- أبل: المجلس سيكلف اللجنة التعليمية بالتحقيق في المخالفات الموجودة بمؤسسات التعليم ولن نسكت احتراماً لقسمنا
- القناعي: نطالب برخصة المعلم وتطوير المناهج وتطبيق الاختبار الوطني والاهتمام بالتكنولوجيا
- العتيبي: نطالب بالإسراع في إنشاء جامعة عبدالله السالم وإنشاء المزيد من الجامعات الحكومية في شمال وجنوب الكويت
- السويط: ضرورة اعتماد وتطبيق التعليم المدمج بين التقليدي والإلكتروني وعلى وزير التربية تدارك أخطاء الوزراء السابقين
آلاء خليفة
أجمع المتحدثون خلال ندوة «إصلاح التعليم» والتي نظمتها جمعية المكتبات والمعلومات الكويتية بمقر الجمعية، على ان هناك خللا واضحا في التعليم بالكويت سواء على مستوى التعليم العام او العالي، مؤكدين على ضرورة اصلاح التعليم من خلال وضع الخطط والاستراتيجيات القابلة للتطبيق بأسرع وقت ممكن، كما شددوا على اهمية الاهتمام بتعديل المناهج لتواكب التكنولوجيا الحديثة والاهتمام كذلك بتطوير الهيئة الاكاديمية التي اذا صلحت صلح التعليم.
في البداية، أكد عضو اللجنة التعليمية بمجلس الامة النائب د.خليل أبل ان كل كويتي لديه شهادة عليا معتمدة وسليمة صحيحة والدولة بحاجة لها يفترض على الدولة ان تستفيد من قدراته العلمية والذهنية.
وأوضح أبل ان مشكلة التعليم ليست محلية انما عالمية ولكن نحن في الكويت وضعنا التعليمي أسوأ بكثير من العالم، لافتا الى ان الدولة تصرف ما يزيد على 3 مليارات دينار على مؤسسات التعليم والبحث العلمي وفي المقابل لدينا خلل في التعليم. وأفاد أبل بأن المركز الوطني لتطوير التعليم يفترض ان يضع الخطط ومعايير التقييم ويقيم مخرجات التعليم والطلبة، مشيرا الى ان المركز يفترض ان يكون مستقلا، مشددا على ضرورة إعادة هيكلة وزارة التربية وان يكون التقييم خارج مظلة وزارة التربية.
وذكر أبل ان الاجيال الحالية تغيرت عن السابق، متسائلا: كيف لتلك الاجيال الصغيرة ان تجعلها تحضر حصصا دراسية لمدة 45 دقيقة في الوقت الذي اثبتت الدراسات الحديثة ان تلك الاجيال لا يمكنها ان تشاهد فيديو على اليوتيوب تزيد مدته على دقائق معدودة.
واستغرب أبل من قرار إلغاء كلية الصحة العامة في الوقت الذي نعاني به من الاوبئة والفيروسات وفي ظل التحديات البيئية والصحية وبحاجة لتلك الكوادر، مؤكدا اننا بحاجة لإعادة نظر في هيكلة التعليم العام والعالي سواء الحكومي او الخاص.
وتابع قائلا: نحن في مجلس الامة دورنا رقابي وتشريعي، لافتا الى ان جلسة مجلس الامة المقررة اليوم «الثلاثاء» ستشهد تكليفا من مجلس الامة للجنة التعليمية بالتحقق من بعض الامور في وزارة التربية وجامعة الكويت والتعليم التطبيقي ومعهد الابحاث ومؤسسات التعليم الاخرى للتأكد من المخالفات والعراقيل الموجودة وأيضا هناك اقتراحات بقوانين قادمة، مؤكدا ان على الدولة ان تهتم بتقديم المنظور التعليمي الجديد. وشدد أبل على ان الحكومة منوط بها تقديم برنامج عمل، وان لم يشمل التعليم والنهوض به وإيقاف الهدر في التعليم فلن أسكت احتراما لقسمي وبلدي. وقال: نعم املك ادوات التشريع كمشرع لكن ادوات صنع التشريع نفسه بيد الدولة، فالسلطة التنفيذية لديها المقدرات البشرية والعقلية ويفترض ان تقوم بدورها المنوط بها في اصلاح التعليم. وأضاف: لقد تحدثت مع وزير التربية ووزيرالتعليم العالي د.حمد العدواني ووعد بأن تعقد جلسة خاصة في مجلس الامة للنظر في تلك التصورات، ووعد بالتعاون معنا ولحين ذلك لابد من ايقاف النزيف في الاموال التي تصرف على التعليم. وأشار أبل الى ان جامعة عبدالله السالم انشئت بموجب قانون الجامعات الحكومية 2019 وشكلت لجنة تضم 5 اشخاص لها تكلف سنويا مليون دينار ولم نر شيئا منها حتى اليوم على ارض الواقع.
الشق عود
من ناحيته، استغرب رئيس جمعية اعضاء هيئة التدريس بجامعة الكويت د.شملان القناعي من قرار الادارة الجامعية بإغلاق كلية الصحة العامة.
وقال القناعي هناك خلل في التعليم في الكويت ومخرجاتنا بها عيوب والاعتراف بالتقصير والخطأ فضيلة سواء في التعليم العام او العالي، متسائلا: اين دور المركز الوطني لتطوير التعليم؟
وتابع: لا إصلاح للتعليم بدون إصلاح المعلم، مشددا على اهمية قياس اداء المعلم، موضحا ان التعليم في خطر ولا يمكن ان نطوره ان لم يكن هناك تقييم حقيقي للمعلمين، مشددا على اهمية تطبيق رخصة المعلم والتي هي جزء من رؤية كويت 2035.
كما طالب بضرورة فصل السياسة عن التعليم، فلا اصلاح للتعليم دون اختبارات وطنية لقياس كفاءة الخريجين بما يجعلنا نضع ايدينا على نقاط الخلل والقصور من اجل اصلاح المنظومة التعليمية.
وأفاد القناعي بأن المناهج «ولى عليها الزمن» والمناهج التلقينية لم تعد كافية، نحن بحاجة الى «سونامي» تغيير للمناهج وإعادة غربلة لمناهجنا الدراسية لكل المواد العلمية الاكاديمية، من اجل اصلاح التعليم لابد من تفعيل دور المركز الوطني لتطوير التعليم ورخص المعلم والاختبار الوطني وتطوير المناهج، والاهتمام بالتكنولوجيا اسوة بالدول المتقدمة التي انتقلت من الحكومة الالكترونية الى الحكومة الذكية.
حبر على ورق
بدوره، قال رئيس الجمعية الكويتية للدراسات العليا د.محمد العتيبي إن هناك علامة استفهام كبيرة على استقالة وكيل وزارة التربية د.علي اليعقوب بشكل مفاجئ وسريع، ونحن سنظل نعاني من المشكلات التعليمية والأكاديمية إذا لم يكن هناك تعاون وتفاهم بين مسؤولي التعليم والقياديين لحل المشاكل التي تواجهنا، ولابد من المسؤولين عن التعليم الجلوس مع بعضهم لوضع الاستراتيجيات والخطط لإنجاح منظومة التعليم. وأضاف العتيبي أن مرور أكثر من عام على المجلس التأسيسي لجامعة عبدالله السالم دون وجود خطة أو تحركات للبدء في تشغيل الجامعة واستقبال الطلبة، أو الإعلان عن أي تصريحات لأعمال المجلس التأسيسي هو أمر مستغرب، وتساءل إلى متى ستظل جامعة عبدالله السالم حبرا على ورق؟!، إلى متى سيظل المجلس التأسيسي من دون أي خطة أو بيانات حول برنامج العمل والمرحلة القادمة؟!
وأضاف ان الجمعية تقدمت بالعديد من المقترحات والأفكار إلى وزير التربية ووزير التعليم العالي والبحث العلمي السابق واللجنة التعليمية حول تطوير التعليم والاستفادة من الخبرات والكفاءات الوطنية أصحاب الماجستير والدكتوراه في برامج تطوير التعليم في جميع مراحله التعليمية.
وذكر العتيبي أن الطلبة في الجامعة و«التطبيقي» يعانون عاما بعد آخر بسبب أزمة الشعب الدراسية المغلقة، والكثافة الطلابية بهما، وهو ما يدعونا إلى الإسراع في تشغيل جامعة عبدالله السالم بأسرع وقت ممكن، بالإضافة إلى إنشاء جامعات حكومة أخرى في المنطقة الشمالية والجنوبية لتذليل العقبات والمشاكل التي يواجهها الطلبة يوميا في الانتقال إلى جامعة الشدادية وكليات التطبيقي وتأخرهم الدراسي لمدة فصل وفصلين نتيجة هذه المشكلة المتراكمة منذ سنوات. وأكد أن الجمعية لديها الكوادر الأكاديمية أصحاب شهادات الدكتوراه والماجستير التي حصلوا عليها من أرقى الجامعات الدولية والعالمية والمؤسسات التعليمية ذات الاعتماد الأكاديمي المعترف بها، الذين يمكن مشاركتهم في معالجة مشكلة التعليم، ووضع الحلول التي تسهم في الارتقاء والنهوض بالمؤسسات التعليمية والأكاديمية.
ودعا العتيبي وزير التربية د. حمد العدواني ومسؤولي التعليم والأمانة العامة لمجلس الجامعات الخاصة الى زيادة نسبة تعيين الكويتيين في الجامعات والكليات الخاصة.
استقلال التعليم
بدوره، ذكر رئيس مجلس ادارة جمعية المكتبات والمعلومات الكويتية د.عبدالعزيز السويط ان قضية التعليم تهم كل المجتمع ولن يتحقق تقدم للدولة الا من خلال الاهتمام بالتعليم، موضحا ان الدول تقدمت من خلال اهتمامها بالتعليم مثل فنلندا وسنغافورة.
وقال ان المناهج العلمية في الكويت قديمة وغير متطورة بل ان هناك خللا في المنظومة التعليمية برمتها بما جعل الكويت تحصل على المركز الثامن عربيا والـ 97 عالميا في مؤشر جودة التعليم، وهذا خلل بسبب عدم وجود مواكبة للثورة الرقمية والتطور التكنولوجي الذي يعيشه العالم حاليا، فوزارة التربية «مكانك راوح». وشدد السويط على ضرورة اعتماد وتطبيق التعليم المدمج الذي يدمج بين التعليم التقليدي والتعليم الالكتروني وتم استخدامه خلال جائحة كورونا وعلى وزير التربية تدارك اخطاء الوزراء السابقين، مطالبا باستقلالية التعليم بعيدا عن السياسة ووضع خطة للتطوير من خلال إشراك جمعيات النفع العام لتحقيق نهضة حقيقية للتعليم.