أكد مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسورية غير بيدرسون، إن الحل السياسي وحده هو الذي يستطيع أن يحقق السلام في البلاد، لكنه استبعد التوصل اليه حاليا.
وقال أمام مجلس الأمن الدولي في جلسة لبحث الأوضاع السياسية والإنسانية في سورية إن التحديات الديبلوماسية والحقائق على الأرض تجعل التقدم نحو حل شامل «أمرا صعبا»، واستدرك قائلا، «لكن ثمة سبلا للمضي قدما».
واعتبر أن الحل السياسي هو «السبيل الوحيد» لتحقيق سلام مستدام في سورية، معربا عن أسفه بقوله، «بعيدون جدا عن هذا الهدف في الوقت الحالي».
وذكر بيدرسون أن العملية السياسية التي يقودها ويملكها السوريون تهدف للوصول إلى حل سياسي تفاوضي لتنفيذ قرار مجلس الأمن «2254»، مشددا على ضرورة أن يرتكز هذا الحل على سيادة سورية ووحدتها.
وعن لقاءاته التي أجراها خلال الأسابيع الماضية في الولايات المتحدة، وألمانيا، وسويسرا، وسورية، والأردن، أكد بيدرسون أنه سيواصل ذلك خلال الفترة المقبلة، لدفع جميع أصحاب المصلحة للمشاركة في تدابير بناء الثقة حول مقاربة «خطوة مقابل خطوة»، بهدف المساعدة في تحقيق تقدم وفق القرار «2254».
وحول اللجنة الدستورية، أشار بيدرسون إلى أنه ناقش استئناف انعقادها مع نظرائه الروس والسويسريين، ومع وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، لافتا إلى أنه حتى مع افتراض استئناف الجلسات في جنيف، لن يكون هذا كافيا لاستعادة «مصداقية اللجنة» في نظر معظم السوريين وأصحاب المصلحة الدوليين.
وحذر بيدرسون من استمرار «الجمود الاستراتيجي» مع استمرار الصراع في جميع أنحاء سورية، مشيرا إلى أن تنظيم «داعش» لايزال يشكل «تهديدا خطيرا».
كما جدد دعوته إلى جميع الأطراف لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، والحفاظ على قنوات فض الاشتباك واتفاقات «خفض التصعيد» والبناء عليها، من أجل وقف إطلاق النار الكامل على الصعيد الوطني.
وأشار بيدرسون إلى الاقتتال الداخلي بين فصائل المعارضة المسلحة في عفرين بريف حلب الشمالي في الأسابيع الأخيرة، والغارات الجوية للحكومة على مناطق المعارضة في الشمال الغربي، وأعمال العنف في الشمال الشرقي، والحوادث الأمنية في الجنوب الغربي، وتطرق أيضا للغارات الإسرائيلية على مطاري «دمشق» و«حلب».
وقال بيدرسون إن «الليرة السورية فقدت قدرا هائلا من قيمتها في الأسابيع الأخيرة، ما أدى بدوره إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود إلى مستويات قياسية أعلى»، وحذر من أن الأزمة الاقتصادية «ستزداد سوءا بالنسبة للأغلبية العظمى للسكان»، مع اقتراب فصل الشتاء والحاجة الماسة إلى تمويل إضافي.
من جانبها، حذرت مديرة قسم العمليات والمناصرة بمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، رينا غيلاني، من أن «السكان في سورية عالقون وسط أزمة أمنية وصحية واقتصادية متصاعدة»، تركت الكثيرين «يكافحون من أجل البقاء».
وقالت غيلاني، «تم الإبلاغ عن أكثر من 24 ألف حالة اشتباه بـ (الكوليرا)، وتم تأكيد الحالات الآن في جميع المحافظات الـ14، ولقي ما لا يقل عن 80 شخصا مصرعهم حتى الآن»، مشيرة إلى أن من المرجح أن تزداد الأزمة الصحية سوءا، وفق توقعات احتمال هطول الأمطار دون المستوى الطبيعي، وارتفاع درجات الحرارة فوق المعدل، وهو ما سيؤدي إلى تفاقم أزمة المياه.
ولمواجهة «الكوليرا»، طالبت غيلاني ب34.4 مليون دولار لخطة استجابة مدتها ثلاثة أشهر، وقالت إن هذه الأموال مطلوبة لمساعدة أكثر من 160 ألف شخص بالخدمات الصحية، وخمسة ملايين آخرين بالمياه والصرف الصحي وخدمات النظافة.
ومع اقتراب فصل الشتاء، أشارت غيلاني إلى ازدياد عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة للتصدي لبرودة الشتاء بنسبة بلغت 30% في جميع أنحاء البلاد مقارنة بالعام السابق.