القوات الروسية.
وصرح المسؤول في هيئة الأركان الأوكرانية اوليكسي غروموف للصحافيين بأن «الخطاب المعادي للقادة العسكريين والسياسيين في روسيا وبيلاروس يتصاعد»، مؤكدا ان «خطر تجدد الهجوم على الجبهة الشمالية من جانب القوات الروسية يتزايد»، علما ان موسكو ومينسك شكلتا قوة عسكرية مشتركة في الأيام الأخيرة.
إلى ذلك، حدت أوكرانيا امس من استهلاك الكهرباء لسكانها والشركات لاسيما في كييف بعد عدة ضربات روسية في الأيام الأخيرة ألحقت أضرارا جسيمة بالبنية التحتية للطاقة، مع اقتراب فصل الشتاء.
في العاصمة الأوكرانية كييف، حث رئيس البلدية فيتالي كليشكو الشركات والمتاجر والمقاهي والمطاعم على «توفير أكبر قدر» من استهلاكهم للكهرباء في الإضاءة والإعلانات المضيئة.
وأضاف على وسائل التواصل الاجتماعي «حتى التوفير الصغير داخل كل أسرة سيساعد في استقرار نظام الطاقة في البلاد».
وفي منطقة إيفانو فرانكيفسك في الغرب فرضت قيود كبيرة على عشرين شركة خاصة. كما دعا مورد محلي للكهرباء في بيان السكان إلى «تقليل» استخدامهم لأجهزتهم المنزلية.
وفرضت القيود نفسها في منطقتي لفيف وتشرنيفتسي (غرب) من قبل شركات توزيع الكهرباء من دون تطبيق ذلك «على البنية التحتية الأساسية للمنطقة»، حسبما ورد في بيان لمؤسسة تشيرنيفتسيوبلينيرغو.
في الاثناء، وافق الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات على ثلاثة أفراد وكيان يزودون روسيا طائرات مسيرة إيرانية الصنع تستخدم لقصف أوكرانيا، على ما أعلنت الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبي امس.
وكتبت الرئاسة على تويتر «بعد ثلاثة أيام من المحادثات، اتفق سفراء الاتحاد الأوروبي على إجراءات ضد الكيانات التي تزود (روسيا) الطائرات المسيرة الإيرانية الصنع التي تضرب أوكرانيا». ودخلت العقوبات حيز التنفيذ امس.
وأضافت الرئاسة «قررت دول الاتحاد الأوروبي تجميد أصول ثلاثة أفراد وكيان مسؤول عن تسليم الطائرات المسيرة».
وتابعت أن «الاتحاد الأوروبي مستعد أيضا لتوسيع العقوبات لتشمل أربعة كيانات إيرانية أخرى كانت مدرجة أصلا على قائمة عقوبات سابقة».
ورحب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال بهذه الخطوة فيما يستعد لاستضافة زعماء دول الاتحاد الأوروبي في قمة في بروكسل. وقال «نتخذ إجراءات سريعة ضد إيران التي تدعم الحرب الروسية في أوكرانيا».
في المقابل، نددت موسكو امس بـ«الضغط» الذي تمارسه واشنطن والاتحاد الأوروبي على طهران بعد موافقة الدول الأعضاء في التكتل على فرض عقوبات على إيران.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحافي «كل ما يتم القيام به حاليا مرهون لهدف واحد: (الضغط) على هذا البلد. وواشنطن تحشد لذلك دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي لدعم موقفها، إنه أمر واضح».
ميدانيا، أعلن الجيش الأوكراني امس أن الاشتباكات بين القوات الأوكرانية والجيش الروسي متواصلة على طول خطوط التماس، وقال إن قواته أسقطت 3 مسيرات بينها واحدة في بيريسلاف بمقاطعة خيرسون.
كما أعلن الجيش الأوكراني عن قتل 43 جنديا روسيا وتدمير أنظمة دفاع جوي وآليات ومستودعات ذخيرة روسية خلال عمليات شنها في نفس المنطقة.
في هذه الأثناء، تعرضت أوكرانيا لضربات روسية جديدة ضمن عمليات مكثفة بدأت عقب تفجير جسر كيرتش الذي يصل روسيا بشبه جزيرة القرم، وتسببت في دمار واسع.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الضربات الجديدة أسفرت تدمير مراكز قيادة عسكرية ومنشآت طاقة أوكرانية في مناطق مختلفة.
وفي مواجهة القصف الروسي المكثف، شدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي امس على ضرورة نشر درع جوي فوق بلاده في أسرع وقت ممكن.
الى ذلك، حذرت زاخاروفا، امس من أن تدفق أسلحة حلف شمال الأطلسي إلى أوكرانيا واستمرار الدعم العسكري لكييف يقرب الحلف من مرحلة خطيرة تتمثل في مواجهة عسكرية مباشرة مع روسيا.
وقالت زاخاروفا ـ في تصريحات أوردتها وكالة أنباء «تاس» الروسية ـ «يبدو أن دول الناتو تتسابق فيما بينها في إمداد نظام كييف بالأسلحة والذخيرة وتوفير المعلومات الاستخبارية وتدريب الأفراد وإصدار التعليمات حول كيفية إجراء العمليات القتالية، وبالتالي تقترب أكثر من أي وقت مضى من خط خطير للاشتباك المسلح المباشر مع روسيا».
لندن تفرض عقوبات على إيران على خلفية «المسيّرات» في أوكرانيا
لندن ـ وكالات: أعلنت لندن فرض عقوبات جديدة على إيران تستهدف ثلاثة جنرالات وشركة لتصنيع السلاح «مسؤولين عن تزويد روسيا طائرات مسيرة انتحارية» لقصف أوكرانيا.
وقالت الحكومة البريطانية في بيان «عبر تسليم تلك الطائرات المسيرة، تظهر إيران سعيا حثيثا إلى القتال، مستغلة الهجمات المشينة لروسيا ضد المدنيين الأوكرانيين».
وعلى غرار الاتحاد الأوروبي، تستهدف لندن عبر تلك العقوبات قائد اركان القوات المسلحة الايرانية محمد حسين باقري والمسؤول اللوجستي الجنرال سيد حجة الله قريشي وقائد وحدة الطائرات المسيرة في الحرس الثوري الجنرال سعيد أقجاني.
وتستهدف العقوبات ايضا شركة «شاهد لصناعات الطيران» المرتبطة بالحرس الثوري.
واعتبر وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، ان هذه المسيرات «هي الدليل على دور ايران في زعزعة استقرار الأمن العالمي».
وأضاف «عبر جعل هذه الضربات ممكنة، فإن هؤلاء الأفراد والشركة (المذكورة) تسببوا في آلام لا توصف للشعب الاوكراني. سنتأكد من محاسبتهم على أفعالهم».